تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقضاء على «العناصر الإرهابية» في شمال سيناء، وقال مخاطباً قادة الجيش المصري إنه لا بديل عن تطهير المحافظة منهم فـ«إما أن نهزمهم أو نهزمهم»، في وقت طلبت القوات المسلحة مد مهلة تطهير المحافظة من «التكفيريين».
وأشار السيسي، خلال افتتاحه أول من أمس، لمقر قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، إلى أن «ما تم تنفيذه من عمليات إرهابية في سيناء لم يتم في عامين أو ثلاثة أعوام، ولكن دبّر على مدار أكثر من 15 عاماً في كل مصر، وهناك ترتيبات لضياع هذا البلد». وتابع أنه ومع «كل الجهد الذي تبذله القوات المسلحة وأجهزة جمع المعلومات، نفاجأ أن هناك أشياء لم نعرفها، وخلال الشهور الثلاثة الماضية اتضح أن حجم البنية - التجهيزات والاستعدادات - الموجود للإرهابيين كان ضخماً».
وبدأ الجيش المصري وقوات وزارة الداخلية، منذ أكثر من أسبوعين، تحركات موسعة ضمن ما أطلق عليه «العملية الشاملة سيناء 2018»، التي طالت بحسب بيانات رسمية عسكرية «كل أنحاء البلاد».
وفيما بدا رداً رئاسياً على تقارير نشرتها وسائل إعلام، معظمهما إسرائيلية، بشأن تبادل للأراضي مع مصر يسمح بتوطين الفلسطينيين في سيناء، حذر السيسي من أن يعتقد أحد أن «مصر تفرّط في سيناء». وأوضح: «لا أحد يضحك على المصريين ويذهب بهم إلى طريق غير صحيح، لأن هذه أرضنا، ولن نجعل أحداً يطمع فيها، وسنواصل بناءها وتعميرها».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قالت وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل، إنه «لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا في سيناء»، وهو التصريح الذي أحدث ضجة في مصر، ورد وزير الخارجية سامح شكري على ذلك بالتأكيد على أن مصر ترفض أي تصريح من أي جهة «بشأن أمور تتعلق بأرضها» أو «أي تفكير للانتقاص منها، وخصوصاً سيناء التي ارتوت بدماء المصريين، وليس هناك مجال للتنازل عن ذرة واحدة من رمالها».
وكان السيسي يوجه حديثه لقادة الجيش، وعدد كبير من الوزراء، ورئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل، بينما كانوا جميعاً في مقر قيادة «قوات شرق القناة»، الذي أقيم تحت الأرض بعمق 27 متراً، بحسب ما أكد الرئيس المصري. وقال: «عندما كنا نتحدث عن الأوضاع لبلاد مجاورة، لم يكن الهدف منه المزايدة على الحب لمصر، ولكن لنقول إن البلاد تنهض وتعيد كتابة اسمها من جديد، ولا يمكن أن نستكمل هذا سوى بتعاون كل المصريين وعلى رأسهم أهالي سيناء. وهذه المعركة لا مجال فيها سوى هزيمة الإرهابيين بكل قوة وكل عنف... ومن يقم بتسليم نفسه تتم محاكمته طبقاً للقانون ومن يرفع السلاح فهو أمر غير مقبول (...) لن نهدأ حتى يتم الانتهاء من الإرهابيين تماماً».
من جهة أخرى، قال رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد إن العملية الشاملة في سيناء تحقق أعلى درجات النجاح والتقدم، وأشار إلى أن العمليات «تتم على كل الاتجاهات الاستراتيجية، وليس في شمال سيناء فقط، وتستخدم فيها كل أنواع الطائرات المقاتلة، والمراقبة، والقاذفات، والطائرات الهليكوبتر المسلحة على مدار اليوم».
وخاطب رئيس الأركان السيسي قائلاً إن العملية على الأرض أظهرت «الكثير من التجهيزات الهندسية (الخاصة بالإرهابيين) تحت الأرض وبعض المخازن التي تحتوي على كثير من العبوات الناسفة شديدة الانفجار، وأستاذن سيادتك أن تسمح لنا بأن تمتد العملية لأكثر من ذلك... ونكون جاهزين لتحقيق التنمية التي تنتظرها للبلاد». وكان السيسي ألزم رئيس أركان الجيش، في 28 نوفمبر الماضي، باتخاذ إجراءات سريعة لفرض الأمن والاستقرار في شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي البلاد، خلال فترة 3 أشهر، داعياً قوات الجيش والأمن إلى استخدام «كل القوة الغاشمة» للقضاء على الجماعات الإرهابية الناشطة في سيناء.
السيسي: فوجئنا بضخامة تجهيزات الإرهابيين في سيناء... ولا بديل عن هزيمتهم
الجيش يطلب مد مهلة {تطهير} المحافظة من «التكفيريين»

الرئيس عبد الفتاح السيسي باللباس العسكري خلال تفقده قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب أول من أمس (أ.ف.ب)
السيسي: فوجئنا بضخامة تجهيزات الإرهابيين في سيناء... ولا بديل عن هزيمتهم

الرئيس عبد الفتاح السيسي باللباس العسكري خلال تفقده قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب أول من أمس (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة