السيسي: أحرزنا هدفاً باتفاق استيراد الغاز من إسرائيل

قال إن مصر وضعت قدمها لتكون المركز الإقليمي للطاقة في المنطقة

TT

السيسي: أحرزنا هدفاً باتفاق استيراد الغاز من إسرائيل

تصدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتساؤلات التي واكبت الإعلان عن توقيع شركة مصرية خاصة اتفاقاً لاستيراد الغاز من إسرائيل، منتصف الأسبوع الماضي، وقال إن «مصر وضعت قدمها لتكون المركز الإقليمي للطاقة في المنطقة، وقد أحرزنا هدفا كبيرا جداً بهذا الاتفاق».
وجاء حديث السيسي خلال افتتاح أول مركز لخدمات المستثمرين بمقر وزارة الاستثمار، أمس، وقال بهذه المناسبة: «أنا سعيد للغاية بما أبداه الشعب المصري من اهتمام وحرص على بلده ومقدراته فيما يتعلق بموضوع تجارة وتداول الغاز في منطقة شرق المتوسط».
وتابع موضحا: «ليس لدينا ما نخفيه في هذا الموضوع على الإطلاق... لقد كان ذلك حلمي منذ 4 سنوات، كما أن المكانة التي ستتحقق لمصر من خلال تحولها إلى مركز إقليمي للطاقة تنطوي على إيجابيات كثيرة للغاية، حتى يكون الناس مطمئنين لما فعلناه، وليس لما فعلته الدولة كحكومة فقط».
وشرح السيسي أبعاد الاتفاق، بقوله إن «الأمر يتطلب ضرورة الإلمام بجميع عناصر الموضوع... والدولة والحكومة ليستا طرفاً في هذا الاتفاق، فهو أمر يخص القطاع الخاص».
وقال بهذا الخصوص: «أنا أتكلم مع الشعب بمنتهى الوضوح، مع العلم أن ليس كل الكلام يجب أن يقال، لكن لا بد أن تعلموا أن تكلفة كل المنتجات البترولية التي نستهلكها، سواء كان غازا أو سولارا أو بنزينا، تتراوح ما بين 800 مليون إلى 1.3 مليار في الشهر، يعني متوسط الأسعار نحو 12 أو 13 مليار دولار في السنة... هذا حجم استهلاكنا من المشتقات البترولية في السنة».
وزاد موضحا: «لو اشتريت اليوم بمليار ونصف مليار دولار غازا من إسرائيل، فإن ذلك يعني 125 مليون دولار شهرياً، لذلك أرغب في أن تضعوا هذا الرقم في سياقه ضمن القيمة، أو فاتورة استهلاك منتجاتنا في مصر».
وأوضح السيسي أنه لكي تصبح مصر مركزاً إقليمياً في منطقة شرق المتوسط في مجال تجارة وتداول الطاقة: «فلا بد أن تقدم التسهيلات اللوجيستية في الدول التي اكتشف فيها الغاز، لأنه يستخرج من الحقول ويحتاج إلى عمليات بهدف تحويله حتى يصلح للاستخدام أو التصدير».
وقال في هذا السياق: «لدينا منشآت لوجيستية غير موجودة في عدد من دول منطقة المتوسط... والغاز المكتشف بها إمّا أن يتم الاستفادة منه من قِبل كل دولة على حدة، أو عن طريق مصر»، لافتاً إلى أن «القانون هو من ينظم الأمور المتعلقة بتجارة وتداول الغاز».
ونوه الرئيس إلى أنه «إذا كانت الشركات الخاصة ستستورد الغاز، فنحن كدولة سنستفيد مما سنحصل عليه من عوائد مقابل استخدامهم للمنشآت والتسهيلات التي تمتلكها الدولة».
كما تحدث السيسي عن انشغال الرأي العام الداخلي بهذا الاتفاق، وقال في هذا الصدد: «يستغرب الناس كيف يقول الرئيس إن حقل (ظُهر) سيحقق الاكتفاء الذاتي، والآن يقول إننا سنستورد الغاز من بلد آخر، وأنا أقول إن الغاز سيتم استيراده طبقاً لآليات السوق... لقد أحرزنا هدفا كبيرا جداً يا مصريين في هذا الموضوع».
واستكمل السيسي: «مصر أتاحت الفرصة حتى تتبوأ هذه المكانة، فكل الغاز الذي يستخرج في المناطق والدول القريبة من بلادنا سيأتي عندنا نحن لاعتبارات اقتصادية... لا أحب أن أذكر أسماء دول بعينها، لكن أقول لكم على سبيل المثال إن كوريا الجنوبية لا تنتج غازاً، لكن عندها صناعات بتروكيماويات ضخمة جداً، وتستخدم قدراتها التكنولوجية في استيراد غاز من الخارج بهدف التصنيع، ثم تعيد تصدير منتجات مصنعة ذات قيمة مضافة مرة ثانية».
ووجه السيسي حديثه للشعب بقوله: «هذا الغاز (الإسرائيلي) كان من الممكن أن يذهب إلى دولة أخرى، لا أريد ذكر اسمها، أو يأتي إلينا، ولو كنّا تركناه فستقولون أين كنتم حينما ذهب هذا المركز الإقليمي لدول غيرنا».
وتفقد الرئيس مركز خدمات المستثمرين، واستمع إلى شرح من وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي الدكتورة سحر نصر، التي طالبها بضرورة إرسال تقرير متابعة أسبوعياً عن أفضل موظف أو موظفة أداء في العمل. وفي نهاية جولته التفقدية وقّع السيسي على كتاب «استثمر في مصر».
وكان الشركاء في حقلي (تمار ولوثيان) البحريين الإسرائيليين للغاز قد قالوا منتصف الأسبوع، إنهم وقعوا اتفاقات مع شركة (دولفينوس) المصرية الخاصة، لتصدير ما قيمته 15 مليار دولار من الغاز الطبيعي الإسرائيلي على مدى عشر سنوات.
وينص الاتفاق على توريد كمية إجمالية قدرها 64 مليار متر مكعب من الغاز على مدى عشر سنوات. وتقود مجموعة (ديليك) الإسرائيلية و(نوبل إنرجي)، التي يوجد مقرها بتكساس، مشروعي الغاز الإسرائيليين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.