الجزائر: بن فليس يطالب بـ«حكومة وحدة} تنبثق من {برلمان شرعي»

TT

الجزائر: بن فليس يطالب بـ«حكومة وحدة} تنبثق من {برلمان شرعي»

رفض علي بن فليس، رئيس الوزراء الجزائري السابق الذي يتزعم حزباً معارضاً حالياً، الإجابة على أسئلة صحافيين حول احتمال ترشحه (للمرة الثالثة) لانتخابات الرئاسة المرتقبة بعد عام. لكنه دعا السلطات إلى التجاوب مع مقترحه إطلاق «حكومة وحدة وطنية، تنبثق عن برلمان شرعي منتخب، يأتي من استحقاق تشريعي تنظمه هيئة من شخصيات مشهود لها بالاستقامة».
وقال بن فليس، في مؤتمر صحافي بالعاصمة أمس، إن الحديث عن ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة «ليس من أولويات المرحلة، لأن حل الأزمة ينبغي أن يكون سابقاً لأي إجراء تقوم به الحكومة». والأزمة، في نظر بن فليس: «أزمة شرعية نظام حكم بالأساس». فانتخابات الرئاسة التي نظمت في 2014، وشارك فيها هو، وأفضت إلى فوز بوتفليقة بولاية رابعة «مزورة»، بحسب اعتقاده، وهو الوصف الذي يطلقه أيضاً على انتخابات البرلمان التي جرت في مايو (أيار) 2017.
وطرحت أفكار في الساحة السياسية مؤخراً منها «مرشح توافقي» بين أحزاب المعارضة، تدخل به المعترك الرئاسي المقبل، و«مجلس تأسيسي» يقترحه حزب يساري، يتمثل في حل كل المؤسسات والهيئات الدستورية، وتعويضها بـ«فترة انتقالية» يتمخض عنها رئيس جديد وبرلمان جديد. ويقول بن فليس حول المقترحين إنهما «يساهمان في حل الأزمة»، ولكن من دون أن يذكر إن كان حزبه «طلائع الحريات»، ينخرط في أي منهما.
وشجب بن فليس «الطريقة البوليسية» التي تعاملت بها الحكومة مع إضراب الأطباء وأساتذة التعليم، وهي أزمة حادة تواجه الحكومة منذ شهور. ودعا الحكومة إلى إلغاء قرار حظر المسيرات والمظاهرات بالعاصمة، كان أصدره هو شخصياً في 2001 عندما كان رئيساً للوزراء، وذلك على إثر أعمال عنف خطيرة تخللت مسيرة نظمها تنظيم عشائري للأمازيغ، في سياق قبضة حديدية بين الحكومة وسكان منطقة القبائل (شرق).
وبحسب بن فليس، يتعرض حزبه لـ«تهم خطيرة» من طرف الأحزاب الموالية للسلطة. فهو متهم بـ«جلب أسلحة من ليبيا لإسقاط النظام»، وقيل عنه «تحرَكه أياد خارجية تريد ضرب استقرار الجزائر». ونفى عن نفسه هذه التهم جملة وتفصيلاً، علما بأن بن فليس كان رجل ثقة بوتفليقة، ووقع الطلاق بينهما عندما ترشح كلاهما لانتخابات الرئاسة عام 2004.
وتتجلى الأزمة، بحسب رئيس الوزراء الأسبق، في «الانسداد السياسي الشامل؛ فالسلطة الصماء تتجاهل الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، ولا تلتفت للأصوات الداعية للحذر والمنبهة للأخطار. إنها سلطة غلقت على نفسها مكتفية بتحليلاتها الخاطئة، وبتأكيداتها المغلوطة وبتصوراتها الوهمية؛ وأجنحة هذه السلطة تتصارع عن طريق الصحافة من أجل التموقع في منظور الاستحقاق الرئاسي المقبل. وتتجلى الأزمة في عجرفة وغطرسة قوى غير دستورية، مستفيدة من الفراغ في هرم الدولة، لتزداد وتتقوى؛ واللوبيات لم تكن أبداً أكثر نشاطاً وأكثر تغلغلاً في دواليب الدولة، ولا أقوى تأثيراً في القرارات الحكومية مما هي عليه اليوم».
ويقصد بن فليس بـ«الفراغ في رأس هرم الدولة»، انسحاب الرئيس من تسيير الشأن العام، بسبب المرض، منذ 5 سنوات. «والصراع عن طريق الصحافة»، يقصد به تضارب تصريحات بين وزراء، بخصوص الأزمة المالية بين من يرى أنها «عابرة» ومن يقول إنها «تنذر بانهيار الاقتصاد في غضون عام».
ويرى بن فليس أن «البلد غير مسيّر؛ فالحكومة ترتجل وتتردد، وتقرر لتتراجع عن قراراتها؛ في حين تبقى المعضلات الكبرى للبلاد متراكمة ومتروكة لأمرها؛ وكل من في السلطة السياسية يبحث عن ربح الوقت في منظور 2019». وأضاف: «بلدنا لا يتقدم. إنه يراوح مكانه إن لم يتراجع. إنه يتأخر ويتقهقر، بشكل مخيف عن الأمم الأخرى في مسار التطور والعصرنة. إن حالة قطاعات حيوية كالصحة والتعليم لخير معبّر عن هذا التأخر. إن بلدنا، الذي كان بالأمس القريب منارة للشعوب الأخرى، يقف اليوم أمام آفاق مغلقة ومسدودة، تدفع بشبابنا فلذات أكبادنا ومستقبل وطننا، إلى مواجهة الأخطار من أجل الانتقال إلى ضفاف أخرى يعتبرونها أكثر لطفاً ورحمة»، في إشارة إلى ظاهرة تثير قلق الحكومة والمجتمع، تتمثل في الهجرة غير النظامية عبر قوارب تقليدية تشق البحر المتوسط.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.