«تجمع الأحرار» المغربي يقدم برنامجه السياسي «مسار الثقة»

TT

«تجمع الأحرار» المغربي يقدم برنامجه السياسي «مسار الثقة»

قدم حزب التجمع الوطني للأحرار، المشارك في الحكومة المغربية الحالية، برنامجه السياسي إلى الرأي العام، تحت عنوان «مسار الثقة... مساهمة في بناء تنموي جديد».
ويتضمن العرض السياسي، الذي تم نشره مؤخرا في كتاب جديد يحمل العنوان نفسه، تشخيصا للواقع، مع طرح للبدائل الممكنة التي يراها الحزب كفيلة بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.
ومما جاء في تقديم الكتاب أن هذا المشروع يشكل مساهمة في النقاش الوطني حول النموذج التنموي الجديد، مبرزا أن المنطلق هو تشخيص الحقائق، مع التأكيد على رفض «لعب دور المتفرج، ثم الناقد، فالأحرار فاعلون وناقدون ذاتيون».
وأضاف التقديم أن هذا المشروع أعده المواطنون من أجل المواطنين، ليتناول قضايا يعتبرها المغاربة ذات أولوية، وهي التشغيل، والتعليم والصحة، مشددا على أن هذا «المسار ليس له طموح سوى التأسيس لعقد ثقة مع المواطن»، مع الإيمان «بالعمل والانضباط».
ويلاحظ مراقبون سياسيون أنه منذ تولي عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في الحكومة الحالية، رئاسة الحزب، وهو يحاول أن يعطي هذا التنظيم السياسي وجها جديدا، قوامه المبادرة والمنهجية التشاركية، وتعزيز الهياكل بشبيبة الحزب ونسائه، مع الانفتاح على مختلف الفئات الاجتماعية، حاملا شعار «أغاراس أغاراس»، التي تعني بالأمازيغية «العمل بجد واستقامة».
وفي تقديمه للكتاب، أوضح أخنوش أن عرض «الأحرار» لما سماه «المشروع الإصلاحي» جاء استجابة لنداء الملك محمد السادس لكل القوى الحية: حكومة وبرلمانا ومؤسسات، وكل الجهات المعنية من أجل إعادة النظر والتفكير في النموذج التنموي.
وعبر عن اعتقاده بأنه «لا حياة سياسية من دون قيم، كما أنه لا قيمة للقيم دون مشروع سياسي واضح المعالم»، داعيا إلى «إعادة الحياة للقيم السياسية في أنبل أشكالها»، وذلك في أفق «تعميق ثقة المغاربة بمستقبلهم».
وكتب بالحرف أنه لن يبيح لنفسه «الدخول في لعبة الانتقادات التي تحط من شأن الطبقة السياسية لغايات حزبية ضيقة، كما أن الأمر هنا لا يتعلق بالاستهانة بما تم تحقيقه من منجزات حتى الآن، فليس في ثقافة ولا في طبع (الأحرار) أن ينظروا إلى النصف الفارغ من الكأس». ويقترح التجمع الوطني للأحرار في عرضه السياسي جملة من «الإجراءات الملموسة»، انطلاقا من «القيم التي نتبناها عن قناعة»، بالتواصل مع المواطنين «بلغة الحقيقة والواقعية، وليس بلغة الرضا عن الذات وتسويق الأوهام»، على حد تعبير أخنوش، نافيا عن مشروعه السقوط «في مطب الشمولية، ووهم الكمال في رؤيته الإصلاحية»، أو توزيع «الوعود الكاذبة، يمينا وشمالا من أجل غايات انتخابية».
ومن خلال تصفح الكتاب، يبدو حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تم تأسيسه في أواخر السبعينات من القرن الماضي، عازما على إعطاء الأولوية في برنامجه السياسي للتشغيل والصحة والتعليم، وهي القطاعات الاجتماعية التي قدم بشأنها مجموعة من الاقتراحات.
ففي مجال الشغل دعا «التجمع الوطني للأحرار» إلى إعادة النظر في كيفية معالجة إشكالية البطالة، التي تمس اليوم شريحة واسعة من المواطنين، وبالاستناد إلى الأرقام، خصص الحزب حيزا وافرا للقطاعات الواعدة التي يراها قادرة على خلق فرص جديدة لوضع حد لآفة البطالة وسط الشباب.
وفي قطاع التعليم، رأى الحزب المذكور أن نجاح مسار الإصلاح يقوم على ركيزتين جوهريتين: إشراك المدرسين ومديري المؤسسات وآباء التلاميذ والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين من جهة، وتجنّد المؤسسات الترابية والمصالح المكلفة التعليم، من جهة أخرى. وشملت رؤية التجمع الإصلاحية كل مناحي الاختلالات، التي تعاني منها منظومة التربية والتعليم في المغرب، مثل الهدر المدرسي، وغيرها من الظواهر التي تئن تحتها المدرسة العمومية.
أما في ميدان الصحة، فقد اقترح التجمع هيكلة للإصلاح، قال إنها مبنية على دعائم تتعلق بتنظيم سلسلة العلاجات، وتحفيز الأطر الطبية، وكذا دعم الحكامة، والرفع من الميزانية المخصصة لقطاع الصحة، داعيا إلى القطع مع ما سماه «المستشفيات القاحلة»، في تلميح لما تعرفه مراكز العلاج العمومية في المغرب من أوضاع طالما اشتكى منها المواطنون بسبب تردي خدماتها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.