قيادي في «العدالة والتنمية» يتهم حزباً مغربياً بتوريطه في «جريمة قتل»

TT

قيادي في «العدالة والتنمية» يتهم حزباً مغربياً بتوريطه في «جريمة قتل»

اتهم قيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي جهات داخل حزب الأصالة والمعاصرة المعارض بالوقوف وراء حملة إعلامية ممنهجة ضده، تتهمه مجددا بالتورط في مقتل الطالب اليساري محمد بنعيسى آيت الجيد، وذلك بعد مرور 25 عاما على القضية، التي سبق للقضاء أن بت فيها وأدين فيها بسنتين سجنا نافذا.
وقال حامي الدين خلال مؤتمر صحافي، عقده أمس في الرباط وحضره عدد من قيادات ووزراء الحزب لمؤازرته، إنه يتعرض منذ ست سنوات لحملات قذف وتشهير «من قبل جهات وجزء من الصحافة الهدامة، التي أصبحت متخصصة في التشهير بالجمعيات والشخصيات التي تناضل من أجل الإصلاح والديمقراطية في المغرب»، مشيرا إلى أن الحملة «تتزامن مع كل استحقاق تنظيمي للحزب، أو استحقاق انتخابي أو سياسي تعرفه البلاد».
وكان قريبان للضحية قد قررا فتح الملف من جديد عام 2012، ورفعا شكوى ضد حامي الدين لدى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف في فاس عن طريق محام ينتمي لحزب الأصالة والمعاصرة. لكن تم حفظ الشكوى بسبب صدور حكم نهائي في القضية، وبعد ذلك تقدما مرة أخرى بشكوى مماثلة عام 2013، فقرر قاضي التحقيق عدم فتح تحقيق بشأنها. وفي العاشر من يناير (كانون الثاني) الماضي تلقى حامي الدين هذه المرة استدعاء للحضور كمتهم في القضية نفسها، وذلك على خلفية شكوى ثالثة وضعت عام 2017، حيث سيجري الاستماع إليه في الخامس من مارس (آذار) الحالي.
واعتبر حامي الدين، وهو مستشار بالغرفة الثانية للبرلمان ورئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، والمعروف بمواقفه السياسية المعارضة، أن استدعاءه «مس بالأمن القضائي» لأنه «من الناحية القانونية لا يمكن محاكمة شخص مرتين على نفس الأفعال، كما أن الدستور ينص بشكل صريح على احترام الأحكام القضائية الصادرة عن القضاء». مضيفا أن «هناك من يسعى إلى الطعن في القضاء، وفي العدالة الانتقالية لا لشيء، سوى الانتقام منه»، ووصف ما يجري بأنه «عبث برصيد شعب وأمة من قبل بعض الجهات السياسية ذات النوايا غير النبيلة»، منتقدا توظيف القضاء لأغراض سياسية.
وسبق لهيئة الإنصاف والمصالحة أن أقرت بتعويض مالي لفائدة حامي الدين بعد أن ثبت لها تعرضه لاعتقال تعسفي من المستشفى الذي كان يرقد فيه بفاس بسبب إصابته بجروح في الرأس خلال الأحداث، التي أدت إلى مقتل آيت الجيد.
في السياق ذاته، قال المحامي عبد الصمد الإدريسي خلال المؤتمر الصحافي ذاته، الذي حضره مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان، والحسن الداودي وزير الشؤون العامة والحكامة، وقيادات من «العدالة والتنمية»، وممثلي جمعيات حقوقية، إنه لا يتصور أن تكون النيابة العامة غير ملتزمة بتطبيق القانون لأن المفروض أن القضية محسومة، وقاضي التحقيق اطلع على كل القرارات القضائية السابقة، حسب تعبيره.
وكشف الادرسي أن الشخص الذي يحرك هذا الملف في كل مرة هو عضو في المكتب السياسي لحزب «الأصالة والمعاصرة»، سبق أن أخبره أنه «عندما يتوقف حامي الدين عن الكتابة سنتوقف عن إثارة الموضوع، وما دام يتكلم سنواصل فتح الموضوع».
وتعود وقائع القضية إلى سنة 1993، حينما تعرض الطالب اليساري آيت الجيد، المنتمي إلى فصيل الطلبة القاعديين، للقتل قرب كلية العلوم القانونية والاقتصادية بفاس، إبان الصراع الآيديولوجي الدامي، الذي كانت تعرفه الجامعة المغربية بين الحركات اليسارية الراديكالية والحركات الإسلامية.
وأدين حامي الدين بالمشاركة في المشاجرة التي أدت إلى مقتل آيت الجيد، رغم أن حامي الدين ينفي ذلك، ويعتبر نفسه ضحية أيضا. بينما وجهت تهمة المشاركة في القتل إلى طالب من جماعة العدل والإحسان الإسلامية، شبه المحظورة، يدعى عمر محب، الذي اعتقل عام 2006 وحكم عليه بـ10 سنوات سجنا نافذا. فيما تقول «الجماعة» إنه بريء، ومحاكمته سياسية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.