أنقرة تنفي إجلاء جديداً لمدنيي الغوطة... وتدفع بتعزيزات إلى عفرين

TT

أنقرة تنفي إجلاء جديداً لمدنيي الغوطة... وتدفع بتعزيزات إلى عفرين

نفت أنقرة نقل مدنيين من الغوطة الشرقية إلى دمشق ثم إلى تركيا، لافتة إلى أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا الشأن تتعلق بعملية إجلاء قديمة، وأبدت في الوقت نفسه استعدادها لتلبية أي طلب يقدم إليها في هذا الشأن.
وتواصلت عملية «غصن الزيتون» العسكرية التي ينفذها الجيش التركي مع فصائل من الجيش السوري الحر ضد وحدات حماية الشعب الكردية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن إن تصريحات بوتين بشأن إجلاء مدنيين من الغوطة الشرقية بوساطة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تتعلق بعملية إجلاء قديمة.
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن كالين، الذي يرافق الرئيس التركي في جولة أفريقية حاليا، أن إردوغان طرح قبل قرابة شهر هذه المسألة المتعلقة بإجلاء 700 مدني إلى تركيا لتلقي العلاج، وقال الجانب الروسي إنهم أخرجوا هؤلاء المدنيين لكنهم لم يأتوا إلى تركيا، وحينها قالوا أيضا إنه تم إرسالهم إلى جنوب دمشق.
وأكد كالين أن طلب تركيا الأول يتمثل بجلب هؤلاء المدنيين إليها، قائلا: «نعم لقد خرجوا من الغوطة هذا صحيح، لكن لم يأتوا إلى تركيا، وتلقينا معلومات بأنهم ذهبوا إلى جنوب دمشق».
ولفت إلى أن هده الدفعة من المدنيين خرجت من الغوطة بعد نحو أسبوع من الطلب الأول للرئيس إردوغان، مضيفا: «ولم ندل بتصريح حولهم على وجه الخصوص بسبب عدم مجيئهم إلى تركيا، لأننا كنّا ننتظر مجيئهم إلى بلدنا والسيد بوتين أعلن عن ذلك حديثاً».
وفي رده على سؤال حول استمرار الرغبة التركية باستقدام أولئك إلى تركيا، أكد كالين أن بلاده مستعدة لاستقبال مدنيين جدد بهدف العلاج، وأضاف: «كنا بالفعل قد أتممنا استعداداتنا عن طريق الهلال الأحمر لذلك، وإذا حصل الآن فإننا مستعدون لجلبهم».
من جانبه، أكد وزير الصحة التركي أحمد دميرجان، تعليقا على أنباء إجلاء جرحى مدنيين من الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل النظام السوري، أنه لم يصل إلى تركيا في الوقت الراهن أي من الجرحى، وفي حال جاءنا طلب باستقبالهم سنُلبيه بكل تأكيد، وسنعتني بالجرحى ونقدم لهم العلاج اللازم.
وأكد الوزير التركي أن بلاده تمتلك جميع الإمكانيات اللازمة لاستقبال الجرحى، وأن المستشفيات التركية فيها أسرة كافية لاستقبالهم.
على صعيد عملية عفرين، دفع الجيش التركي بمزيد من قواته الخاصة إلى مناطق العمليات في محيط مدينة عفرين السورية.
وقالت مصادر عسكرية أمس، إن وحدات من القوات الخاصة بقوات الدرك والشرطة التركية، التي وصلت إلى منطقة عفرين منذ فترة وجيزة، بدأت تقديم الدعم للجيشين التركي والسوري الحر في عملية «غصن الزيتون». وأضافت المصادر أن الوحدات المذكورة تقوم في الوقت الراهن بمهامها على مدار 24 ساعة، وهي مزودة بالأسلحة والمناظير الليلية، وتقوم عند الحاجة بأعمال إبطال مفعول المتفجرات والألغام المزروعة داخل المناطق السكنية التي يتم انتزاعها من سيطرة المسلحين الأكراد وعمليات تفتيش للبحث عن الإرهابيين المختبئين.
وأوضحت المصادر أن قسما من القوات الخاصة تم نشرها بالقرب من بلدتي جنديرس وراجو اللتين تقعان تحت سيطرة الوحدات الكردية، وأن هذه العناصر لها تجارب مهمة في مكافحة الإرهاب داخل المدن، كما أنها مدربة لتنفيذ عمليات تحت كل الظروف. وأكدت المصادر أن وتيرة عملية غصن الزيتون ستتسارع مع مشاركة الوحدات الخاصة التركية فيها.
وقالت المصادر إن قوات الجيشين التركي والسوري الحر، سيطرت، أمس، على قرية «شيخ محمدلي» شمال غربي عفرين التابعة لناحية «راجو»، ليرتفع عدد النقاط المحررة ضمن «غصن الزيتون»، إلى 116 نقطة بينها مركز ناحية، و88 قرية، و6 مزارع، و20 جبلا وتلة استراتيجية، وقاعدة عسكرية واحدة. وأعلنت رئاسة الأركان التركية، تحييد 2222 مسلحا منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون»، في عفرين في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.
في السياق ذاته، جدد نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ، أمس، التأكيد على أن قرار مجلس الأمن الدولي الخاص «2401» بوقف إطلاق النار في سوريا لمدة شهر، لن يؤثر على عملية «غصن الزيتون»، لأنها غير مشمولة فيه وفق تقديرات أنقرة.
وردا على تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت بشأن وجوب قراءة تركيا نص قرار مجلس الأمن بشأن الهدنة في سوريا بشكل جيد، قال بوزداغ إن «قراءتنا واضحة للقرار، ويبدو أن المتحدثين الأميركيين هم الذين لا يقرأون جيداً، وسيكون مفيدا لو أعادوا قراءته».
الى ذلك، دخلت الخميس قافلة مساعدات إنسانية تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى منطقة عفرين في شمال سوريا، هي الأولى منذ بدء القوات التركية هجوماً ضد المقاتلين الأكراد فيها قبل أكثر من شهر.
وأوردت اللجنة على حسابها على «تويتر» أمس: «تمكن فريقنا اليوم بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري من الدخول إلى عفرين وتل رفعت بعد محاولات لعدة أسابيع لإيصال المساعدات التي يحتاجها المدنيون بشدة».
وقالت المتحدثة باسم اللجنة في دمشق انجي صدقي لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها أول قافلة لنا تدخل عفرين منذ بدء الهجوم على المنطقة» في 20 يناير. وتتألف القافلة من 29 شاحنة محملة بـ7450 سلة غذائية فضلاً عن مستلزمات صحية وفرش وأغطية وثياب وغيرها.
ومن المفترض أن تكفي المساعدات لـ50 ألف شخص في عفرين، وفق صدقي التي أوضحت أنه سيتم أفراغ حمولتها في مدينتي عفرين وتل رفعت، على أن يتولى الهلال الأحمر السوري توزيعها في مناطق عدة.
ودفع الهجوم التركي المستمر آلاف الأشخاص للنزوح خصوصاً من المنطقة القريبة من الحدود، وتوجه جزء كبير منهم إلى مدينة عفرين، وآخرون لجأوا إلى مناطق محاذية تحت سيطرة قوات النظام.
ووثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل أكثر من 140 مدنياً جراء القصف التركي على منطقة عفرين، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين وتقول إن عمليتها موجهة ضد المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد.
وحذرت منظمة العفو الدولية بدورها في بيان الأربعاء من أن «تصعيد الهجوم على عفرين يعرض حياة مئات المدنيين للخطر». ونقلت المنظمة عن أهالي في مناطق حدودية «كيف تعرضوا لساعات من القصف العشوائي، حتى بعدما وعدت القوات التركية بضمان الحماية للمدنيين. وفر البعض من بيوتهم بعدما رأوا جيرانهم يقتلون».
وتتواصل الاشتباكات مع قصف جوي تركي على محاور عدة في عفرين، ويشارك في القتال إلى جانب وحدات حماية الشعب قوات محدودة أرسلتها الحكومة السورية بالتنسيق مع الأكراد.
ويتصدى المقاتلون الأكراد، الذين أثبتوا فعالية قي قتال تنظيم داعش للهجوم التركي، إلا أنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية عسكرية واسعة بهذا الشكل يتخللها قصف جوي.
وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بروسك حسكة: «لن تستطيع الدولة التركية الوصول إلى هدفها (...) ولن تتمكن من الاستقرار في أي منطقة من مناطقنا».
ومنذ بدء الهجوم حققت القوات التركية تقدماً عند المنطقة الحدودية بين عفرين وتركيا. وتمكنت من ربط مناطق نفوذها الممتدة من جرابلس في شمال شرقي حلب وصولاً إلى الشريط الحدودي مع عفرين. وسيطرت القوات التركية حتى الآن على 75 قرية وبلدة، وفق «المرصد».
واعتبرت تركيا أن قرار وقف إطلاق النار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي السبت «لا يؤثر» على عملية عفرين، فيما طالبت فرنسا ودمشق بضم عفرين إلى الهدنة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.