تركيا تراقب التفاهمات مع واشنطن وتحضر لمخيمات النازحين في عفرين

أنقرة تنفي وواشنطن تستبعد استخدام قوات «غصن الزيتون» أسلحة كيميائية

مقاتلان من فصائل سورية معارضة قرب عفرين شمال سوريا أول من أمس (رويترز)
مقاتلان من فصائل سورية معارضة قرب عفرين شمال سوريا أول من أمس (رويترز)
TT

تركيا تراقب التفاهمات مع واشنطن وتحضر لمخيمات النازحين في عفرين

مقاتلان من فصائل سورية معارضة قرب عفرين شمال سوريا أول من أمس (رويترز)
مقاتلان من فصائل سورية معارضة قرب عفرين شمال سوريا أول من أمس (رويترز)

بينما واصلت المدفعية التركية قصفها المكثف على عفرين، أمس، في اليوم الثلاثين لعملية «غصن الزيتون»، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أنقرة تعطي الأولوية لتنفيذ القرارات التي اتخذت في الاجتماعات الأخيرة بين تركيا والولايات المتحدة بعد حركة دبلوماسية مكثفة لحل الخلافات بين الجانبين حول سوريا، لافتا إلى أن أنقرة تفضل حل جميع المشكلات بالطرق الدبلوماسية.
وأضاف إردوغان، في كلمة خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، أمس، أن «إجراء المباحثات أمر جيد بالتأكيد، لكننا مهتمون جدا بالنتائج، واهتمامنا الرئيسي هو بتنفيذ الاتفاقات ورؤية النتائج على أرض الواقع».
وتابع إردوغان، فيما يبدو استمرارا للانتقادات الموجهة لموقف أميركا من دعم الميليشيات الكردية في سوريا: «الذين يحتاجون إلى تصحيح أخطائهم والانسحاب هم نظراؤنا الأميركيون». وأكد أن أنقرة تريد «حل جميع المشكلات من خلال الدبلوماسية والمفاوضات»، قائلا إن «التطورات الأخيرة أظهرت أن تركيا لم تتردد مطلقا في مصافحة الأيدي الممدودة إليها».
وجاءت تصريحا إردوغان تعليقا على المباحثات التي أجريت الأسبوع الماضي في إسطنبول بين مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، ثم مباحثات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو والرئيس رجب طيب إردوغان، حيث أعلن عن التوصل إلى آليات سيتم تشكيلها قبل منتصف مارس (آذار) المقبل للعمل على القضايا الخلافية بين البلدين ومنها الخلافات بشأن سوريا.
وشدد إردوغان على أنه «لا يمكن اتخاذ قرار على طاولة المباحثات في أي قضية تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط دون وجود تركيا». وأشار إلى أنه لا يمكن لتركيا التحلي بالصبر إزاء إطلاق «وحدات حماية الشعب» الكردية قذائف صاروخية على الأراضي التركية وسقوط قتلى بسببها، مضيفا: «قلوبنا وأذرعنا مفتوحة لمن يُظهر الصداقة لنا، أما إذا ما أظهر أحد العداء لنا وبدأ يُهدد سيادتنا ومستقبلنا؛ فحينها لن ننظر إلى هويته أو حجمه، سنسحقهم... هذا الأمر لا يحتمل المزاح». وتابع: «الآن فقط بدأت إجراءات دفن (الوحدات) الكردية و(داعش)»، مذكراً بتعهده السابق بدفن أعضاء التنظيمات الإرهابية في الخنادق التي يحفرونها. قائلا: «إما أن يتركوا هذه المناطق ويذهبوا إلى أحضان الذين يدعمونهم، أو أن يدفنوا أسلحتهم ويصبوا عليها الخرسانة».
وانتقد إردوغان، مجددا، الموقف الأميركي والوعود التي قطعتها الإدارة الأميركية لتركيا دون تنفيذ، مبيناً أنه تباحث مراراً مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، «إلا أن واشنطن خدعت تركيا دائماً وقامت بإلهائها».
وأعلنت تركيا، أمس، عزمها إقامة مخيمات لإيواء المدنيين في عفرين التي تشهد منذ شهر عملية عسكرية تنفذها القوات التركية وفصائل من الجيش السوري الحر، تستهدف تطهيرها من قوات وحدات حماية الشعب الكردية (الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري).
وبينما تتواصل عملية «غصن الزيتون» العسكرية في عفرين، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي رجب أكداغ، أن بلاده تخطط لإقامة مخيمات للمدنيين في عفرين، قائلا إن المخيمات التي ستلبي حاجات المدنيين، ستكون مشابهة لتلك التي أقامتها تركيا بعد عملية «درع الفرات» التي استهدفت تنظيم داعش الإرهابي في محور جرابلس - أعزاز – الباب، في شمال سوريا، وستكون مزودة بخيام وحمامات وآبار مياه.
في سياق متصل، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، إن بلاده اتفقت مع تركيا على تسليم المساحات التي تم تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي في سوريا إلى أصحابها الأصليين.
وذكر ماتيس، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التركية، أمس، أن واشنطن ستواصل العمل مع تركيا لإحلال الاستقرار في المناطق المحررة من «داعش». ولفت إلى أن وزيري خارجية البلدين ريكس تيلرسون ومولود جاويش أوغلو، اتفقا خلال مباحثاتهما في أنقرة، الجمعة الماضي، على العمل المشترك لحل كثير من القضايا العالقة بين البلدين.
وبشأن وجود عناصر الوحدات الكردية في منبج، ومسألة انسحابهم منها، كما تعهدت بذلك واشنطن، قال ماتيس: «لا أستطيع القول إننا توصلنا إلى حلول نهائية بهذا الشأن؛ لكن العمل جارٍ بين الطرفين بهذا الخصوص».
وكان جاويش أوغلو وتيلرسون قد أعلنا، الجمعة، الاتفاق على آليات لحل المشكلات العالقة بين البلدين، إحداها ستركز على سوريا وقضايا مكافحة الإرهاب. ولفت جاويش أوغلو إلى أنّ وزارتي خارجية البلدين ستتوليان تنسيق تلك الآليات، وستشارك فيها مؤسسات مثل المخابرات، ووزارتي العدل في البلدين.
في سياق موازٍ، وتعليقاً على ادعاءات استخدام الجيش التركي أسلحة كيميائية في منطقة عفرين السورية، قال البيت الأبيض، إنّ واشنطن تعتبر هذه الادعاءات مستبعدة جداً.
وقال أحد مسؤولي البيت الأبيض، إنه اطلع على ادعاءات وحدات الشعب الكردية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول استخدام الجيش التركي الأسلحة الكيميائية في عفرين، وإنّ بلاده لا تمتلك أي دليل يثبت صحة تلك الادعاءات.
وفي تصريح لوكالة «الأناضول» التركية، قال أحد مسؤولي مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إنّ الإدارة الأميركية تعتبر هذه الادعاءات مستبعدة جداً، ودعا إلى تجنب إلحاق الضرر بالمدنيين في عفرين، وحمايتهم.
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قد زعمت استخدام الجيش التركي أسلحة كيميائية في قرية مزينة بعفرين، وأسندت ادعاءاتها إلى أحد إداريي مستشفى يوجد بالمنطقة، وادعى إصابة 6 أشخاص بغازات سامة.
ونشرت «سانا» الادعاء على موقعها في الإنترنت، دون إرفاق ذلك بمقاطع مصورة، واكتفت بعرض بعض الصور. كما تناقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية مزاعم استخدام الجيش التركي للأسلحة الكيميائية في عفرين، ونشرت مقطعاً مصوراً؛ لكن المصابين الذين ظهروا في المشهد المصور لا تبدو عليهم آثار الإصابة بأسلحة كيميائية، حيث كانوا بكامل وعيهم وحركاتهم طبيعية، ولا يوجد احمرار أو ارتجاف في أجسامهم.
وانتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مزاعم الوكالة السورية، داعياً إياها إلى تحري مصادر موثوقة لأخبارها.
في سياق متصل، أعلن الجيش التركي، أمس، تحييد 1614 مسلحاً من وحدات حماية الشعب الكردية، في إطار عملية «غصن الزيتون» في عفرين، منذ انطلاقها في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.
إلى ذلك، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» مساء السبت، استهدافها مراكز عسكرية داخل الأراضي التركية، رداً على الهجوم الذي تقوده أنقرة منذ نحو شهر ضد منطقة عفرين بشمال سوريا، بحسب بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أمس.
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، استهداف الأراضي التركية. ولم يصدر أي تعليق رسمي تركي على الحادثة.
ولم توضح «قوات سوريا الديمقراطية» أي تفاصيل حول العملية أو توقيتها. وأوردت وسائل إعلام تركية، السبت، أن جنديين وخمسة مقاتلين سوريين أصيبوا جراء قذيفة هاون استهدفت مركزاً لشرطة الحدود في منطقة قره خان في محافظة هاتاي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.