التضخم الأساسي الياباني عند 0.9 % للشهر الثالث

TT

التضخم الأساسي الياباني عند 0.9 % للشهر الثالث

سجل مؤشر التضخم الأساسي السنوي باليابان ارتفاعاً في يناير (كانون الثاني)، بالمعدل نفسه للشهر الثالث على التوالي، عند مستوى 0.9 في المائة، مع ارتفاع أسعار الطاقة.
ويشمل مؤشر التضخم الأساسي المنتجات النفطية، ولكن يستبعد من حساباته تكاليف الأغذية الطازجة المتذبذبة، وبالرغم مما يمثله ارتفاع الرقم القياسي لأسعار المستهلكين من أخبار إيجابية للاقتصاد الياباني، الذي يقاوم هيمنة الركود، لكن المؤشر لا يزال عند مستوى أقل من المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي عند 2 في المائة.
وسجل معدل التضخم السنوي العام، الذي يشمل الأغذية الطازجة متذبذبة السعر، في يناير الماضي، ارتفاعاً إلى 1.4 في المائة، من 1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول). وهو أعلى مستوى للمؤشر منذ يوليو (تموز) 2014 بعد استبعاد تأثير ارتفاع ضريبة المبيعات في هذا العام، كما تقول وكالة «رويترز». وانعكست زيادة الطاقة على مؤشر التضخم الأساسي الياباني، حيث أفادت وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات بأن تكلفة البنزين ارتفعت بنسبة 8.8 في المائة، وقفزت أسعار الكهرباء بنسبة 6.4 في المائة. لكن مقاومة الشركات لزيادة الأجور لا تزال تكبل قدرة الاقتصاد على تسجيل معدلات التضخم المستهدفة، وكان رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، يسعى مؤخراً لتحفيز الشركات على زيادة الأجور بنسبة 3 في المائة لتنشيط الإنفاق الاستهلاكي.
لكن استطلاعاً أخيراً لـ«رويترز» أظهر أن أكثر من نصف الشركات اليابانية لا تخطط لرفع الأجر الأساسي في مفاوضات الأجور السنوية هذا العام.
ونقلت «رويترز» عن اقتصادي بـ«كابيتال إيكونومكس»، قوله إن استمرار عدم نمو الأجور يجعل الارتفاع المرغوب فيه في تضخم قطاع الخدمات أمراً غير مرجح.
وقال يوشيكي شينكي، الاقتصادي بـ«داي إيشي لايف للأبحاث» إن نتائج التضخم الأخيرة تعكس حالة التردد بالشركات العاملة في اليابان بين زيادة الأسعار نتيجة لارتفاع التكاليف وبين الخوف من رفع الأسعار وهروب المستهلك، متوقعاً أن يستمر هذا التردد لفترة، وألا ترتفع أو تنخفض الأسعار حتى تستطيع الشركات أن تحسم موقفها. وكانت السلسلة التجارية الكبرى باليابان «سايو» أعلنت مؤخراً عن مخططاتها لتخفيض الأسعار على نحو 500 سلعة غذائية بمتوسط 7 في المائة. ويقول تاكاشي مينامي، الاقتصادي بمركز أبحاث نورنشيوكن: «هناك فرصة قوية أن يتسبب الارتفاع الحاد في أسعار الأغذية الطازجة في الإضرار برغبة المستهلكين (في الشراء) (لذا)، فإن الزخم (المطلوب) لارتفاع أسعار مقاد بالطلب لا يزال ضعيفاً».
ونما الاقتصاد الياباني بصفة سنوية بنسبة 0.5 في المائة في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول) الماضيين، بفضل الإنفاق المتنامي لرؤوس الأموال.
وفي ظل انكماش شهده ثالث أكبر اقتصاد في العالم منذ فترة طويلة، أطلق بنك اليابان المركزي حملة للتيسير النقدي في أبريل (نيسان) 2013، بهدف تحقيق هدف للتضخم بنسبة 2 في المائة في غضون سنتين. وقبل أيام جددت اليابان ولاية محافظ البنك المركزي، هاروهيكو كورودا، واختارت أحد مناصري التيسير النقدي الأكثر جرأة نائباً له. ويستعد كورودا لتولي فترته الجديدة في أبريل المقبل، فيما رأت تحليلات أن التجديد له مؤشر على ثقة رئيس الوزراء شينزو آبي في قدرة المحافظ على انتشال اقتصاد اليابان من الركود. وكان رئيس الحكومة شينزو آبي اختار كورودا لإخراج اليابان من دوامة تدهور الأسعار. وأشرف كورودا على الخطة المالية الرئيسية لرئيس الوزراء.
وتولى كورودا مهامه في مارس (آذار) 2013، وأشرف على تطبيق برنامج نقدي قوي لإعادة إنعاش الاقتصاد الياباني المتعثر. وأشرف على سياسة تيسير نقدي متشددة، وطبق في يناير معدلات فائدة سلبية لأول في تاريخ البنك المركزي الياباني، ليفرض رسوماً على الأموال المودعة لدى البنك.
وتعهد البنك المركزي أيضاً بالإبقاء على عائدات السندات الحكومية لمدة 10 سنوات حول الصفر، مواصلاً عمليات الشراء بحسب الضرورة.



هل سيحصل ترمب على «تريليونات الدولارات» من اليابان وكوريا لتفعيل خط أنابيب ألاسكا؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً في جلسة مشتركة للكونغرس بمبنى الكابيتول في واشنطن (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً في جلسة مشتركة للكونغرس بمبنى الكابيتول في واشنطن (د.ب.أ)
TT

هل سيحصل ترمب على «تريليونات الدولارات» من اليابان وكوريا لتفعيل خط أنابيب ألاسكا؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً في جلسة مشتركة للكونغرس بمبنى الكابيتول في واشنطن (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً في جلسة مشتركة للكونغرس بمبنى الكابيتول في واشنطن (د.ب.أ)

روَّج الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعمل إدارته على «خط أنابيب عملاق للغاز الطبيعي في ألاسكا»، في إشارة إلى جهوده لتنشيط مشروع متوقف منذ فترة طويلة بقيمة 44 مليار دولار، لنقل الغاز الطبيعي عبر الولاية وتصديره إلى الخارج.

ويُمثل هذا تحولاً كبيراً بالنسبة للمشروع الذي طال انتظاره، والذي عانى من تكاليف مرتفعة، وتحديات لوجيستية.

وقال ترمب خلال خطابه المشترك أمام الكونغرس: «تعمل حكومتي على مشروع خط أنابيب ضخم في ألاسكا من بين الأكبر في العالم، يمكن لليابان وكوريا ودول أخرى أن تكون شريكة فيه معنا (...) كل شيء جاهز»، مدعياً أنهم سوف يستثمرون «تريليونات الدولارات».

وجاءت تصريحات ترمب بعد أسابيع من المحادثات بين المسؤولين الأميركيين والحلفاء الآسيويين، بهدف جذب دولارات الاستثمار واتفاقيات الإمداد لمشروع الغاز الطبيعي المسال في ألاسكا.

وكان ترمب قد أعطى الأولوية للمشروع، ووعد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أيام من انتخابات 2024 بأنه سيضمن «بناءه لتوفير الطاقة بأسعار معقولة لألاسكا والحلفاء في جميع أنحاء العالم». كما وقَّع على أمر تنفيذي لـ«إطلاق العنان لإمكانات الموارد غير العادية في ألاسكا»، وإلغاء حماية المناخ في عهد جو بايدن، التي قيدت تطوير النفط والغاز في الولاية.

وسبق للرئيس الأميركي أن طرح مشروع خط أنابيب الغاز هذا بحضور رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا مطلع فبراير (شباط)، وأكد ترمب حينها أن اليابان تعهدت بشراء «كميات قياسية» من الغاز الطبيعي الأميركي. وأضاف: «نناقش مشروع خط أنابيب غاز من ألاسكا، وهي النقطة الأقرب» لتسليم الغاز إلى اليابان.

الرئيس الأميركي يصافح رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا في البيت الأبيض (رويترز)

وكانت وزارة الشؤون الاقتصادية في تايوان قالت في بيان إن شركة النفط والغاز العامة «سي بي سي كوربوريشن» أعربت عن «اهتمامها الكبير بالغاز الطبيعي من ألاسكا، وستواصل الشركة تقييم جدوى ذلك، وهي مستعدة لزيادة مشترياتها».

وقالت وزارة التجارة الكورية الجنوبية، الثلاثاء، إنها تجري محادثات بشأن هذا المشروع. وأفاد مسؤول في الوزارة، «وكالة الصحافة الفرنسية»: «نظراً لاهتمام الولايات المتحدة الكبير، نجري محادثات نشطة، لكن حتى الآن ما من شيء ملموس يمكن إعلانه».

كذلك، تُخطط الفلبين لشراء الغاز الطبيعي المسال من ألاسكا، ويعتزم الرئيس فرديناند ماركوس الابن مناقشة الأمر مع ترمب، وفق ما قال سفير الأرخبيل لدى الولايات المتحدة، خوسيه مانويل روموالديز الشهر الماضي على منصة «إكس».

وقد أبدى الحلفاء الآسيويون اهتماماً، في الوقت الذي يبحثون فيه عن طرق لتفادي الرسوم الجمركية التي هدد بها ترمب. ويُقدم المشروع وعداً بمسافة شحن أقصر إلى آسيا من بدائل ساحل الخليج الأميركي، بالإضافة إلى تجنب قناة بنما التي شهدت اختناقات شديدة في عام 2023 بسبب الجفاف.

ما هو مشروع خط غاز ألاسكا؟

هو خط أنابيب بطول 800 ميل (1298 كيلومتراً) يربط حقول النفط في خليج برودو شمال ألاسكا، الولايات المتحدة، بالميناء في فالديز، أي أنه ينقل الغاز الطبيعي من الحقول الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية إلى الجزء الجنوبي من الولاية الأميركية، والذي سيتم الشحن منه بشكل أساسي إلى اليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى في آسيا.

وقال الرئيس المشارك لمجلس هيمنة الطاقة الوطنية في البيت الأبيض، وزير الداخلية دوغ بورغوم، يوم الأحد، إن خط أنابيب الغاز الطبيعي المسال سيسمح للولايات المتحدة ببيع الطاقة لحلفائها و«جمع الأموال لوزارة الخزانة الأميركية».

ويُمثل المشروع أكثر من مجرد فرصة اقتصادية، إذ إنه أداة جيوسياسية لتعزيز التحالفات بين الولايات المتحدة وآسيا للتصدي للنفوذ الروسي في أسواق الطاقة العالمية. ومع ذلك، يظل تأمين الاستثمار أمراً حاسماً لتحقيق تأثيره المحتمل على أمن الطاقة والعلاقات التجارية، فالمشروع خضع لعشر سنوات من التخطيط، ولكنه لم يجتذب بعد داعمين من الشركات الكبرى أو التمويل الخاص؛ حيث إنه يواجه رياحاً معاكسة بسبب سعره الكبير وحجمه الضخم، بما في ذلك التحدي المتمثل في بناء خط أنابيب بطول 807 أميال عبر الولاية، وفق «بلومبرغ».

أما إذا تم بناؤه، فمن المقدر أن يصدر 20 مليون طن سنوياً، ليصبح عامل تغيير محتمل في توريد الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى آسيا.

وشركة تطوير خطوط الغاز في ألاسكا هي الوحيدة التي تسعى إلى تطوير المشروع بعد انسحاب «بي بي» و«كونوكو فيليبس» و«إكسون موبيل» عام 2016، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

ويرى منتقدو المشروع أنه ما هو إلا نسخة معاد صياغتها من جهد مضى عليه عقود من الزمان ولم يكتسب أي زخم. وتشمل العقبات التكلفة -ما يُقدر بنحو 44 مليار دولار لخط الأنابيب والبنية الأساسية المرتبطة به- والمنافسة من مشروعات أخرى، والأسئلة حول جدواه الاقتصادية. وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ في الولاية إن ألاسكا أنفقت نحو مليار دولار على مر السنين في محاولة بناء خط الأنابيب.

وسيحتاج ترمب إلى بذل مزيد من الجهد لإقناع منتجي النفط والغاز بتعزيز الاستثمار في الولاية، إذ انخفض إنتاج النفط في ألاسكا من نحو مليوني برميل يومياً في ذروته عام 1988 إلى 426 ألف برميل يومياً في 2023، وهو أدنى مستوى منذ عام 1976، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وفي حين أن هناك مشروعين كبيرين -مشروع «ويلو» التابع لشركة «كونوكو فيليب» الذي تبلغ تكلفته 8 مليارات دولار ومشروع «بيكا» التابع لشركة «سانتوس»- قيد التطوير، فمن المتوقع أن يرفع الإنتاج إلى 650 ألف برميل يومياً فقط، وفقاً لشركة الاستشارات «وود ماكنزي».

هذا ويمثل المشروع أكثر من مجرد فرصة اقتصادية، إذ إنه أداة جيوسياسية لتعزيز التحالفات بين الولايات المتحدة وآسيا للتصدي للنفوذ الروسي في أسواق الطاقة العالمية. ومع ذلك، يظل تأمين الاستثمار أمراً حاسماً لتحقيق تأثيره المحتمل على أمن الطاقة والعلاقات التجارية.

سباق الزلاجات في أنكوريغ بألاسكا (رويترز)

مكاسب ألاسكا

هناك مكاسب لألاسكا، فمن شأن المشروع أن يفتح أسواقاً جديدة لاحتياطات الغاز الضخمة العالقة الآن في المنحدر الشمالي لألاسكا. وعلى المدى القصير، سوف يستورد المشروع الغاز الطبيعي لتزويد ألاسكا بالغاز الطبيعي، ما يعوض انخفاض الإنتاج في كوك إنليت بالولاية التي تستغلها الولاية منذ فترة طويلة.

ويدعم المشروع الآن وكالة تديرها الولاية، تدعى مؤسسة «ألاسكا» لتطوير خطوط الغاز في ألاسكا، وشركة «غلينفارن» المملوكة للقطاع الخاص، وهي شركة تقترح بناء مصنعين للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، ولكنها لم تطلق أياً منهما بعد.