المالكي يزور إيران نهاية الأسبوع وسط جدل بشأن ولايته الثالثة

زيباري يطلع المسؤولين الأفغان على تجربة العراق في إبرام اتفاق أمني مع أميركا

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يتبادل مذكرة تفاهم  بشأن تسهيل الزيارات الدينية مع نظيره الأفغاني زرار أحمد عثماني في كابل أمس (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يتبادل مذكرة تفاهم بشأن تسهيل الزيارات الدينية مع نظيره الأفغاني زرار أحمد عثماني في كابل أمس (أ.ب)
TT

المالكي يزور إيران نهاية الأسبوع وسط جدل بشأن ولايته الثالثة

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يتبادل مذكرة تفاهم  بشأن تسهيل الزيارات الدينية مع نظيره الأفغاني زرار أحمد عثماني في كابل أمس (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يتبادل مذكرة تفاهم بشأن تسهيل الزيارات الدينية مع نظيره الأفغاني زرار أحمد عثماني في كابل أمس (أ.ب)

في حين يحتدم الجدل السياسي بشأن إمكانية حصول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على ولاية ثالثة، يبدأ المالكي زيارة إلى إيران نهاية الأسبوع الحالي بعد أيام من نفي مكتبه أن يكون يفكر حاليا في زيارة طهران.
وقال المكتب الإعلامي لمكتب المالكي في بيان له إن «رئيس الوزراء نوري المالكي سيقوم بزيارة رسمية إلى إيران نهاية الأسبوع الحالي». وأضاف البيان أن «الهدف من هذه الزيارة هو بحث تطوير العلاقات بين البلدين وقضايا المنطقة، إضافة إلى تقديم التهنئة بتسلم الرئيس الإيراني حسن روحاني منصبه».
وكان النائب سلمان الموسوي، عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، سبق أن أعلن في وقت سابق من الشهر الماضي أن المالكي سيقوم بزيارة إلى إيران، غير أن المستشار الإعلامي للمالكي علي الموسوي نفى أن تكون هناك نية لزيارة المالكي إيران.
وفي هذا السياق، أكد النائب في البرلمان عن ائتلاف دولة القانون، علي الشلاه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «سبب التناقض بين الإعلان عن زيارة للمالكي ونفيها ومن ثم الإعلان عنها بعد فترة قصيرة يعود إلى خلل إجرائي؛ إذ إنه في المرة الأولى كان قد جرى الاتفاق على الزيارة لكن دون تحديد موعد بسبب انشغالات متبادلة بين الطرفين، وفي المرة الثانية حين جرى الإعلان عنها كان قد تحدد الموعد لها بين الرئيس روحاني ورئيس الوزراء نوري المالكي». وأضاف الشلاه أن «هناك رغبة مشتركة للقيام بهذه الزيارة بسبب ما تشهده المنطقة من أوضاع، بالإضافة إلى كونها تتضمن تهنئة الرئيس روحاني بمنصبه، وبالتالي صار من الضروري حصول لقاء بين الطرفين نظرا لكون العلاقة بين العراق وإيران جيدة وتحتاج إلى متابعة مستمرة لتطوير كل الملفات الخاصة بها سواء منها العالقة منذ زمن الحرب العراقية - الإيرانية أو الجديدة فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية أو قضايا المنطقة».
وقال الشلاه إن «العراق أسهم في حلحلة الأزمة النووية الإيرانية عندما استضاف مؤتمر (5+1)، وإنه مستعد للإسهام في تطوير العلاقة الإيرانية – الأميركية. يضاف إلى ذلك الأوضاع في سوريا التي تنعكس على العراق حتما». وأوضح الشلاه أن «الزيارة ستناقش الانفتاح الإيراني – الخليجي، وهو أمر مهم بالنسبة للعراق، إذ إن إزالة بؤر التوتر في المنطقة سينعكس على شعوبها لا سيما أن العراق يعاني الإرهاب ويحتاج إلى أن تكون علاقاته جيدة مع الجميع؛ إذ إننا لا نؤمن بسياسة المحاور في المنطقة على أية أسس». وتابع الشلاه أن «إقامة علاقات إيرانية - خليجية جيدة سيكون لها انعكاسها الإيجابي على العراق، وهو ما ندعمه بقوة».
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان المالكي سيطلب من الإيرانيين تزكيته لولاية ثالثة في ضوء ما أعلنه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أخيرا من أن إيران أبلغته عدم قبولها ولاية ثالثة للمالكي، قال الشلاه إن «من المبكر الخوض في مثل هذه الأمور، لأن ما يفصلنا عن الانتخابات نحو خمسة أشهر، فبالتالي كيف يمكن الحديث عن ولاية أولى أو ثانية أو ثالثة دون أن يكون شيء على أرض الواقع». وأكد الشلاه أن «الدور الإيراني والأميركي ليس هو من يقرر، بل هو من يرجح في حال توازنت كفة هذا وذاك من المرشحين طبقا لنتائج الانتخابات مثلما حصل في انتخابات 2010 عندما كان كل من المالكي وإياد علاوي حصل على أصوات متقاربة، فجرى ترجيح كفة المالكي»، معتبرا أن «أية تصريحات من أي طرف لا تستند على أية أسس حقيقية».
من ناحية ثانية، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس أنه أطلع المسؤولين الأفغان على تجارب بلاده في التفاوض حول إبرام اتفاق أمني مع الولايات المتحدة. ولم يقدم زيباري، الذي تحدث بشكل مقتضب بعد توقيع اتفاق في كابل لتسهيل الزيارات الدينية إلى الأماكن المقدسة في العراق، تفاصيل المباحثات التي أجراها مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الذي يواجه أيضا مشكلات في إبرام اتفاق أمني مع الولايات المتحدة. لكنه لمح إلى أن العراق كان بحاجة إلى مساعدة أميركية لتمكينه من تجاوز التحديات الأمنية بعد موجة من العنف الطائفي، مضيفا أن العراق لا يزال بحاجة إلى «دعم أميركي متواصل للتغلب على التحديات التي نواجهها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.