أكد المحامي الفلبيني خودي سابيو الذي يقف وراء دراسة تمهيدية بدأتها المحكمة الجنائية الدولية حول الحرب العنيفة التي يشنها الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي ضد المخدرات، أنه «يشعر بالخوف على حياته».
وقال المحامي البالغ من العمر 51 عاما: «إنني في حالة رعب دائم وأشعر بالخوف على حياتي. من الممكن جدا أن أسقط ضحية رصاصة»، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. ويوضح خودي سابيو الذي يؤكد أنه لا يملك أي وسائل وأنه متوار، أنه تلقى تهديدات بالقتل منذ أن قدم إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في أبريل (نيسان) 2017 للكشف عن ثماني حالات إعدام تعسفي في إطار الحرب على المخدرات التي تجري في الفلبين. ودفعت هذه الشكوى المحكمة الدولية إلى بدء «دراسة تمهيدية» تشكل المرحلة السابقة لبدء تحقيق في اتهامات بحدوث جريمة ضد الإنسانية.
ورد دوتيرتي بأن قوانين بلاده لا تمنع بوضوح القتل خارج إطار القضاء. وقال: «ليس هناك نص لعين واحد حول القتل خارج نطاق القانون. الأمر ليس معرفا في أي نص (في القانون) إذا كيف تتهموني الآن بارتكاب جريمة؟» وأكد دوتيرتي أنه لا يخضع لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية في هذه القضايا. وهدد في خطاب غاضب بالانسحاب من المحكمة.
ويطالب سابيو بتوقيف دوتيرتي. وقال إن «الطريقة الوحيدة لوقف عمليات القتل هي إصدار مذكرة توقيف واقتياده إلى لاهاي».
وكان دوتيرتي قد انتخب رئيسا في 2016 بناء على وعد بالقضاء على تهريب المخدرات، وهو متهم بتشجيع عمليات قتل عبر تصريحات نارية ووعود متكررة بالعفو عن رجال الشرطة الذين يتورطون في مثل هذه الأفعال. وتقول الشرطة إنها قتلت في عمليات للدفاع عن النفس 4021 شخصا يشتبه بتورطهم في تهريب المخدرات، لكن منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ومراقبين على الأرض يؤكدون أن عدد القتلى بلغ 12 ألف شخص.
وكان المحامي لفت الانتباه إليه في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 عندما وافق على تولي الدفاع عن إدغار ماتوباو الذي اعترف بارتكاب عمليات قتل في إطار «سرايا الموت» في دافاو. وصرح ماتوباو في جلسة استماع في مجلس الشيوخ أن هذه المجموعة المسلحة تقف وراء مقتل ألف شخص على الأقل في المدينة الواقعة في جنوب البلاد التي كان رودريغو دوتيرتي رئيس بلديتها. وقد قدمت شهادته كوثيقة لتدرسها المحكمة الجنائية الدولية. وقال خودي سابيو في الملف الذي قدمه إلى المحكمة الجنائية الدولية أن الحرب على المخدرات التي يشنها دوتيرتي ليست سوى «سرايا موت دافاو» على المستوى الوطني. وأوضح المحامي أن هذه الحملة «تستهدف مدنيين ضعفاء معظمهم فقراء ويعيشون في أحياء مهملة».
وردا على سؤال عن سلامة سابيو، قال الناطق باسم الرئاسة الفلبينية هاري روكي إن رودريغو دوتيرتي «ليست لديه نوايا سيئة» حيال المحامي. ورد خودي سابيو أن «هؤلاء الناس يتسمون بالمكر». ونفى العمل لحساب المعارضة، مؤكدا أنه ليست لديه أي دوافع سوى مبادئه.
وكان المتحدث باسم دوتيرتي أعلن في الثامن من فبراير (شباط) الحالي عن فتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقات في اتهامات ضده بجرائم ضد الإنسانية على خلفية حربه الدامية على المخدرات. وقال روكي إن مدعية المحكمة أبلغت مؤخرا سفارة الفلبين بفتح «تحقيق أولي». وأضاف: «بالطبع نعتبر هذا القرار مضيعة للوقت والموارد»، مؤكدا أن دوتيرتي يكتفي «باستخدام قانوني للقوة» في مواجهة التهديدات ضد الدولة والمواطنين.
محام قدّم شكوى دولية ضد رئيس الفلبين: أخشى على حياتي
قال إنه متوار وتلقى تهديدات منذ أن كشف لـ «لاهاي» عن حالات الإعدام التعسفية
محام قدّم شكوى دولية ضد رئيس الفلبين: أخشى على حياتي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة