تونس: الاتحاد العام للشغل يطالب رئيس الحكومة بتعديل وزاري

TT

تونس: الاتحاد العام للشغل يطالب رئيس الحكومة بتعديل وزاري

دعا نور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل، أمس، رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى إجراء تعديل وزاري بهدف دعم الحكومة ببعض الكفاءات الجديدة، والحد من تفكك أجهزة الدولة، وضخ دماء جديدة في بعض المواقع لخلق تجانس بين الوزارات ضمن برنامج حكومي مشترك، على حد تعبيره.
لكن المنجي الحرباوي، المتحدث باسم حزب النداء، المتزعم للمشهد السياسي، رفض هذه الدعوة، مشددا على أن أي تعديل وزاري غير مطروح في الوقت الحالي، وأن مثل هذا الاقتراح لا تقدمه نقابة العمال إلا في إطار «وثيقة قرطاج»، التي وقعت عليها وتشكلت بموجبها حكومة الوحدة الوطنية. وفي هذا السياق ذكر الحرباوي بالاقتراح، الذي قدمه حزب النداء، والذي دعا إلى حوار وطني لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد، معتبرا القضية لا ترتبط بتغيير وزير بوزير آخر، بل بتغيير منوال التنمية الاقتصادية والاجتماعية كلها، وهو ما تعمل عليه جميع الأطراف السياسية والاجتماعية الموقعة على وثيقة قرطاج، حسب تعبيره.
في المقابل، قال سامي الطاهري، المتحدث باسم اتحاد الشغل، لـ«الشرق الأوسط» إن نقابة العمال تدعو إلى إجراء تقييم موضوعي وهادئ لعمل الحكومة، والانتباه إلى أوجه التفكك والعجز حتى تتمكن من تغيير واقع المواطنين، مؤكدا أن المناخ الديمقراطي يتطلب التقييم بهدف المحاسبة.
وانتقد الطبوبي في مؤتمر نقابي أمس، عقد في مدينة سيدي بوزيد (مهد الثورة التونسية)، عمل الحكومة بشدة، واتهمها بالتنصل من التزاماتها مع النقابات، كما دعا رئيس الحكومة إلى النزول إلى الشارع والوقوف على الظروف الصعبة للمواطنين عوض الاكتفاء بعقد اجتماعات وزارية مغلقة، اعتبرها بعيدة عن الواقع. ووفق متابعين للشأن السياسي، يبدو أن التصعيد الذي اعتمده اتحاد الشغل يأتي بعد ملاحظات القيادات النقابية حول تراجع الحكومة عن الالتزام المبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بين الطبوبي ويوسف الشاهد، خاصة الجانب المرتبط بتسوية ملف عمال الحضائر، والزيادات في أسعار المواد الأساسية، ووضعية المؤسسات العمومية ومخاطر تفويتها للقطاع الخاص.
لكن بعض الأطراف السياسية تتهم نقابة العمال بالانغماس في السياسة، والابتعاد التدريجي عن الاهتمام بالشأن النقابي، وعدم التركيز على مطالب العمال.
على صعيد غير متصل، ألغت محكمة تونسية أمس كل الأحكام القضائية الصادرة بحق قيادات حركة النهضة، الحزب الإسلامي المشارك في الائتلاف الحاكم الحالي، خلال الفترة الممتدة بين 1987، سنة صعود بن علي إلى الحكم على حساب الزعيم السابق الحبيب بورقيبة، وسنة 2010، تاريخ اندلاع الثورة، وهو ما يعني إبطال كل أعمال محكمة أمن الدولة التي تعقد عادة عند كل محكمة سياسية، وتصدر أحكاما صارمة جدا ضد المنتمين إلى التيار الإسلامي في تونس (الاتجاه الإسلامي قبل 1987 وحركة النهضة منذ 1989).
وألغت المحكمة الإدارية الأمر المتعلق بقرار الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة تعيين أعضاء محكمة أمن الدولة، التي نظرت في تلك الملفات وأصدرت تلك الأحكام، ويعني إبطال هذا الأمر الرئاسي إلغاء جميع الأحكام التي صدرت عنها، وخاصة تلك التي طالت القيادات الإسلامية آنذاك.
وفي هذا الصدد، قال المحامي سمير بن عمر، الذي واكب تلك المحاكمات، إن إلغاء القرار الرئاسي، الذي عين أعضاء محكمة أمن الدولة، يعني بالضرورة كل ما ترتب عنها من أحكام، واعتبارها باطلة من الناحية القانونية، على اعتبار أن تلك الأحكام كانت مرجعيتها سياسية في مرحلة الصراع على السلطة.
وخلال فترة حكمي بورقيبة وبن علي لم يسمح للتيار الإسلامي بممارسة النشاط السياسي، وزج بقياداته في السجون. أما مؤسسو التيار الإسلامي، أمثال راشد الغنوشي، فقد كانت الأحكام الصادرة ضدهم صارمة، حيث تراوحت بين الإعدام والسجن المؤبد مع الأعمال الشاقة.
وحكم على الغنوشي، رئيس حركة النهضة الحالي، ثلاث مرات بالسجن المؤبد، الأول كان سنة 1987 إثر اتهام «النهضة» بمحاولة الاستيلاء على الحكم والانقلاب على الرئيس الحبيب بورقيبة، كما تمت محاكمته غيابياً سنة1991. ونال حكما بالسجن مدى الحياة مرة أخرى، وبعد ذلك جرت محاكمته غيابيا مرة ثالثة سنة 1998 ووجهت له محكمة أمن الدولة حكما ثالثا بالسجن مدى الحياة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.