سندرلاند يواجه خطر أكبر هبوط في تاريخه

النادي العريق هبط من الدوري الممتاز الموسم الماضي ويتذيل حالياً دوري الدرجة الأولى

كولمان غامر ورحل عن تدريب منتخب ويلز وتولى قيادة سندرلاند
كولمان غامر ورحل عن تدريب منتخب ويلز وتولى قيادة سندرلاند
TT

سندرلاند يواجه خطر أكبر هبوط في تاريخه

كولمان غامر ورحل عن تدريب منتخب ويلز وتولى قيادة سندرلاند
كولمان غامر ورحل عن تدريب منتخب ويلز وتولى قيادة سندرلاند

ربما يكون أكثر سؤال يتم توجيهه للمدير الفني السابق لمنتخب ويلز والحالي لنادي سندرلاند، كريس كولمان، هو: «لماذا سندرلاند بالتحديد الذي قررت تولي تدريبه؟». وعادة ما يرد كولمان على هذا السؤال بالمزاح والفكاهة، لكن حديثه في الآونة الأخيرة عن «ليال بلا نوم» والأوقات التي «تدمر روحه» في المنطقة الفنية المخصصة للمديرين الفنيين بجوار خط التماس، تنمي الشعور السائد بأنه قد أصبح «في منتصف إعصار» و«يحدق في الهاوية». وعندما قاد المدير الفني البالغ من العمر 47 عاما المنتخب الويلزي للدور نصف النهائي لكأس الأمم الأوروبية عام 2016 لم يكن يتخيل بكل تأكيد أن مهمته التالية ستكون محاولة إنقاذ نادي سندرلاند الغارق في الديون من الهبوط لدوري الدرجة الثالثة في إنجلترا للمرة الثانية في تاريخ النادي العريق الذي يمتد على مدى 139 عاما.
وبعد التعادل مع فريق ميدلزبره على أرضه السبت الماضي والخسارة قبل هذه المواجهة مساء الثلاثاء الماضي بهدف دون رد أمام نادي بولتون، أصبح سندرلاند يحتل المركز الأخير في جدول ترتيب دوري الدرجة الثانية (تشاميون شيب)، وأصبح على ما يبدو متجها نحو الهبوط الثاني على التوالي. ولم ينجح الفريق الفائز بلقب الدوري الإنجليزي ست مرات في تحقيق الفوز سوى أربع مرات خلال 17 مباراة منذ تولي كولمان قيادة الفريق خلفا لسيمون غرايسون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وكما هو متوقع شهدت مباراة الفريق أمام ميدلسبره يوم السبت الماضي احتجاجات من جانب جمهور النادي ضد مالك النادي الغائب عن المشهد تماما، إيليس شورت. وقد وقع الآلاف من جمهور النادي بالفعل على عريضة تطالب شورت ببيع النادي، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن رجل الأعمال الأميركي قد حاول بالفعل بيع النادي على مدى الـ18 شهرا الماضية، وخفض المبلغ المطلوب إلى 50 مليون جنيه إسترليني لكنه لم يجد المشتري الجاد حتى الآن.
ويرى شورت، المقيم في فلوريدا، ديون نادي سندرلاند وهي تتراكم حتى وصلت إلى 110 ملايين جنيه إسترليني على مدى السنوات العشر التي ترأس خلالها مجلس إدارة النادي. وخلال سنوات سابقة، ضخ شورت ملايين الجنيهات من ثروته الخاصة في محاولة لمساعدة النادي على الخروج من عثرته، لكن يبدو أنه قد أنفق ما يكفي ولم يعد يضخ الأموال بالقدر نفسه الذي كان عليه الأمر في الماضي. وفي غياب شورت، يتحمل المدير التنفيذي للنادي، مارتن باين، عبء التعامل مع الأمور المالية ووصول فاتورة الرواتب السنوية إلى 35 مليون جنيه إسترليني، بما يعني أنها تلتهم معظم عائدات البث التليفزيوني السنوية التي يحصل عليها النادي، والتي تصل إلى 47 مليون جنيه إسترليني.
ولم يُسمح للمدير الفني السابق للفريق سيمون غرايسون سوى بإنفاق 1.25 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع 10 لاعبين لتدعيم صفوف الفريق خلال الصيف الماضي، كما سمح لكولمان بإبرام أربع صفقات فقط في فترة الانتقالات الشتوية، كانت جميعها على سبيل الإعارة: المدافع جاك كلارك سالتر من تشيلسي، ولاعب خط الوسط أوفي إيجاريا من ليفربول، والمهاجم أشلي فليتشر من ميدلسبره، وحارس المرمى الآيرلندي لي كامب من كارديف سيتي. وحتى الآن، ما زال هذا الرباعي يعاني بشدة ولم يقدم الأداء المنتظر منه مع فريق يضم سبعة لاعبين على سبيل الإعارة.
وما يزيد الأمر سوءا ويعقد الأمور بصورة أكبر هو أن لاعب خط وسط المنتخب الإنجليزي السابق جاك روديل الذي يحصل على 70 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع ليس ضمن خطة كولمان على الإطلاق، في حين تشير التقارير الواردة بصحيفة «ليكيب» الفرنسية إلى أن نادي سندرلاند يرسل ما مجموعه 30 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع إلى فرنسا لكي يساهم في دفع راتب التونسي وهبي الخزري والسنغالي بابي دجيلوبودجي اللذين أعارهما النادي لناديي رين وديجون على التوالي.
وعلاوة على ذلك، تسببت السياسة التي يتبعها النادي في إبرام التعاقدات الجديدة على مدى سنوات في إثارة غضب الجمهور، وهو ما يوضح السبب في أن نصف مقاعد ملعب الضوء «ستاديوم أوف لايت»، الذي يلعب عليه الفريق والذي يتسع لـ49 ألف متفرج تكون خاوية في كل لقاءات الفريق. وحتى الجمهور الذي لا يزال يحضر المباريات ينفس عن غضبه وإحباطه من اللاعبين ومن نتائج الفريق.
وقد ورث كولمان، الذي أصبح المدير الفني التاسع لسندرلاند خلال ست سنوات، مجموعة من اللاعبين الذين ربما لا يهتمون بما يحدث بالنادي كما ينبغي. ولم يكن من قبيل الصدفة أن تجد غرفة العلاج بالنادي ممتلئة بالمصابين في الآونة الأخيرة أو أن تجد المدير الفني عاجزا عن اللعب بتشكيلة ثابتة في مباراتين متتاليتين. وقد غير كولمان طريقة اللعب أكثر من مرة، فاعتمد في بعض المباريات على خمسة لاعبين في الخط الخلفي وفي مباريات أخرى على أربعة لاعبين، في محاولة للوصول إلى أفضل طريقة تكتيكية للخروج من هذه الكبوة والعودة إلى المسار الصحيح، لكن يبدو أن المشكلة تكمن في عقليات اللاعبين وليس في طريقة اللعب.
وقال نجم الفريق السابق غاري رويل: «يمكن القول إن سندرلاند يملك أفضل ملعب في هذه المسابقة، وبالتأكيد هو الملعب الأكبر، لكن لا تعد هذه ميزة للفريق، لأن لاعبينا لا يمكنهم اللعب عليه، ولا يمكنهم تحمل الضغوط». وأضاف: «لقد تلقى الفريق الخسارة على ملعبه تسع مرات خلال الموسم الجاري، وهي إحصائية مروعة تكشف كل شيء يتعلق بانعدام ثقة اللاعبين في أنفسهم. إنهم سيئون جدا ويغطون في سبات عميق وليس لديهم الطاقة اللازمة».
ويقول كولمان، الذي كرس حياته بالكامل لهذا «النادي العريق» ونقل أسرته من ويستمنستر إلى نيوكاسل، إنه «يتفهم الإحباط الذي يشعر به جمهور النادي». وحتى فترة قصيرة، كان المدير الفني الويلزي يتحدث بحماس عن إعادة بناء سندرلاند، لكن يبدو أنه قد فقد هذا الحماس الآن، حيث قال: «إذا كنا جادين في محاولة إحراز تقدم، يتعين علينا أن ننفق الأموال. لكني لا أعرف ما الذي سيحدث خلال الصيف المقبل».
وقد غامر كولمان بإغضاب شورت من خلال التأكيد على أنه لن يتغير أي شيء في النادي قبل أن يتم بيع النادي لمالك جديد، قائلا: «أليس شورت يرغب في بيع النادي، ويعترف الجمهور بأن حبه للنادي قد أصبح شيئا من الماضي. إنهم يريدون أشخاصا هنا يهتمون بالنادي بقدر اهتمامهم أنفسهم بهذا النادي». والأسبوع قبل الماضي، كان دوق ودوقة كامبريدج في المدينة لتفقد أعمال البناء في جسر «نورثرن سباير» الذي تصل تكلفته إلى 117 مليون جنيه إسترليني. وقد يكون مصدر القلق الوحيد هو الخوف من أن يتزامن افتتاحه الكبير، الذي كان مقررا في أواخر الربيع، مع الهبوط الأكثر إيلاماً وإحباطا في تاريخ نادي سندرلاند.


مقالات ذات صلة

ولفرهامبتون المهدد بالهبوط يقيل مدربه أونيل

رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

ولفرهامبتون المهدد بالهبوط يقيل مدربه أونيل

ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن ولفرهامبتون واندرارز أقال مدربه، غاري أونيل، اليوم (الأحد)، بعد سلسلة نتائج بلا انتصارات مما جعل الفريق يقبع في منطقة الهبوط.

رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توخيل قال إن جميع لاعبي إنجلترا بإمكانهم فتح صفحة جديدة مع المنتخب (رويترز)

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

قال الألماني توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم، إن هاري كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي عندما يتولى المسؤولية الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».