الأسد يواصل تعيين قيادات عسكرية تحظى برضا روسيا

TT

الأسد يواصل تعيين قيادات عسكرية تحظى برضا روسيا

بعد تعيين العميد سهيل الحسن قائداً للعمليات العسكرية في الغوطة الشرقية واستقدام قواته «قوات النمر» إلى ريف دمشق، بناء على رغبة الجانب الروسي، باعتبار الحسن ينال رضا القيادات العسكرية الروسية العاملة في سوريا، جاء أيضاً تعيين العميد رياض عباس قائداً للشرطة العسكرية في سوريا، وهو ينال رضا الجانب الروسي كذلك، إذ سبق أن تم تكريمه من قبل القادة الروس في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، على أدائه لمهامه كرئيس للشرطة العسكرية في حلب، ومن ثم رئاسته لفرع الأمن السياسي في المدينة ذاتها.
وأكد حزب البعث العربي الاشتراكي نبأ تعيين عباس رئيساً للشرطة العسكرية في سوريا عبر وسائل إعلامه على شبكة الإنترنت قبل يومين، بقوله.
ويأتي تعيين قائد جديد للشرطة العسكرية السورية يحظى بالقبول الروسي، في وقت يشتد فيه الهجوم على الغوطة الشرقية بريف دمشق، وسط إصرار روسي على استعادة النظام للسيطرة عليها.
ويحظى العميد عباس بشعبية في أوساط الموالين للنظام في حلب، بسبب بطشه بالمعارضين، في حين يصفه المعارضون بأنه يعتمد في عمله على كثرة المخبرين والجواسيس، كما ورد اسمه في قائمة كان قد وضعها «المكتب الحقوقي لتوثيق الانتهاكات - رقيب» عام 2015، وتضم أكثر من ثلاثين اسماً من قيادات النظام قال المكتب إنهم مسؤولون عن ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» بحق السوريين.
ومنذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015، اتجه النظام للاهتمام بالشرطة العسكرية، المنوط بها ضبط سلوك العسكريين ضمن اللوائح الداخلية للجيش، وسوق المطلوبين والمتخلفين عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية والاحتياط، لكنها في ظل النظام الأمني الراهن يتدخل في عملها الأجهزة الأمنية والشرطة المدنية.
يشار إلى أنه وبعد استعادة النظام السيطرة على حلب، برزت الحاجة للشرطة العسكرية لضبط الأوضاع الأمنية والحد من الانتهاكات التي يمارسها عناصر قوات النظام والميليشيات الرديفة، وهي مهام قامت بها في حلب الشرطة العسكرية الروسية التي انتشرت هناك منذ نهاية عام 2016 ولغاية 2018 عندما بدأت بانسحاب تدريجي، وعاد 393 مقاتلاً شيشانياً في «الشرطة العسكرية» التابعة لوزارة الدفاع الروسية إلى بلادهم.
وتجدر الإشارة إلى أن النظام السوري أجرى خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من التعديلات والتنقلات في أجهزته العسكرية والأمنية، حيث عين عبد الله أيوب وزيراً للدفاع بداية العام الحالي، كما تم تغيير رؤساء أفرع الأمن العسكري في حلب وحماه وطرطوس وإدلب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.