تجدّد أمس مسلسل الاغتيالات المتكررة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مسفراً عن مقتل جندي وإصابة آخر، برصاص مسلح مجهول أعلن الفرع اليمني لتنظيم داعش انتسابه إليه ووقوفه خلف العملية.
وأفاد شهود لـ«الشرق الأوسط» بأن مسلحاً مجهولاً يستقل دراجة نارية رفقة مسلح آخر كان معه، في حي المنصورة شمال عدن، أطلق النار من سلاح رشاش على جندي يعمل في أمن مطار عدن، ما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة مرافقه إصابة خطرة قبل أن يلوذا بالفرار. وجاءت عملية الاغتيال هذه بعد يومين فقط من حادث مماثل نفذه متطرفان مجهولان في مدينة تريم وسط وادي حضرموت (شرق)، وأدى إلى مقتل الداعية الإسلامي البارز عيدروس بن سميط أحد أهم أقطاب الفكر الصوفي في اليمن.
وكشف مصدر أمني في عدن أن الجندي القتيل يدعى محمد سلطان، ويلقب رفيقه المصاب بالعزاني، وكلاهما نقل إلى «مستشفى النقيب»، وهما من سكان حي العيادات، ويعملان تحت قيادة وزارة الداخلية اليمنية.
وفيما تبنى تنظيم داعش عملية الاغتيال، بث صوراً على الإنترنت وثق فيها للعملية، وظهر فيها شخص مقنع يرتدي زياً عسكرياً تستخدمه عادة قوات «مكافحة الإرهاب» الحكومية، في حين كان يصوب سلاحه باتجاه الجندي القتيل ورفيقه عندما كانا على متن دراجة نارية.
وشهدت مدينة عدن عشرات الحوادث المماثلة في العامين الماضيين عقب استعادتها من ميليشيات جماعة الحوثي الانقلابية، إذ طالت مسؤولين حكوميين وعناصر في الأمن والجيش وخطباء مساجد. وأسهمت قوات تحالف دعم الشرعية منذ استعادة المدينة إلى جانب قوات الأمن اليمنية في ملاحقة خلايا لمتطرفي «داعش» و«القاعدة»، خصوصاً في مناطق شمال المدينة. وفي السياق نفسه، أبطلت أجهزة الأمن اليمنية عبوة متفجرة أمس زرعها مجهولون في برميل وسط مدينة القطن في وادي حضرموت، وقال شهود إن عناصر الأمن قاموا بتفجير العبوة بشكل آمن دون إصابات.
إلى ذلك، أفادت أمس مصادر «قوات النخبة» في محافظة شبوة، الجنوبية، بأن عملية «السيف الحاسم» التي أطلقتها قبل أيام لتطهير مديرية الصعيد من عناصر تنظيم القاعدة حققت 90 في المائة من أهدافها، وتمكنت من تأمين كل مناطق المديرية. وجاءت هذه العملية لاستكمال حملات سابقة للقوات لاحقت خلالها متطرفي التنظيم في عدد من مديريات شبوة، خصوصاً في مناطق ميفعة وعزان. وكانت قوات الجيش اليمني في المنطقة العسكرية الثانية، ومقرها مدينة المكلا في محافظة حضرموت، أعلنت قبل أيام نجاح «عملية الفيصل» التي أطلقتها بدعم من التحالف لتطهير «وادي المسيني» غرب مدينة المكلا من عناصر «القاعدة». وهي العملية التي أدت، حسبما ورد في بيان رسمي، إلى مقتل 31 مسلحاً على الأقل، واستعادة كميات من الأسلحة والمتفجرات كانت بحوزة المتطرفين.
وتعد الولايات المتحدة الأميركية فرع «القاعدة» في اليمن أخطر أجنحة التنظيم تهديداً للمصالح الغربية، وتشن باستمرار ضربات جوية من دون طيار لاستهداف عناصر التنظيم، في مناطق متفرقة من محافظات البيضاء وشبوة ومأرب، لكنها في الآونة الأخيرة باتت تتركز في مناطق قبلية في مأرب والبيضاء. ويرجح مراقبون أن بعض عناصر «القاعدة» انشقوا قبل 3 سنوات إثر خلافات داخلية، ليشكلوا نواة الفرع اليمني من تنظيم داعش، الذي بات يعرف بعملياته الأكثر توحشاً ودموية.
اغتيال شرطي وإصابة آخر في عملية تبناها «داعش» في عدن
اغتيال شرطي وإصابة آخر في عملية تبناها «داعش» في عدن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة