وزير الدفاع اللبناني: لن نبادر بحرب مع إسرائيل... لكننا سندافع

TT

وزير الدفاع اللبناني: لن نبادر بحرب مع إسرائيل... لكننا سندافع

قال وزير الدفاع اللبناني، يعقوب الصراف، إن «لبنان لن يقوم بحرب مع إسرائيل، لكنه سيدافع عن كامل سيادته، ونحن على أتم الاستعداد للدفاع عن أرضنا»، مؤكداً على «موقف لبنان المتمسك بثروته النفطية».
وخلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، شدّد الصراف على «وقوف لبنان إلى جانب الدول العربية»، وإيمانه بأن «التضامن العربي يشكل الوسيلة الأقوى لحماية دولنا، وللخروج من أزماتنا، ووضع حد للحروب، والعبور بدولنا إلى شاطئ الأمن والأمان».
من ناحيته، أكد أبو الغيط رفضه «لأية محاولة من جانب إسرائيل لخلق المشكلات، والتعدي على الحقوق اللبنانية، سواء فيما يتعلق بالمياه الإقليمية اللبنانية أو ما تقوم به إسرائيل من بناء للجدار داخل الأراضي اللبنانية، بما يشكل انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية».
وجدّد الصراف من ميونيخ «موقف لبنان المتمسك بثروته النفطية»، شارحاً للأمين العام ما تقوم به إسرائيل من محاولات لوضع اليد على الثروة اللبنانية، والإجراءات التي يقوم بها لبنان في المقابل، في سبيل حماية حقوقه، وأضاف: «لبنان متمسك بحقوقه، ولن يتنازل عنها مهما حصل»، لافتاً كذلك إلى أن «لبنان كله متوحد حول هذه القضية، ويقف خلف جيشه ومؤسساته»، ودعا في المقابل إلى «أوسع تضامن عربي مع ما يتعرض له لبنان من محاولات إسرائيلية للسيطرة على حقوقه، والضغط عليها لإلزامها بالانصياع لقرارات الشرعية الدولية».
وقد تطرق اللقاء بين الصراف والأمين العام إلى مؤتمر روما، الذي من المقرر أن ينعقد الشهر المقبل لمساعدة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، وكان تأكيداً على «أهمية الخروج بنتائج مهمة فيما يخص دعم الجيش». كما كان تشديداً على أهمية الحضور العربي في المؤتمر، ووجوب تضافر الجهود في سبيل إنجاحه.
ومع تمسك المسؤولين في لبنان بموقفهم الرافض للتنازل عن حقوقه البحرية والبرية، تأخذ الوساطة الأميركية لمنع المواجهة بين تل أبيب وبيروت دوراً أساسياً في النزاع المستجد، على خلفية الادعاءات الإسرائيلية بامتلاكها ما يعرف بـ«البلوك النفطي رقم 9». وبعدما رفض لبنان اقتراح ما يعرف بـ«خط هوف»، الذي طرحه كل من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، ومساعده لشؤون الشرق الأوسط السفير دايفيد ساترفيلد، ينتظر نتائج المباحثات التي سيقوم بها الأخير في إسرائيل، بعدما غادر بيروت أول من أمس، حاملاً بعض الاقتراحات اللبنانية لإيجاد تسوية. وأهم هذه الاقتراحات، بحسب ما أشارت إليه معلومات لـ«الشرق الأوسط»، هي «انضمام ممثل أميركي إلى اللجنة الثلاثية التي تجتمع دورياً لبحث الحدود البرية، وتضم الجانبين اللبناني والإسرائيلي عبر وسيط من الأمم المتحدة، أو تشكيل لجنة رباعية سياسية مع مندوب للولايات المتحدة الأميركية، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي، أو العودة إلى خرائط قديمة موجودة لدى بريطانيا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.