قوات حفتر تتأهب لعمل عسكري في سبها... والسراج يهنئ قواته بـ {النصر}

فرنسا تتعهد بالمساعدة في إعادة إعمار بنغازي

قوات المشير خليفة حفتر خلال معارك بنغازي الأخيرة (أ.ف.ب)
قوات المشير خليفة حفتر خلال معارك بنغازي الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

قوات حفتر تتأهب لعمل عسكري في سبها... والسراج يهنئ قواته بـ {النصر}

قوات المشير خليفة حفتر خلال معارك بنغازي الأخيرة (أ.ف.ب)
قوات المشير خليفة حفتر خلال معارك بنغازي الأخيرة (أ.ف.ب)

قالت مصادر في الجيش الوطني الليبي، إن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش، أمر قواته بتنفيذ عملية عسكرية لفرض الاستقرار على مدينة سبها الواقعة جنوب البلاد، وذلك بعد ساعات من إعلان حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، إجراءات لدعم القوات الموالية لها هناك، ولصد هجمات من وصفتهم بـ«المرتزقة».
وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط»: إن قوات الجيش الوطني تخوض معارك حالياً ضد من وصفهم بـ«الجماعات المثيرة للقلاقل» داخل المدينة، التي أعلن مركزها الطبي استقبال جثمان قتيل وأربعة جرحى جراء الاشتباكات، التي تجددت أمس بين الأطراف المتحاربة في المدينة.
وأكد مكتب الإعلام بمركز سبها الطبي سقوط قذيفة في إحدى الوحدات السكنية الخاصة بالأطباء، دون تسجيل أضرار بشرية، مشيراً في بيان إلى أن مقره تعرض لسقوط قذائف أدت إلى خسائر مادية فقط. من جهته، قال طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، لـ«الشرق الأوسط»: إن المؤسسة العسكرية (في إشارة إلى المشير حفتر) «اتخذت اللازم حيال الفوضى وعدم الاستقرار، وهي من ستبسط الأمن وليس ميليشيات الحرابة والتطرف».
بدورها، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا عن قلقها الكبير إزاء تجدد الاشتباكات المسلحة، وتصاعد أعمال العنف بين مسلحين من قبائل أولاد سليمان وقبائل التبو بالمدينة، موضحة أنها خلَفت، أول من أمس، قتيلين وجريحاً في صفوف المدنيين، جراء القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة وإطلاق النار العشوائي. كما أعربت اللجنة في بيان عن قلقها البالغ إزاء تفاقم مؤشرات تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية بمدينة سبها، نتيجة استمرار وتصاعد أعمال العنف القبلي بالمدينة، وتردي الأوضاع الطبية في مركز سبها الطبي، ونقص المعدات والتجهيزات الطبية الطارئة بالمركز.
في المقابل، أشادت حكومة السراج في بيان لها بنجاح وحدات الجيش في صد الهجمات على مقراتها داخل مدينة سبها، قبل أن تعلن عن «إجراءات اتخذت لدعم هذه الوحدات والرد على الهجمات المتكررة، التي تقوم بها مجموعة من المرتزقة»، دون توضيح أي تفاصيل.
ورأت حكومة السراج أن «أي اعتداء على معسكرات ومقرات الجيش هو اعتداء على السيادة الوطنية بأكملها»، مشيرة إلى أن «الليبيين جميعاً لن يتخلوا عن واجبهم في الدفاع عن الجنوب، وستحبط كل المحاولات التي تهدف إلى إيجاد واقع ديموغرافي جديد».
وبعدما حثت أهالي المنطقة الجنوبية على «اليقظة ودعم وحدات الجيش، ومساهمة الحكماء والمشايخ في حل النزاعات والتوترات الاجتماعية»، اعتبرت أن هذه النزاعات «هي نتاج إرث يستهدف الفتن وتمزيق النسيج الاجتماعي، ولا بديل عن وحدة الصف لمواجهة الخطر المحدق في الجنوب».
وتشهد مدينة سبها اشتباكات بين قبيلتي أولاد سليمان والتبو، حيث شن مسلحو التبو هجوماً على مقر اللواء السادس بوسط سبها، التابع لقوات حكومة السراج، الذي تنتمي عناصره إلى قبيلة أولاد سليمان، بسبب مقتل أحد مسلحي التبو على يد قوة تابعة للواء السادس.
وبدا أن ثمة صراعاً بين حفتر والسراج حيال تبعية القوات المتواجدة في سبها، حيث قال العميد حميد العطايبي، آمر اللواء السادس مشاة في سبها، الذي أقاله حفتر من منصبه، إنه يتبع حكومة السراج ووزارة الدفاع التابعة لها، نافياً علاقته بقيادة حفتر من قريب أو بعيد. في حين زعم حامد الخيالي، رئيس المجلس البلدي لسبها، تعرض مطار سبها لـ«الاحتلال» من قبل مجموعة مسلحة، قال: إنها «ليس لها أي علاقة أو صلة بليبيا»، لكن مصادر في الجيش الليبي ومديرية أمن سبها نفت هذه المزاعم.
وتتقاسم قوات تابعة لحكومة السراج، بالإضافة إلى قوات أخرى تابعة لحفتر، السيطرة على سبها التي تشهد انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، بسبب النزاعات المسلحة ذات الطابع القبلي، إضافة إلى ارتفاع معدلات الجريمة وحالات الاختطاف من قبل مجموعات مسلحة.
من جهة ثانية، أكدت سفيرة فرنسا لدى ليبيا بريجيت كورمي عزم بلادها المساعدة في إعادة إعمار مدينة بنغازي (شرق البلاد)، والمساهمة في نزع الألغام ومخلفات الحرب على الإرهاب التي شهدتها المدينة مؤخراً.
وأعلنت كورمي في مؤتمر صحافي مشترك مع عميد بلدية بنغازي، أمس، أن وفداً من رجال وسيدات أعمال فرنسيين سيزور المدينة الشهر المقبل لتقديم الدعم في المجالات كافة، قبل أن تؤكد عزم فرنسا تقديم الدعم لبنغازي في نزع الألغام، ومخلفات الحرب، ومساعدة الأسر النازحة، إلى جانب إعادة إعمار بنغازي. وقالت السفيرة الفرنسية، إن فرنسا تدعم خطة عمل غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة، معتبرة أن «الموقف الفرنسي واضح تجاه ليبيا، وداعم لقواتها المسلحة في حربها ضد الإرهاب».
وتعتبر هذه هي أول مرة يعلن فيها مسؤول فرنسي تعهدات لباريس بتقديم مساعدات للجيش الوطني الذي يقوده المشير حفتر، الذي سبق أن زار فرنسا العام الماضي، حيث اجتمع مع السراج برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن نتائج الاجتماع ظلت دون جدوى على الأرض.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة السراج تخريج أكثر من 500 شرطي من الدفعة الـ12 في معهد تدريب الشرطة بمدينة تاجوراء، بالضواحي الشرقية للعاصمة طرابلس، حسبما أبلغ مدير المعهد ربيع عياد مروان وكالة أنباء «شينخوا» الصينية.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».