اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين في الإسكندرية

الشرطة المصرية تفرق مظاهرة في الاسكندرية
الشرطة المصرية تفرق مظاهرة في الاسكندرية
TT

اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين في الإسكندرية

الشرطة المصرية تفرق مظاهرة في الاسكندرية
الشرطة المصرية تفرق مظاهرة في الاسكندرية

أصيب عدد من المتظاهرين ومجندين وتحطمت سيارتا شرطة، في اشتباكات لقوات الأمن مع متظاهرين أمام محكمة الإسكندرية أثناء انعقاد جلسة محاكمة المتهمين بقتل الشاب «خالد سعيد» بالإسكندرية قبل ثلاثة أعوام، وذلك قبل أن تتمكن قوات الأمن من تفريقهم باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وتعود وقائع القضية، التي يتهم فيها رجلا شرطة بقتل الشاب لدوافع سياسية، إلى يونيو (حزيران) 2010، وكانت من أسباب قيام مظاهرات 25 يناير من العام التالي. وقررت محكمة الجنايات تأجيل نظر القضية إلى جلسة يوم الأربعاء، كما أمرت المحكمة بالقبض على المتهمين، وهما رجلا شرطة سبق إدانتهما في المحكمة الأولى بالسجن سبع سنوات.
وقال بيان لوزارة الداخلية عن الأحداث التي وقعت في الإسكندرية، إن «150 من أعضاء (حركة 6 أبريل) قاموا بقطع الطريق والاعتداء على القوات بالسب والقذف»، وان الشرطة قامت بتفريقهم بالمياه والغاز المسيل للدموع، وجرى تسيير الحركة المرورية.
وأوضح مسؤول أمني أنه جرى تحذير المتجمعين ومطالبتهم بعدم إعاقة الطريق، إلا أنهم أصروا على موقفهم، فقامت القوات بالتعامل معهم وفقا للقانون وتفريقهم بالمياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، مشيرا إلى أنه جرت إعادة تسيير الحركة المرورية.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، نظم مئات النشطاء الحقوقيين وقفات احتجاجية بالقاهرة لرفض القانون، لكن قوات الشرطة قامت بفض معظمها بالقوة، واعتقلت العشرات منهم وجرى حبسهم احتياطيا على ذمة التحقيق.
كما قتل طالب بجامعة القاهرة في إحدى هذه المظاهرات، مما أثار حالة من الغضب.
ووقع عدد من القوى الثورية، منها «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين» و«شباب من أجل الإصلاح والحرية» و«الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية» و«جبهة طريق الثورة»، على بيان اليوم (الاثنين)، أكدوا فيه أن «النظام الحاكم يقوم الآن بتنفيذ مخطط متكامل الأركان لقتل الثورة وتأميم الحياة السياسية في البلاد، مستغلا في ذلك خوف الناس من العمليات الإرهابية وعدم الاستقرار».
وقرر ممثلو هذه الحركات تنظيم مظاهرة السبت المقبل بميدان «طلعت حرب» وسط القاهرة، للمطالبة بحظر المحاكمات العسكرية للمدنيين من دون استثناء، وإلغاء قانون التظاهر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.