جنرالات الأمن والجيش يستعدون لدخول معترك السياسة

10 ضباط متقاعدين تقدموا بترشيحاتهم للانتخابات النيابية

العميد جورج نادر (يمين) عام 2011 يتسلم درعا تقديرية من مدير التوجيه العميد حسن أيوب (عن موقع الجيش)
العميد جورج نادر (يمين) عام 2011 يتسلم درعا تقديرية من مدير التوجيه العميد حسن أيوب (عن موقع الجيش)
TT

جنرالات الأمن والجيش يستعدون لدخول معترك السياسة

العميد جورج نادر (يمين) عام 2011 يتسلم درعا تقديرية من مدير التوجيه العميد حسن أيوب (عن موقع الجيش)
العميد جورج نادر (يمين) عام 2011 يتسلم درعا تقديرية من مدير التوجيه العميد حسن أيوب (عن موقع الجيش)

يدخل جنرالات متقاعدون من الجيش اللبناني والقوى الأمنية معترك السياسية، من باب الانتخابات النيابية المقبلة، وهي المرة الأولى التي تشهد كثافة في ترشيحات ضباط متقاعدين من رتب عالية للانتخابات المقبلة، حيث بلغت الترشيحات 10 حتى الآن، بهدف «استكمال المسيرة الوطنية التي بدأت في المؤسسة العسكرية، بعمل سياسي»، كما يقولون، مؤكدين أن «الضابط الذي يموت لأجل عسكرييه، لن يبخل في الدفاع عن قضايا المدنيين والتضحية لأجلهم حين يبلغ العمل السياسي».
وتقدم 10 ضباط سابقين على الأقل بترشيحاتهم للانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في مايو (أيار) المقبل، هم: القائد السابق لفوج «المغاوير» العميد شامل روكز الذي رشحه «التيار الوطني الحر» عن دائرة كسروان، والقائد السابق لفوج «المجوقل» العميد جورج نادر الذي يخوض الانتخابات عن المقعد الماروني في عكار عن «المجتمع المدني»، والعميد المتقاعد وهبه قاطيشا الذي رشحه حزب «القوات اللبنانية» عن دائرة عكار، ومدير عام الأمن العام السابق اللواء جميل السيد الذي يخوض الانتخابات حليفا لـ«حزب الله» في دائرة بعلبك الهرمل، وهي الدائرة نفسها التي يخوض فيها الجنرال المتقاعد الوليد سكرية (وهو نائب حالي) الانتخابات حليفا للحزب عن المقعد السنّي في الدائرة. وفي طرابلس، تقدم اللواء المتقاعد أشرف ريفي بترشحه عن المقعد السني، فيما ترشح العميد المتقاعد من قوى الأمن الداخلي علي الشعار عن المقعد الشيعي في دائرة بيروت الثانية في مواجهة مرشحي الثنائي الشيعي.
أما في دائرة عاليه - الشوف، فيخوض 3 جنرالات سابقين الانتخابات ضمن لوائح «المجتمع المدني»، هم العمداء المتقاعدون: سامي رمّاح ومازن شبو ومارون بدر. كما تأكد ترشح الجنرال المتقاعد خليل الحلو.
يذكر أن اسم مدير عام قوى الأمن الداخلي السابق اللواء إبراهيم بصبوص طُرح للترشح للانتخابات، من غير أن يُحسم ترشحه بعد .
ولا ينفي الضباط المتقاعدون أن تجربة العمل السياسي التي تحتاج إلى «ديناميكية وبراغماتية»، تختلف عن تجربة السلك العسكري التي تتسم بالصرامة والنظام إلى حد بعيد، لكن الراغبين منهم بدخول العمل السياسي لا تنقصهم القدرة على خوض العمل السياسي انطلاقاً من الثوابت في السلك العسكري.
وقال العميد المتقاعد جورج نادر لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانت بعض الممارسات السياسية في لبنان تتسم بالفساد، وفيها كذب وطعنات بالظهر، فإنني أعيش الصراحة والمناقبية وأحمل الأخلاق العسكرية معي لأطبقها بالعمل السياسي»، متعهدا بـ«الوقوف إلى جانب الناس، والمساعدة لنتخلص من الفساد المستشري». وقال: «نحن ملتزمون بالثوابت الوطنية ومبادئنا التي تتمثل في أنه لا سلاح فوق سلطة الدولة، ومحاربة الفساد، وتكريس الدولة المدنية»، فضلاً عن أن «هناك حاجات لأهالي عكار، سنتبناها ونعبر عن أوجاعهم، ونعمل على رفع الحرمان عن المنطقة» الواقعة في شمال لبنان، منذ 70 عاماً؛ «إضافة إلى تحصيل حقوق العسكريين لأن كل الكتل السياسية تآمرت على حقوقهم أخيراً، مستغلة كونهم العامل الصامت، لكننا سنجاهر بحقوقهم رفضاً للامبالاة والاحتقار لكراماتهم والإهمال لتلك الحقوق».
وقال نادر إنه يترشح ضمن لوائح «المجتمع المدني» الذي يعبر عن الحراك الشعبي، وهي تضم مرشحين مستقلين، مشيراً إلى «أننا نعبر عن نبض الشارع ووجع الناس وحاجات العسكريين». ولفت إلى أن اللائحة التي تحمل اسم «القرار الحر» في عكار «بات فيها مرشح ماروني ومرشحان من السنة، فيما يجري التنسيق لإضافة مرشح أرثوذكسي». وقال إن «العسكري في مجلس النواب يستطيع أن يعمل فرقاً في العمل السياسي، لأنه يحترم التاريخ والمستقبل وكرامات الناس ويتصرف وفق المبدأ الذي يتصرف به في الخدمة العسكرية»، موضحاً: «الضابط الذي يموت أمام عسكرييه في المعارك لأجل الوطن وكرامته، لن يبخل على المدنيين بالتضحية نفسها».
وفي حين كان الضباط، سابقا، يصلون إلى رئاسة الجمهورية، مثل اللواء فؤاد شهاب في عام 1958، والعماد إميل لحود في عام 1998، والعماد ميشال سليمان في عام 2008، والعماد ميشال عون الذي انتخب رئيساً في عام 2016، شكل العسكريون المتقاعدون في السنوات الأخيرة، جزءاً من المشهد السياسي الداخلي، حيث عُين اللواء المتقاعد أشرف ريفي وزيرا للعدل في عام 2014، كما عين العميد المتقاعد جان أوغاسبيان وزير دولة لشؤون المرأة في حكومة الرئيس سعد الحريري الأخيرة. ويتضمن مجلس النواب الحالي 4 ضباط متقاعدين.
ولا يخفي الضباط المتقاعدون في البرلمان أن التجربة السياسية تتعدى المشاركة في لجنة «الدفاع» في مجلس النواب، رغم اصطدام العقل العسكري المنظم بالعقل السياسي البراغماتي، لكن الضابط «ينقل قناعاته الوطنية غير الفئوية من الحياة العسكرية إلى السياسية»، كما يقول النائب الوليد سكرية لـ«الشرق الأوسط»، مشدداً على أن المبادئ نفسها يحملها النائب لجهة «الدفاع عن لبنان والدفاع عن النظام وقمع الفساد وقيام دولة المؤسسات». وقال سكرية: «النائب بصفته فردا لا يستطيع تحقيق الكثير، كونه يحتاج إلى كتلة نيابية وازنة تضغط لتحقيق تلك المطالب»، من غير أن ينكر أن التركيبة السياسية الطائفية والمناطقية والمحاصصة، تحول أحياناً دون قدرة النائب على تحقيق العدالة بين أبناء الوطن.
وأشار إلى أنه حقق نجاحين في السنوات الأخيرة، هما «قانون الإيجارات الذي يؤثر على 200 ألف عائلة، نصفهم غير قادر على شراء منازل جديدة ضمن الشروط الجديدة لبرامج الإسكان»، وعليه «توصلنا إلى تحسين في قانون الإيجارات يرضي المالكين والمستأجرين بعد 70 اجتماعا ومتابعة، وكنت أدافع عن حق الشعب بغض النظر عن الطائفة والمنطقة التي يتحدر الأفراد منها، وكان العبء الأكبر في القانون ملقى على أكتافي». ولفت إلى أنه حمل «قضية العسكريين والمتقاعدين في سلسلة الرتب والرواتب؛ حيث قاتلت لأجل سلسلة عادلة».
وأتاح قانون الانتخاب ترشيح كثيرين من فئات مختلفة بينهم ضباط متقاعدون ومحامون وإعلاميون وفنانون وناشطون في المجتمع المدني، بعدما كانت الأغلبية من المرشحين من المحامين والقانونيين. ومن المتوقع أن يُضاف عدد المرشحين من الجنرالات خلال المهلة المتبقية للتقدم بالترشيحات لوزارة الداخلية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.