مقتل ضابط شرطة خلال ضبط «خلية إرهابية» جنوب القاهرة

الحكم في «خلية الماريوت» الاثنين.. وإخلاء سبيل عبدالله الشامي

مقتل ضابط شرطة خلال ضبط «خلية إرهابية» جنوب القاهرة
TT

مقتل ضابط شرطة خلال ضبط «خلية إرهابية» جنوب القاهرة

مقتل ضابط شرطة خلال ضبط «خلية إرهابية» جنوب القاهرة

أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس، مقتل ضابط شرطة في تبادل لإطلاق النار أثناء القبض على خلية «إرهابية» تابعة لجماعة الإخوان المسلمين جنوبي شرق القاهرة. وقالت الداخلية، في بيان نشرته على صفحتها على موقع «فيسبوك»، أمس، إن «قطاع الأمن الوطني رصد تحرك عناصر تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بمنطقة جنوب القاهرة.. والمسؤولة عن ارتكاب كثير من أعمال العنف، واستهداف سيارات الشرطة، وأبراج الضغط العالي، والتخطيط لارتكاب أعمال عدائية ضد رجال الشرطة».
وأضافت أنه «جرى إعداد عدة أكمنة لضبط المتهمين بمنطقة 15 مايو (أيار) (جنوبي شرق القاهرة)، ولدى محاولة ضبطهم بادروا بإطلاق أعيرة نارية بكثافة تجاه القوات وحاولوا الفرار، فتعاملت معهم القوات على الفور، وتمكنت من السيطرة على الموقف». وقالت إن «تبادل إطلال النار أسفر عن إصابة اثنين من المتهمين، واستشهاد النقيب مصطفى محسن محمد نصار، ضابط مباحث قسم شرطة 15 مايو، إثر إصابته بعدة طلقات نارية».
في غضون ذلك، قال النائب العام المصري في بيان أمس إنه وافق على إخلاء سبيل 13 متهما في قضية فض اعتصام رابعة العدوية، من بينهم الصحافي في قناة الجزيرة عبد الله الشامي، نظرا لـ{ظروفهم الصحية».
من جانبها، أعلنت المحكمة، التي يمثل أمامها صحافيو قناة الجزيرة الإنجليزية، أمس، تحديد جلسة يوم الاثنين المقبل للنطق بالحكم في القضية المعروفة إعلاميا باسم «خلية الماريوت»، والتي يحاكم فيها 20 متهما، بينهم تسعة محبوسين و11 يحاكمون غيابيا. ويواجه المتهمون المصريون تهمة الانضمام إلى جماعة غير مشروعة تستهدف قلب نظام الحكم بالقوة، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهو اتهام يمكن أن تصل عقوبته إلى السجن لمدة 25 عاما. كما أنهم متهمون بنشر أخبار كاذبة، وبالعمل من دون تصريح بعد أن قررت السلطات المصرية إغلاق مكاتب القناة.
من جهة أخرى، أجلت محكمة جنايات القاهرة خلال جلستها السرية المنعقدة أمس، محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و35 متهما آخرين من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان المسلمين، في قضية اتهامهم بارتكاب «جرائم التخابر» إلى جلسة 29 يونيو (حزيران) الحالي، وذلك لاستكمال الاستماع إلى شهود الإثبات، مع استمرار حظر النشر في القضية.
وتضم القضية، إلى جانب مرسي، المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، وعددا من نوابه، وأعضاء مكتب إرشاد التنظيم، وكبار مستشاري الرئيس المعزول، علاوة على 16 متهما آخرين هاربين. ويواجه مرسي وعدد من قيادات الإخوان عدة قضايا أخرى من بينها التحريض على قتل المتظاهرين في أحداث الاتحادية، وإهانة القضاة، واقتحام سجن وادي النطرون والهروب منه.
وفي السياق ذاته، قررت النيابة العامة بمحافظة السويس للمرة الرابعة تجديد حبس متهم عاد من القتال في صفوف جبهة النصرة في سوريا لمدة 15 يوما علي ذمة التحقيقات، لاتهامه بالإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر، وقيامه بالتنسيق مع جماعات تكفيرية لشن هجمات إرهابية داخل المدن في المحافظات. وقال مصدر قضائي إن «المتهم (38 عاما) موظف سابق في شركة السويس لتصنيع البترول، وفصل من عمله قبل مغادرته مصر، ثم عاد إلى مصر قادما من سوريا لتنفيذ عمليات إرهابية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.