أولى حكومات السيسي تؤدي اليمين اليوم

نبيل فهمي أبرز المغادرين.. واستحداث وزارة للعشوائيات

صورة تذكارية للحكومة المصرية المستقيلة عقب اجتماعها الأخير الأسبوع الماضي (موقع الحكومة)
صورة تذكارية للحكومة المصرية المستقيلة عقب اجتماعها الأخير الأسبوع الماضي (موقع الحكومة)
TT

أولى حكومات السيسي تؤدي اليمين اليوم

صورة تذكارية للحكومة المصرية المستقيلة عقب اجتماعها الأخير الأسبوع الماضي (موقع الحكومة)
صورة تذكارية للحكومة المصرية المستقيلة عقب اجتماعها الأخير الأسبوع الماضي (موقع الحكومة)

يؤدي وزراء الحكومة المصرية الجديدة التي يترأسها المهندس إبراهيم محلب اليمين الدستورية صباح اليوم (الثلاثاء) أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شرع في ترتيب البيت الداخلي بإصداره أمس قرارا بتشكيل لجنة عليا للإصلاح التشريعي، وهو ما عده مراقبون خطوة على الطريق الصحيح، ووصفت المستشارة تهاني الجبالي النائبة السابقة لرئيس المحكمة الدستورية العليا قرار تشكيل اللجنة بـ«العمل المؤسسي المحترم» الذي يعكس توجها محمودا.
واستقر محلب على التشكيل الجديد لحكومته، مؤكدا أن التغيير شمل عشر وزارات فقط، بالإضافة إلى إلغاء وزارة الإعلام، واستحداث وزارة واحدة هي وزارة العشوائيات، التي تتولى رئاستها ليلى إسكندر وزيرة البيئة السابقة. فيما كان التغيير الأبرز هو لمنصب وزير الخارجية. وأجرى محلب أمس اللقاءات البروتوكولية بأعضاء حكومته في مقر مجلس الوزراء بوسط القاهرة. وقال السفير حسام القاويش، المتحدث باسم مجلس الوزراء، في تصريحات صحافية أمس إن هشام زعزوع مستمر بمنصبه كوزير للسياحة، وشريف إسماعيل وزيرا للبترول، والطيار حسام كمال وزيرا للطيران المدني.
وفي واحدة من أبرز مفاجآت التشكيل الجديد للحكومة قال السفير القاويش إن محلب التقى أمس السفير سامح شكري المرشح لتولي وزارة الخارجية، خلفا لنبيل فهمي، كما التقى أيضا خالد فهمي المرشح لوزارة البيئة، والسيد عبد الخالق المرشح لتولي حقيبة التعليم العالي، ومحفوظ صابر للعدل ونجلاء الأهواني للتعاون الدولي، والمستشار إبراهيم الهنيدي للعدالة الانتقالية ومجلس النواب، وشريف حماد للبحث العلمي.
كما تأكد أيضا استمرار الفريق أول صدقي صبحي وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي، واللواء محمد إبراهيم وزيرا للداخلية، وعادل العدوي وزيرا للصحة والسكان، وعاطف حلمي وزيرا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في التشكيل الجديد للحكومة. وجدد محلب ثقته أيضا في وزراء المجموعة الاقتصادية، حيث تقرر استمرار هاني قدري وزير المالية، وأشرف العربي وزير التخطيط، ومنير فخري عبد النور وزيرا للصناعة والتجارة، بعد فصل وزارة الاستثمار، التي رجحت مصادر أمس أن يشغلها أشرف سلمان. وسعى محلب إلى فرض سياج من السرية على مشاوراته لتشكيل أول حكومة في عهد الرئيس السيسي، الذي تولى السلطة رسميا قبل أسبوع، لكن تسريبات عن مرشحين محتملين في حكومته أثارت انتقادات مما أدى إلى تأجيل حلف اليمين، وإعادة النظر في بعض المرشحين للحقائب الوزارية. وحسم محلب موقف حقيبة وزارة الإعلام، قائلا في تصريحات للصحافيين، أمس، إنه استقر على إلغاء الوزارة تمهيدا لتشكيل «المجلس الوطني للإعلام»، إعمالا لنصوص الدستور الجديد، الذي أقر في استفتاء شعبي مطلع العام الحالي.
وقالت مصادر في مجلس الوزراء، إن هاني ضاحي، رئيس هيئة البترول السابق، مرشحا لوزارة النقل خلفا للوزير الحالي إبراهيم الدميري، فيما بات في حكم المؤكد أن يخلف الدكتور جابر عصفور، الدكتور صابر عرب في وزارة الثقافة، بعد استبعاد أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس السابق، الذي برز اسمه من بين المرشحين. ويستمر في الوزارة الجديدة وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز، ووزير التنمية المحلية عادل لبيب، ومحمد مختار جمعة في وزارة الأوقاف، ومحمود أبو النصر وزير التربية والتعليم.
وكانت حكومة محلب (الأولى) أدت اليمين القانونية أمام الرئيس السابق، عدلي منصور، مطلع مارس (آذار) الماضي، وضمت 31 وزيرا، وشهدت تعديلا واحدا عقب استقالة المشير السيسي من وزارة الدفاع حينها استعدادا لخوض السباق الرئاسي، واختيار الفريق أول صدقي صبحي خلفا له.
وفي غضون ذلك، أصدر الرئيس السيسي أمس (الاثنين) قرارا بإنشاء لجنة عليا لإصلاح التشريعات برئاسة محلب. وضمت اللجنة في عضويتها مفتي الجمهورية، وممثلا عن مؤسسة الأزهر، ووزير العدل، وقانونيين آخرين، بهدف ضبط وتوحيد التشريعات الصادرة عن الرئاسة ومجلس الوزراء.
وقالت مصادر قضائية إن اللجنة العليا لإصلاح التشريعات تختص بإعداد وبحث ودراسة مشروعات القوانين والقرارات الجمهورية وقرارات رئيس مجلس الوزراء اللازم إصدارها أو تعديلها، أو القرارات التي تحيلها إليها الوزارات والجهات المختلفة، لمراجعتها وتطويرها والتنسيق بينها وبين التشريعات المختلفة لضمان تجنب تعددها أو قصورها أو تناقضها أو غموضها والعمل على ضبطها وتوحيدها.
ومن المرجح أن تلعب لجنة إصلاح التشريعات دورا لمساندة البرلمان، كما ستسهم في اقتراح مشروعات قوانين على البرلمان المقرر انتخابه قبل نهاية العام الحالي. ووصفت تهاني الجبالي النائب السابق لرئيس المحكمة الدستورية العليا قرار تشكيل اللجنة بـ«العمل المؤسسي المحترم». وأضافت الجبالي قائلة لـ«الشرق الأوسط» أمس: «عشنا سنوات لا نعرف الدائرة المحيطة بالرئيس والتي تصدر لنا التشريعات.. ومن هنا فإن قرار إنشاء اللجنة يعكس توجها محمودا من الرئاسة، فنحن نعلم الآن من هم المستشارون». وعدت الجبالي لجنة إصلاح التشريع بمثابة مراكز للفكر تعمل على أجندة إصلاح تشريعي واسع، تساند البرلمان صاحب السلطة المطلقة في التشريع، عبر دوائر متخصصة تعمل على تدقيق القوانين قبل العرض على البرلمان.
وأشارت المصادر القضائية إلى أن لجنة إصلاح التشريعات ستشكل لجانا فرعية لإعداد وتطوير التشريعات في المجالات الاقتصادية، والتشريعات الإدارية، والتشريعات الاجتماعية، والتشريعات التي تخص الأمن القومي، وتشريعات التقاضي والعدالة، وتشريعات التعليم. وتقدم اللجنة مشروعات القوانين وقرارات رئيس مجلس الوزراء التي تفرغ من إنجازها إلى مجلس الوزراء، لعرضها على قسم التشريع بمجلس الدولة لمراجعتها. ويعرض رئيس الحكومة، بصفته رئيسا للجنة إصلاح التشريعات، على الرئيس تقريرا شهريا بنتائج عملها، على أن تنتهي من إعداد التشريعات العاجلة في صورتها النهائية وعرضها على الرئيس خلال شهرين من تاريخ العمل بالقرار.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».