«بي إيه إي سيستمز» الأميركية: مستعدون لتزويد السعودية بتكنولوجيا الحرب الإلكترونية

جون بوتيمور أكد لـ «الشرق الأوسط» السعي إلى شراكة «الكل فيها رابح»

جون بوتيمور نائب الرئيس لتطوير الأعمال الدولية بشركة «بي إيه إي سيستمز»
جون بوتيمور نائب الرئيس لتطوير الأعمال الدولية بشركة «بي إيه إي سيستمز»
TT

«بي إيه إي سيستمز» الأميركية: مستعدون لتزويد السعودية بتكنولوجيا الحرب الإلكترونية

جون بوتيمور نائب الرئيس لتطوير الأعمال الدولية بشركة «بي إيه إي سيستمز»
جون بوتيمور نائب الرئيس لتطوير الأعمال الدولية بشركة «بي إيه إي سيستمز»

قالت شركة «بي إي إيه» سيستمز السعودية الأميركية إنها مستعدة لنقل تكنولوجيا الحرب الإلكترونية المتطورة وتصنيعها في السعودية، من خلال عمل شراكات مع الشركات السعودية للصناعات العسكرية والمصانع المحلية الأخرى، معتبرة هذه الطريقة «رابحة للطرفين».
وأوضح جون بوتيمور، نائب الرئيس لتطوير الأعمال الدولية بشركة «بي إيه إي سيستمز»، لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة الأميركية تجري حالياً سلسلة محادثات مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، إلى جانب عدد آخر من الشركات والمصانع المحلية للوصول إلى إطار مشترك للتعاون. وقال: «نحن متحمسون للمساهمة في تحقيق رؤية السعودية 2030، وهي طريقة جديدة لجذب الاستثمارات، الجميع فيها رابح سواء الحكومة السعودية أو الشركات العالمية».
وتابع بوتيمور، على هامش مشاركته في معرض القوات المسلحة لدعم التصنيع المحلي (أفد): «نحن الآن في مرحلة النقاشات لمعرفة ماذا تريد الحكومة من خلال الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وكيف يمكننا عمل هذه الشراكة، كيف ننقل التقنية وما نوعها، ما نوع التدريب، وكم حجم سلسلة الإنتاج التي يمكننا إنشاؤها».
وتقدم «بي إيه إي سيستمز» خلال مشاركتها في المعرض أحدث التقنيات التي طورتها الشركة في الولايات المتحدة، ومن ضمنها مركبات القتال، والأنظمة المدفعية، وأنظمة الحماية، والحرب الإلكترونية، وأنظمة التوجيه الدقيق، وأنظمة البقاء للطائرات، وإلكترونيات الطيران التجاري، والطاقة الهجينة.
ووفقاً لنائب الرئيس لتطوير الأعمال الدولية، فإن «بي إيه إي سيستمز» الأميركية من أفضل الشركات في أجهزة الحرب الإلكترونية، وأردف: «سنبحث الطرق المناسبة لنقل هذه التقنية للسعودية، تركيزنا الأساسي هو المركبات القتالية والأنظمة الإلكترونية، كما يمكننا نقل تقنية الصواريخ وأنظمة التوجيه الدقيق».
وشدد بوتيمور على وجود رغبة قوية لدى الشركة للتعاون مع الشركات والمصانع السعودية المتخصصة في هذا المجال، وقال: «يمكننا عمل هذه الشراكة عبر التصدير والشراكة مع المصانع المحلية، كما نقوم بإقناع موردينا للمجيء إلى السعودية وإنشاء علاقات مع الشركات المحلية هنا».
وأضاف: «تعد المملكة سوقاً بالغة الأهمية لنا، ونرحب كثيراً بهذه الفرصة للمشاركة في معرض القوات المسلحة لدعم التصنيع المحلي (أفد 2018)، والتي تتيح لنا التعبير عن التزامنا بدعم رؤية المملكة 2030، حيث سنستعرض تقنياتنا وإمكاناتنا الأميركية».



ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)
أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)
أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)

تتزايد المخاوف في الأسواق المالية بعد الارتفاعات الكبيرة بتقييمات الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة؛ ما يشير إلى أن السوق قد تكون على وشك تصحيح. وقد يتجه المستثمرون إلى الأسواق الأوروبية الأقل تكلفة، ولكن من غير المرجح أن يجدوا كثيراً من الأمان عبر المحيط الأطلسي؛ إذ إن الانخفاض الكبير في الأسواق الأميركية من المحتمل أن يجر أوروبا إلى الانحدار أيضاً.

تُعتبر سوق الأسهم الأميركية مبالَغاً في قيمتها، وفقاً لجميع المقاييس تقريباً؛ حيث بلغ مؤشر السعر إلى الأرباح لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، على مدار 12 شهراً، 27.2 مرة، وهو قريب للغاية من ذروة فقاعة التكنولوجيا التي سجَّلت 29.9 مرة. كما أن نسبة السعر إلى القيمة الدفترية قد بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق؛ حيث وصلت إلى 5.3 مرة، متجاوزة بذلك الذروة السابقة البالغة 5.2 مرة في بداية عام 2000، وفق «رويترز».

وعلى الرغم من أن التقييمات المرتفعة كانت قائمة لفترة من الزمن؛ فإن ما يثير الانتباه الآن هو التفاؤل المفرط لدى مستثمري الأسهم الأميركية. تُظهِر بيانات تدفق الأموال الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي أن حيازات الأسهم تشكل الآن 36 في المائة من إجمالي الأصول المالية للأسر الأميركية، باستثناء العقارات، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة الـ31.6 في المائة التي تم تسجيلها في ربيع عام 2000. كما أظهر أحدث مسح شهري لثقة المستهلك من مؤسسة «كونفرنس بورد» أن نسبة الأسر الأميركية المتفائلة بشأن أسواق الأسهم قد وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 37 عاماً، منذ بدء إجراء المسح.

وبالنظر إلى هذه المعطيات، فإن القلق المتزايد بين المستثمرين المحترفين بشأن احتمال التصحيح في «وول ستريت» ليس مفاجئاً.

لا مكان للاختباء

قد يتطلع المستثمرون الراغبون في تنويع محافظ عملائهم إلى الأسواق الأرخص في أوروبا. ويتداول مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي حالياً عند خصم 47 في المائة عن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» عند قياسه بنسب السعر إلى الأرباح، وبخصم 61 في المائة، بناءً على نسب السعر إلى القيمة الدفترية. وقد أشار بعض مديري صناديق الأسهم الأوروبية إلى أنهم يترقبون، بفارغ الصبر، انخفاض أسواق الأسهم الأميركية، معتقدين أن ذلك سيؤدي إلى تدفقات استثمارية نحو صناديقهم.

ولكن يجب على هؤلاء المديرين أن يتحلوا بالحذر فيما يتمنون؛ فعندما تشهد الأسهم الأميركية انخفاضاً كبيراً، يميل المستثمرون الأميركيون إلى سحب الأموال من الأسهم، وتحويلها إلى أصول أكثر أماناً، وغالباً ما يقللون من تعرضهم للأسواق الأجنبية أيضاً.

وعلى مدار الـ40 عاماً الماضية، في فترات تراجع الأسهم الأميركية، شهدت أسواق الأسهم الأوروبية زيادة في سحوبات الأموال من قبل المستثمرين الأميركيين بنسبة 25 في المائة في المتوسط مقارنة بالأشهر الـ12 التي سبقت تلك الانخفاضات. ومن المحتمَل أن يكون هذا نتيجة لزيادة التحيز المحلي في فترات الركود؛ حيث يميل العديد من المستثمرين الأميركيين إلى اعتبار الأسهم الأجنبية أكثر خطورة من أسواقهم المحلية.

ولن تشكل هذه السحوبات مشكلة كبيرة؛ إذا كان المستثمرون الأميركيون يمثلون نسبة صغيرة من السوق الأوروبية، ولكن الواقع يشير إلى أن هذا لم يعد هو الحال. ووفقاً لبيانات وزارة الخزانة الأميركية، فقد زادت حصة الولايات المتحدة في الأسهم الأوروبية من نحو 20 في المائة في عام 2012 إلى نحو 30 في المائة في عام 2023. كما ارتفعت ملكية الولايات المتحدة في الأسهم البريطانية من 25 في المائة إلى 33 في المائة خلال الفترة ذاتها.

ويعني الوجود المتزايد للمستثمرين الأميركيين في الأسواق الأوروبية أن الأميركيين أصبحوا يشكلون العامل الحاسم في أسواق الأسهم الأوروبية، وبالتالي، فإن حجم التدفقات الخارجة المحتملة من المستثمرين الأميركيين أصبح كبيراً إلى درجة أن التقلبات المقابلة في محافظ المستثمرين الأوروبيين لم تعد قادرة على تعويضها.

وبالنظر إلى البيانات التاريخية منذ عام 1980، عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في جمع بيانات التدفقات، إذا استبعد المستثمر الأميركي والأوروبي، يُلاحظ أنه عندما تنخفض السوق الأميركية، تزيد التدفقات الخارجة من سوق الأسهم الأوروبية بمعدل 34 في المائة مقارنة بالشهرين الـ12 اللذين سبقا تلك الانخفاضات.

على سبيل المثال، بين عامي 2000 و2003، انخفضت أسواق الأسهم الأوروبية بنسبة 50 في المائة بينما هبط مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 46 في المائة، وكان ذلك نتيجة رئيسية لسحب المستثمرين الأميركيين لأموالهم من جميع أسواق الأسهم، سواء أكانت متأثرة بفقاعة التكنولوجيا أم لا.

وفي عام 2024، يمتلك المستثمرون الأميركيون حصة أكبر في السوق الأوروبية مقارنة بما كانت عليه قبل 10 سنوات، ناهيك من عام 2000. وبالتالي، فإن تأثير أي انحدار في السوق الأميركية على الأسواق الأوروبية سيكون أكثر حدة اليوم.

في هذا السياق، يبدو أن المثل القائل: «عندما تعطس الولايات المتحدة، يصاب بقية العالم بنزلة برد»، أكثر دقة من أي وقت مضى في أسواق الأسهم.