تقدم لقوات النظام في الغوطة... واتهامات باستخدام «النابالم»

موسكو تتوقع هجوماً كيماوياً شرق دمشق لـ«تبرير» قصف من دول غربية

إسعاف جرحى في دوما بغوطة دمشق أمس (أ.ف.ب)
إسعاف جرحى في دوما بغوطة دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

تقدم لقوات النظام في الغوطة... واتهامات باستخدام «النابالم»

إسعاف جرحى في دوما بغوطة دمشق أمس (أ.ف.ب)
إسعاف جرحى في دوما بغوطة دمشق أمس (أ.ف.ب)

حققت قوات النظام السوري تقدماً جنوب دمشق وجنوب شرقي الغوطة الشرقية المحاصرة بعد معارك عنيفة ضد «جيش الإسلام»، في وقت أفاد مجلس محلي معارض بتعرض مناطق في الغوطة لقصف بالنابالم. وتحدث مسؤول روسي عن قرب حصول هجوم كيماوي في الغوطة لـ«تبرير» ضربات غربية ضد النظام.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ 3 أسابيع لقصف كثيف من قوات النظام، ما تسبب في مقتل أكثر من 630 مدنياً. وتزامن مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام في محيط المنطقة، ما شكّل مؤشراً على نية دمشق شن هجوم بري واسع.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية: «كثفت قوات النظام وحلفاؤها في الساعات الـ48 الأخيرة هجماتها على مواقع الفصائل وتمكنت من التقدم والسيطرة على قريتي حوش الظواهرة وحوش الزريقية».
كما سيطرت على قاعدتين عسكريتين سابقتين جنوب بلدة الشيفونية كانتا تحت سيطرة «جيش الإسلام» أكبر الفصائل المعارضة في المنطقة. ولم يتضح إذا كان تصعيد الهجمات بمثابة انطلاق للهجوم البري على الغوطة الشرقية المحاصرة بعد التعزيزات العسكرية التي حشدتها قوات النظام.
وقال عبد الرحمن: «تحاول قوات النظام التقدم لعزل كل من منطقتي المرج (جنوب شرق) ودوما (شمالاً) التي تضم العدد الأكبر من المدنيين، عن بقية البلدات في غرب الغوطة الشرقية المحاصرة».
وتسيطر الفصائل المعارضة على ثلث مساحة الغوطة الشرقية بعدما تمكنت قوات النظام خلال السنوات الأخيرة من استعادة العديد من المدن والبلدات.
وتتزامن المعارك العنيفة مع هدنة إنسانية أعلنتها روسيا، وبدأ تطبيقها الثلاثاء الماضي لمدة 5 ساعات يومياً، ويتخللها فتح ممر لخروج المدنيين. وبينما لم يسجَّل خروج أيٍّ من المدنيين وفق المرصد، تتراجع وتيرة الغارات والقصف إلى حد كبير خلال فترة سريانها.
وحسب «المرصد»، يشارك «مستشارون روس» إلى جانب قوات النظام في المعارك العنيفة التي تترافق مع غارات كثيفة وقصف مدفعي.
وقُتل منذ بدء الاشتباكات في 25 فبراير (شباط) الماضي، 60 عنصراً من قوات النظام وحلفائها مقابل 34 مقاتلاً من فصيل جيش الإسلام، حسب «المرصد». ومنذ بدء قوات النظام حملتها على الغوطة الشرقية المحاصرة قبل 3 أسابيع، قُتل أكثر من 630 مدنياً، بينهم 150 طفلاً على الأقل.
وأعلن «المرصد» صباح أمس (السبت)، مقتل مدنيين اثنين قبل بدء تطبيق الهدنة الروسية، بعد غارات عنيفة استهدفت ليلاً مناطق عدة، في وقت بلغت آخر حصيلة للقتلى أول من أمس (الجمعة)، 19 مدنياً، حسب «المرصد».
من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، إن «فصائل المعارضة تصدت لمحاولة قوات النظام اقتحام الغوطة الشرقية وسط غارات جوية وعمليات قصف مكثفة بصواريخ تحوي مادة (النابالم) الحارقة المحرَّمة دولياً».
وأفاد «جيش الإسلام» بأن «الثوار يخوضون معارك عنيفة على الجبهات الشرقية من الغوطة الشرقية للتصدي لمحاولة (قوات الأسد) التقدم في المنطقة بدعم جوي روسي»، لافتا إلى أن «مدفعية (جيش الإسلام) استهدفت مواقع قوات النظام التي تقدمت عليها مؤخراً على الجبهات الشرقية وتحقق إصابات مباشرة».
وفي السياق نفسه، أكد المجلس المحلي في بلدة مسرابا، أمس، أن قوات النظام «استهدفت 13 موقعاً مدنياً في البلدة بصواريخ تحوي مادة (النابالم) الحارقة المحرَّمة دولياً، رغم قرار مجلس الأمن 2401 الداعي لوقف إطلاق نار فوري».
وأضاف المجلس المحلي في بيان نشره على «فيسبوك»، أن الصواريخ استهدفت أبنية سكنية ومراكز تجارية ودور عبادة في البلدة «في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني. لا نستجدي تدخل المجتمع الدولي لأنهم عاجزون عن تطبيق القرارات التي يصدرونها لحماية المدنيين». وجُرح عدد من المدنيين وأُصيب آخرون بحروق، ليل الجمعة - السبت، بغارات جوية وقصف بصواريخ تحوي مادة «النابالم» على مدينة دوما وبلدة مسرابا، حسب «الدرر».
من جهة أخرى قصفت الطائرات الحربية، صباح أمس، بلدة المحمدية في الغوطة الشرقية؛ ما تسبب في ارتقاء 4 مدنيين وإصابة آخرين بجروح، كما شنّت الطائرات غارات جوية مماثلة على بلدة بيت سوى، أدت إلى مقتل طفلة، ودمار في المنازل والأبنية السكنية.
من جهته، أفاد المركز الروسي للمصالحة في سوريا، بأن «المسلحين في الغوطة الشرقية واصلوا خرقهم للهدنة الإنسانية وأن معبر الوافدين تعرّض للقصف من قبل المسلحين، وهناك أنباء عن إصابات». وقال فلاديمير زولوتوخين، المتحدث باسم المركز، أمس، للصحافيين: «تحت إشراف المركز الروسي للمصالحة يتم تفعيل معبر الوافدين. ولكن حتى في فترة الهدنة الإنسانية لم تنتهِ استفزازات المسلحين، اليوم تم إطلاق النار على المعبر. ومنذ الساعة 09:35 دقيقة حتى 11:10 تم استهداف المعبر 4 مرات بالأسلحة الخفيفة، الأمر الذي تسبب في وقوع 3 جرحى من السكان المحليين».
ولفت إلى أن المسلحين «يستخدمون في هجماتهم الاستفزازية شبكة أنفاق تحت الأرض. لم يتسنّ إجلاء أحد من المدنيين، والمسلحون يستخدمونهم دروعاً بشرية، لعرقلة جهود الجيش السوري وحلفائه الرامية إلى تطهير الغوطة من الجماعات المسلحة. ولهذا الغرض في بلدتَي الشيفونية وأوتايا في الغوطة الشرقية ينشر قادة تنظيم «جيش الإسلام» مسلحيهم في المناطق السكنية. أعمال هذه الجماعات المسلحة وقصفها المستمر لمدينة دمشق وضواحيها، تعّد جرائم حرب ويجب أن يقدَّم مرتكبوها للعدالة».
وقال مدير المركز الروسي، الجنرال يوري يفتوشينكو: «تلقينا معلومات من الجانب السوري حول عزم (جبهة النصرة) وجماعة (فيلق الرحمن) و(أحرار الشام) القيام باستفزازات باستخدام مواد سامة بهدف تحميل القوات الحكومية السورية مسؤولية استخدام أسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية، ولذلك فإن العملية تعد بالقرب من خط التماسّ مع الجيش السوري».
وأضاف الجنرال الروسي أنه في حال نجاح المسلحين في تنفيذ مخططهم «ستسارع الدول الغربية باستغلال الضحايا المدنيين لتحميل القيادة السورية مسؤولية استخدام أسلحة كيماوية». وذكر يفتوشينكو أن «القيادة السورية أكدت أنها ليست فقط لم تخطط لاستخدام أسلحة كيماوية، بل نفت بشكل قاطع حيازتها هذا السلاح».
وأشار الجنرال إلى أن «الجماعات المسلحة بهذه الأعمال الإجرامية تحاول عرقلة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2401. وكذلك العملية الإنسانية التي تهدف إلى نقل المدنيين من الغوطة الشرقية إلى أماكن آمنة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.