التحركات المطلبية تضغط على الحكومة بأربعة اعتصامات

TT

التحركات المطلبية تضغط على الحكومة بأربعة اعتصامات

تضغط الاعتصامات ومطالب العاملين في القطاع العام، على الحكومة اللبنانية، حيث شهد أمس 4 اعتصامات، نظمت في الشمال وبيروت والبقاع في شرق لبنان، على خلفيات مطلبية واقتصادية.
واستهلت التحركات أمس باعتصام نفذه أهالي الموقوفين الإسلاميين من النساء، حيث قطعوا الطريق عند مستديرة دوار السلام - مدخل طرابلس في الاتجاهين، رافعين لافتات تطالب بالعفو العام عن الموقوفين. وعمدت وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى تحويل السير من أوتوستراد القلمون طرابلس إلى مدينة الميناء.
وفي بيروت، نفذ المياومون العاملون في مؤسسة «كهرباء لبنان»، وهم من المتعاقدين على العمل مع المؤسسة بشكل يومي، اعتصاما أمام المؤسسة احتجاجا على عدم دفع رواتبهم وللمطالبة بتثبيتهم في الوظيفة. وقد حاول أحد المياومين قطع شرايينه قبل أن يتم منعه من قبل رفاقه.
وسرعان ما حصل تدافع وتضارب بين القوى الأمنية والمياومين واستقدمت تعزيزات أمنية إلى مؤسسة كهرباء لبنان بعد منع المياومين من دخول صالة الزبائن في المؤسسة. وقد قطع المياومون لبعض الوقت الأوتوستراد بالاتجاهين.
واعتبرت لجنة العمال المياومين وجباة الإكراء في بيان أن ما يحصل في مؤسسة كهرباء لبنان ومن قبل القوى الأمنية تجاوز للخطوط الحمر وضرب للحريات العامة وحرية التظاهر سائلة: «هل بتنا في دولة أمنية تحكم بالحديد والنار أم أننا في دولة دستورها يحمي حق التظاهر على الورق فقط».
ورأت أن التجاوزات التي حصلت ومنع أعضاء اللجنة من الدخول إلى مركز عملهم والاعتداء على بعضهم بالضرب والاعتقال هو أمر مرفوض، مشددين على أنهم لن يتركوا حقهم. ودعوا المعنيين للتدخل السريع لإيجاد حل جذري لهذه القضية وإنصاف العمال.
في غضون ذلك، أعلنت قوى الأمن أنها ما زالت تقوم بواجبها بحماية مؤسسة كهرباء لبنان والموظفين المتواجدين داخلها، لافتة إلى أن المياومين مصرون على الدخول بالقوة.
وفي البقاع، نفذ المياومون وجباة الإكراء في مؤسسة الكهرباء اعتصاما ووقفة تضامنية في كافة دوائر البقاع تزامنا مع الاعتصام المركزي للمطالبة بالتثبيت وتضامنا مع المياوم حسن عقل وفي بعلبك نفذ اعتصام أمام دائرة المؤسسة.
إلى ذلك، نفذ موظفو المستشفيات الحكومية اعتصاما أمام المدخل الرئيسي لوزارة الصحة في بئر حسن، حيث رفع المعتصمون لافتات طالبوا فيها بحقهم في الحصول على سلسلة الرتب والرواتب معتبرين أن «التأخير الحاصل في دفعها هو إهانة لكرامة الموظفين».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.