حركة «الشباب» تقتل 5 شرطيين كينيين وتستولي على بلدة استراتيجية في الصومال

شرطي صومالي في موقع تفجير انتحاري في العاصمة مقديشو الشهر الماضي (أ.ف.ب)
شرطي صومالي في موقع تفجير انتحاري في العاصمة مقديشو الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

حركة «الشباب» تقتل 5 شرطيين كينيين وتستولي على بلدة استراتيجية في الصومال

شرطي صومالي في موقع تفجير انتحاري في العاصمة مقديشو الشهر الماضي (أ.ف.ب)
شرطي صومالي في موقع تفجير انتحاري في العاصمة مقديشو الشهر الماضي (أ.ف.ب)

قُتل ما لا يقل عن 5 من ضباط الشرطة الكينية، أمس، في هجوم شنه مسلحون من حركة «الشباب» الصومالية المتطرفة، على معسكرين في مقاطعة مانديرا شمال شرقي كينيا، فيما زعمت الحركة أنها استولت على بلدة «بلَد» الاستراتيجية الواقعة على مسافة نحو 30 كيلومتراً شمال العاصمة الصومالية مقديشو.
وأكد عبد القادر سالان العضو الإقليمي ببرلمان الصومال، شن مسلحين هجوماً على «بلد»، مكتفياً بالقول إن «قتالاً يدور الآن بين القوات الحكومية ومقاتلي جماعة الشباب»، حسب وكالة «شينخوا» الصينية. في المقابل، قال الجيش الصومالي إن هجوماً انتحارياً بسيارة ملغومة استهدف قاعدة عسكرية على بُعد نحو 30 كيلومتراً شمال غربي مقديشو، ما أسفر عن مقتل جندي واحد. وقال الرائد عبد الله عيسى لـ«رويترز» إن الهجوم الذي أعلنت حركة «الشباب» المسؤولية عنه وقع عندما كانت القاعدة خالية تقريباً قبل فترة وجيزة من صلاة الجمعة. وأضاف أن 3 جنود آخرين قُتلوا في تفجير آخر استهدف شاحنتهم في أثناء توجههم إلى العاصمة مع الجنود المصابين في التفجير الأول.
في غضون ذلك، أكد محمود صالح، المفوض الإقليمي بالمنطقة الشمالية الشرقية لكينيا، أن مهاجمين استهدفوا معسكرين للشرطة الإدارية والشرطة الكينية في بلدة لافي، مشيراً إلى أن القتلى هم 4 من ضباط الشرطة الإدارية، فضلاً عن أحد أفراد الشرطة الاحتياطية الوطنية. وأوضح أنه يُشتبه في أن الإرهابيين عبروا الحدود من الصومال، المجاورة، وقاموا بتدمير أحد أبراج الاتصالات في المنطقة لقطع الاتصالات، ثم شنوا بعد ذلك هجومهم على معسكري الشرطة.
من جهة أخرى، بدأت في العاصمة الأوغندية كمبالا، أمس، قمة للبلدان المساهمة في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم». وقال وزير الدفاع الصومالي محمد مرسل، الذي يرافق الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو إلى هذه القمة، إن «لها أهمية خاصة بالنسبة إلى الصومال فيما يتعلق بخطة إعادة بناء القوات»، موضحاً أن الحكومة الصومالية ستطرح على القمة الإقليمية خطة حول ترتيبات تسلُّم القوات الوطنية المسؤولية الأمنية من قوات «أميصوم».
وبدأت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم) التي يبلغ قوامها 22 ألف فرد في الانسحاب منذ نهاية العام الماضي، ومن المقرر أن تغادر بحلول عام 2020. ويكافح الرئيس فرماجو لهزيمة التشدد الإسلامي واستعادة الأمن والاستقرار بدعم قوات حفظ السلام ومساعدة الغرب والضربات الجوية المتكررة التي تنفذها الولايات المتحدة على أهداف تابعة للمتشددين.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الموانئ والنقل البحري في الحكومة الصومالية عدم اعترافها بالاتفاقية المبرمة بين حكومة إقليم أرض الصومال وشركة «موانئ دبي العالمية» التي تتولى بموجبها إدارة ميناء بربرة الاستراتيجي لثلاثة عقود قادمة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.