انتقادات لوزير الداخلية البلجيكي بسبب تعليقه على ملف أمام القضاء

على خلفية ملف إطلاق النار على رجال الشرطة

TT

انتقادات لوزير الداخلية البلجيكي بسبب تعليقه على ملف أمام القضاء

تتواصل ردود الأفعال وحالة الجدل التي أثارتها مطالبة محامي صلاح عبد السلام ببراءته بسبب خطأ في الإجراءات، عبد السلام هو الناجي الوحيد من بين منفذي تفجيرات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.
وقال وزير الداخلية جان جامبون إنه لا يفهم طلب محامي صلاح عبد السلام بالبراءة، على أساس مشكلة إجرائية. وأضاف: «لا أفهم ذلك، المحامي موجود لضمان حصول المتهم على حكم صحيح، لكن أن يطلب ماري سيفن الآن تبرئته، هنا يذهب بعيداً جداً». وأضاف: «إذا ارتكبت أخطاء إجرائية، فقد يكون من الضروري بدء المحاكمة مرة أخرى، لكن هذا لا يمكن أن يؤدي إلى تبرئة صلاح عبد السلام».
وقد أثارت تلك التصريحات انتقادات من جانب عدد من المحامين والحقوقيين، ورد مكتب الوزير بالقول إن التصريحات لم يكن الغرض منها ممارسة أي ضغوط على القضاء، وإن الوزير من حقه أن يقول رأيه في رده على سؤال حول دور المحامي في المجتمع.
من جانبه، قال المحامي ماري سفين إن الوزير عليه أن يتذكر جيداً مبادئ الفصل بين السلطات، ولا يحق لمسؤول في منصب رسمي أن يعلق على قضية تنظر أمام القضاء، وهذا يعني وضع المحكمة والقاضي تحت ضغوط وهي تنظر في ملف صعب للغاية. وفي الإطار نفسه، وصلت تهديدات بالقتل إلى المحامي البلجيكي ماري سفين المكلف بالدفاع عن صلاح عبد السلام وجاءت التهديدات بعد وقت قصير من مرافعة سفين أمام محكمة بروكسل في ملف يحاكم فيه عبد السلام ومعه شخص آخر يدعى سفيان عياري، على خلفية إطلاق الرصاص على عناصر الشرطة البلجيكية، وخلال المرافعة طالب المحامي بإطلاق سراح موكله بسبب خطأ لغوي في الإجراءات الجنائية.
وقال المحامي البلجيكي إن التهديدات شملت أيضاً أطفاله. وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام في بروكسل، أنه تلقى عبر وسائل التواصل الاجتماعي كثيراً من التهديدات وشملت أطفاله، لدرجة أنه في خلال 24 ساعة فقط من المرافعة وصل إليه 40 رسالة عبر البريد الإلكتروني وتتضمن تهديدات، «ولكن مثل هذه الرسالة لن تجعلني أغير موقفي وأنا أستطيع أن أتعامل مع مثل هذه الأمور ولدي قدرة على التحمل»، وأشار إلى أنه لم يتقدم حتى الآن بشكوى قضائية، ولكنه يمكن أن يفعل ذلك في وقت لاحق عندما تصل الأمور إلى مرحلة أبعد مما عليه الآن، «وطبعاً لا أتمنى ذلك».
يأتي ذلك بعد أن قررت هيئة المحكمة الجنائية في بروكسل تأجيل جلسات محاكمة كل من صلاح عبد السلام، وسفيان عياري في هذا الملف إلى 29 مارس (آذار) المقبل. وقال رئيس المحكمة الابتدائية لوك هينارت للصحافيين بعد الجلسة التي انعقدت دون هيئة محلفين: «سيكون لدينا حكم في موعد أقصاه 29 أبريل (نيسان)». وأضاف أنه تم تحديد موعد الجلسة المقبلة في 29 مارس، ما يعطي القضاة شهراً لاتخاذ قرار، علماً أنه قد يصدر قبل ذلك الموعد. وانعقدت جلستان منذ الخامس من الشهر الحالي في ظل إجراءات أمنية مشددة واهتمام إعلامي. وتم تخصيص جلسة لسماع مرافعات جهات الادعاء الشخصي ومرافعات الدفاع. وحاول محامو الدفاع «إقناع» هيئة المحكمة بأن إطلاق النار جاء من قبل شخص واحد يدعى بلقايد، حيث أشاروا إلى أنه لم يكن بنية موكلهم القتل، بل «الهروب فقط من وجه رجال الشرطة لتفادي الاستجواب».كما فند ماري سفين، كلام جهة الادعاء العام حول الصفة الإرهابية لما فعله المتهمان، مشيراً إلى أن واقعة الاشتباك مع رجال الشرطة «لا تعد عملاً إرهابياً».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.