تقرير: بيونغ يانغ زودت النظام السوري بمواد استخدمت لإنتاج أسلحة كيماوية

أعدته لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة

خبراء في الأسلحة الكيماوية بالأمم المتحدة يرتدون أقنعة ضد الغاز ويحمل أحدهم حقيبة بلاستيكية تحتوي على عينات من أحد مواقع الهجوم بالأسلحة الكيماوية في حي عين ترما بدمشق (رويترز)
خبراء في الأسلحة الكيماوية بالأمم المتحدة يرتدون أقنعة ضد الغاز ويحمل أحدهم حقيبة بلاستيكية تحتوي على عينات من أحد مواقع الهجوم بالأسلحة الكيماوية في حي عين ترما بدمشق (رويترز)
TT

تقرير: بيونغ يانغ زودت النظام السوري بمواد استخدمت لإنتاج أسلحة كيماوية

خبراء في الأسلحة الكيماوية بالأمم المتحدة يرتدون أقنعة ضد الغاز ويحمل أحدهم حقيبة بلاستيكية تحتوي على عينات من أحد مواقع الهجوم بالأسلحة الكيماوية في حي عين ترما بدمشق (رويترز)
خبراء في الأسلحة الكيماوية بالأمم المتحدة يرتدون أقنعة ضد الغاز ويحمل أحدهم حقيبة بلاستيكية تحتوي على عينات من أحد مواقع الهجوم بالأسلحة الكيماوية في حي عين ترما بدمشق (رويترز)

قالت وسائل إعلام أميركية إن كوريا الشمالية أرسلت بطريقة غير مشروعة إلى النظام السوري معدات يمكن استخدامها في إنتاج أسلحة كيماوية، تشمل ألواحاً من البلاط مقاومة للمواد الحمضية، وصمامات وأنابيب مقاومة للتآكل، موضحة أن تلك الألواح استخدمت في بناء منشآت تنتج الأسلحة الكيماوية.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن بيونغ يانغ أرسلت 5 شحنات عبر شركة صينية خلال نهاية عام 2016 وأوائل عام 2017، مشيرة إلى أنها جزء من عشرات الشحنات على مدى عدة سنوات.
وتابعت الصحيفة أن مؤسسة بحثية تابعة للنظام السوري دفعت مبالغ لكوريا الشمالية عبر شركات أخرى استخدمت واجهة.
من جهتها، أوضحت صحيفة «واشنطن بوست» أن التقرير الأممي أعدته لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تقيّم مدى التزام كوريا الشمالية بالقرارات الصادرة عن المنظمة الدولية.
وتحدث تقرير سابق، نشر في سبتمبر (أيلول) 2017، عن تحقيق بشأن تقارير حول وجود تعاون يتعلق بأسلحة كيماوية وباليستية وتقليدية محظورة بين كوريا الشمالية ونظام الأسد.
وقال التقرير الصادر عن لجنة من المحققين الخبراء الذين يشرفون على امتثال بيونغ يانغ لعقوبات الأمم المتحدة إن البلاط المقاوم للأحماض والصمامات ومقاييس الحرارة كانت من بين المواد التي قدمتها كوريا الشمالية لسوريا.
وورد في التقرير أنه تم نقل ما لا يقل عن 40 شحنة لم يتم الإبلاغ عنها من مكونات الأسلحة الكيماوية المحتملة بين عامي 2012 و2017، ولكن يمكن استخدام المواد لأغراض عسكرية ومدنية على حد سواء.
ويقيم النظام السوري وكوريا الشمالية علاقات تعود لعقود. وفي عام 2015، أطلق نظام الأسد اسم الأب المؤسس الكوري الشمالي كيم إيل سونغ على حديقة في دمشق.
يذكر أن نظام الأسد وقع على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، ووافق على تدمير مخزونه من الأسلحة الكيماوية في عام 2013، بعد وقوع هجوم بغاز السارين أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في الغوطة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.