ديدن الأندية والمنتخبات الكبيرة أن التوقعات منها دائماً عالية لأنها عودت جماهيرها على الإنجازات وعلى أن تكون أرقاماً صعبة في أية منافسة تخوضها.
ومن ديدن الأندية والمنتخبات الكبيرة أنها تستطيع القتال على أكثر من جبهة ولهذا استحقت كلمة «كبيرة» لأن الصغيرة تركز على بطولة واحدة وهذا ليس عيباً بقدر ما هو احترام للقدرات التي تملكها هذه الأندية الصغيرة من لاعبين وأسلحة تستطيع القتال بها على المدى الطويل أو القصير، ولهذا ومن المسلّمات بالنسبة للأندية والمنتخبات الكبيرة أنها لا تتأثر بغياب نجم مهما كانت «أهميته» أو حتى عالميته فإن غاب رونالدو أو ميسي عن ريال مدريد وبرشلونة فهذا ليس مبرراً لخسارتهما أو خروجهما من بطولة.
وما حدث ويحدث للهلال والأهلي أنه ببساطة «ديدن» الأندية الكبيرة التي حتى وإن فازت أو تصدرت الدوري كالهلال أو نافست عليه كالأهلي أو حتى حققت ست نقاط من مباراتين في دوري أبطال آسيا كما فعل الأهلي، إلا أن الجماهير لا يهمها النقاط فقط «فهي تتوقعها»، بل يهمها أيضاً الأداء والإمتاع والإقناع وهو ما لم يحدث مع الفريقين، ولهذا صبت جماهيرهما غضبها على المدربين اللذين يلعبان وسط غيابات كبيرة ومؤثرة ولكنها غير مقنعة بالنسبة للكثيرين.
فغياب إدواردو الهداف وخربين أفضل لاعب في آسيا وسالم الدوسري للاحتراف ليس سهلاً على أي مدرب، ولكن الهلاليين وحتى المحايدين يرون أن دياز يتحمل مثلاً وزر الخسارة أمام الاستقلال الإيراني في دوري الأبطال بسبب تشكيلته السيئة وعدم قراءته للمباراة التي شهدت طرد العملاق علي الحبسي في سابقة تاريخية بالنسبة للنجم العماني الخلوق، وطرد الحارس ليس هيناً على أي فريق ولا على أي مدرب، ولكن الهلال الذي قبل الطرد لم يكن الهلال الذي نعرف، لهذا وضعوها برأس دياز، ودياز وحده، وتمت إقالته مباشرة عقب الخسارة رغم أن الرجل حقق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين والدوري ووصل إلى نهائي آسيا ويتصدر الدوري حالياً قبل خمس جولات على النهاية، وبرأيي فإن الإقالة (الكي) هي آخر الدواء وليست أوله، والرجل صاحب فكر وأسلوب شهد له القاصي والداني ولعب في ظروف استثنائية وغيابات اضطرارية ومن 65 مباراة لعبها مع الهلال خسر 6 فقط ولكن تبقى مهنة المدرب محفوفة بالمخاطر والتقلبات.
الكلام نفسه ينطبق على الأهلي الذي ينافس على الدوري وما زال منافساً في كأس الملك وحقق ست نقاط من أصل ست ممكنة في آسيا، ومع هذا فلا أمنية لدى الأهلاويين سوى مغادرة ريبيروف مهما كان شرطه الجزائي كبيراً.
الأكيد أن أي رجل اختار مهنة التدريب كمصدر رزق يعرف أنه سيكون الحلقة الأضعف لأي إخفاق، لا بل إن هناك مدربين تم «تفنيشهم» وهم في قمة نجاحهم لأن أسلوبهم أو طريقة تدريبهم أو شخصيتهم لم ترُق للاعبين أو للإدارة، وكلها أمور تحدث ويتقبلها الجميع على أنها جزء من حلاوة أو مرارة أو إثارة كرة القدم.
برأسي دياز وريبروف
برأسي دياز وريبروف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة