انطلاق أعمال الجامعة العربية على مستوى المندوبين برئاسة السعودية

ناقشت 8 بنود رئيسية أولها قضية فلسطين واليمن والعراق

TT

انطلاق أعمال الجامعة العربية على مستوى المندوبين برئاسة السعودية

أكد عبد الرحمن بن إبراهيم الرسي، وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الدولية المتخصصة، رئيس الدورة الـ149 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، أن المملكة ستسعى خلال رئاستها المجلس الوزاري والقمة لتطوير العمل العربي المشترك.
وأشار الرسي، خلال افتتاحه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، أمس، إلى أن استمرار الأوضاع المالية الحالية في الجامعة سيؤدي إلى عدم قدرة الأمانة العامة على ممارسة أنشطتها، منوهاً إلى أن الوضع يستدعي إعادة النظر في النظام الأساسي للموظفين والنظام الداخلي وإعادة تنظيم عمل المنظمات المتخصصة على غرار المجالس الوزارية المتخصصة.
وأضاف: إن المملكة ستسعى خلال رئاستها المجلس الوزاري والقمة لتطوير نظم العمل العربي المشترك، منوهاً إلى التحديات الكبرى التي تمر بها الدول العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأكد ثوابت السعودية لتحقيق السلام واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى أساسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. وقال: إن السعودية تدعم الحكومة اليمنية الشرعية ومواجهة العدوان الحوثي، كما تقدم مساعدات إنسانية، وتدعم مساعي الأمم المتحدة على أساس قرارات مجلس الأمن، وقال: إن الوضع في سوريا تتطلب حلاً سلمياً وفقاً لقرارات مجلس الأمن يتضمن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وضرورة تعزيز ودعم المعارضة السورية المعتدلة وتشكيل حكومة انتقالية بما يمكّن من وقف سفك الدماء. وأكد ضرورة تطبيق اتفاق الصخيرات في ليبيا، وقال: إن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يتطلب وقف إيران لسياستها التوسعية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية.
من جانبه، أكد السفير محمد ظهر حرسي، مندوب جيبوتي الدائم لدى الجامعة العربية رئيس الدورة السابقة للمجلس، أن بلاده حرصت خلال رئاستها الدورة على توحيد الموقف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك والارتقاء بأدائه، والتعاون مع الجامعة العربية في هذا الإطار.
وقال: إن الدورة السابقة للمجلس كانت حافلة بالاجتماعات والمشاورات التي كان الهدف منها خدمة القضايا العربية، ودفع مسارات التسوية لكافة القضايا العربية، أبرزها قضايا الصراع العربي – الإسرائيلي، وتطورات القضية الفلسطينية، وتداعيات القرار الأميركي بنقل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس والانتهاكات الإسرائيلية، واستهداف إسرائيل الأمن القومي العربي في أفريقيا.
وقال: إن أخطر التحديات التي تواجهنا هي تصاعد ظاهرة الإرهاب والتطرف، واحتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث «طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى» والاحتلال الإريتري لأراض جيبوتية، وتحديات الأمن المائي العربي.
وكان مجلس الجامعة العربية قد بدأ أمس أعمال الدورة الـ149 على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة السعودية، وبحضور السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لدى جامعة الدول العربية.
وناقش المجلس 8 بنود تمثل عناوين رئيسية تتناول مختلف قضايا العمل العربي المشترك، وبخاصة في مجال قضية فلسطين والصراع العربي – الإسرائيلي، وفي مجال الشؤون العربية والأمن القومي، وفي الشؤون السياسية الدولية، وفي مجال الإعلام وحقوق الإنسان والشؤون القانونية والمالية والإدارية، كما بحث مشاريع القرارات الخاصة بها، ورفع عدداً محدوداً منها لوزراء الخارجية العرب لمناقشتها يوم الأربعاء المقبل برئاسة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
في مقدمة هذه البنود، التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي، وتفعيل مبادرة السلام العربية، إلى جانب الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة وتطورات الاستيطان والجدار العازل والانتفاضة والأسرى واللاجئين و«الأونروا» والتنمية في فلسطين.
وتناول الاجتماع تطورات الأوضاع في سوريا، والتضامن مع لبنان وتطورات الأوضاع في ليبيا واليمن، واحتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، إضافة إلى دعم السلام والتنمية في السودان، كما بحث سبل اتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وكيفية دعم جمهورية العراق في الانتصار النهائي على عصابات «داعش» الإرهابية وتحرير مدنه، بالإضافة إلى دعم الإيزيديات المختطفات لدى عصابات «داعش».
وتضمن جدول الأعمال بنداً حول سبل مكافحة الإرهاب الدولي وصيانة الأمن القومي العربي، إلى جانب نتائج أعمال اللجنة مفتوحة العضوية على مستوى المندوبين الدائمين لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية وفرق العمل المنبثقة عنها، إلى جانب تقرير وتوصيات اللجنة الدائمة للشؤون القانونية في اجتماعها 20 فبراير (شباط) الماضي، وسبل تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب حيث تم إدراج هذا البند بناءً على طلب مصر، إلى جانب تقرير وتوصيات اللجنة الدائمة للشؤون الإدارية والمالية في دورتها الـ93 التي عقدت في 21 من الشهر الماضي، بالإضافة إلى انتخاب أعضاء الهيئة العليا للرقابة العامة.


مقالات ذات صلة

إردوغان: دمشق هدف فصائل المعارضة ونأمل استكمال مسيرتها دون مشكلات

المشرق العربي إردوغان متحدثاً عن التطورات في سوريا في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

إردوغان: دمشق هدف فصائل المعارضة ونأمل استكمال مسيرتها دون مشكلات

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إدلب وحماة وحمص أصبحت بيد فصائل المعارضة السورية، وإن هدف المعارضة بالطبع هو دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص نازحون فروا من ريف حلب يركبون سيارة تحمل أمتعتهم بجوار إشارة طريق في حلب (رويترز)

خاص ما حدود الدعم العربي لسوريا بمواجهة الفصائل المسلحة؟

اتصالات عربية مع دمشق تتواصل بشأن التطورات الميدانية في شمال سوريا، كان أحدثها مناقشات وزيري الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السوري بسام صباغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تطلق «السوق المشتركة للكهرباء» لتعزيز الإمدادات وخفض التكاليف

بهدف تعزيز الإمدادات وخفض التكاليف، أطلقت جامعة الدول العربية، الاثنين، «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، عبر اتفاقية وقعتها 11 دولة، بينها السعودية ومصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)

أبو الغيط: الموقف الأميركي «ضوء أخضر» لاستمرار «الحملة الدموية» الإسرائيلية

استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» لعرقلة قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».