سقوط قذيفة أطلقت من سوريا على بلدة في هضبة الجولان

مقاتلو المعارضة يدخلون بلدة معلولا المسيحية

آثار الدمار الذي خلفه سقوط قذيفة من الاراضي السورية باتجاه هضبة الجولان المحتلة
آثار الدمار الذي خلفه سقوط قذيفة من الاراضي السورية باتجاه هضبة الجولان المحتلة
TT

سقوط قذيفة أطلقت من سوريا على بلدة في هضبة الجولان

آثار الدمار الذي خلفه سقوط قذيفة من الاراضي السورية باتجاه هضبة الجولان المحتلة
آثار الدمار الذي خلفه سقوط قذيفة من الاراضي السورية باتجاه هضبة الجولان المحتلة

قال الجيش الاسرائيلي انه أطلق النار باتجاه الاراضي السورية اليوم الاثنين بعد ان تعرض جنوده الى اطلاق نيران في منطقة مرتفعات الجولان المحتلة.
وجاء في بيان للجيش "اطلقت النيران من سوريا باتجاه جنود قوات الدفاع الاسرائيلية في وسط مرتفعات الجولان. وردت القوات باتجاه مصدر الخطر وتأكد حدوث اصابة". ولم تقع خسائر في الارواح بين الاسرائيليين.
وقال مصدر عسكري اسرائيلي، إن تبادل اطلاق النار القصير حدث قرب معبر القنيطرة الحدودي، وان الجنود الاسرائيليين قالوا إن جنديا سوريا فتح عليهم النار. كما ذكر المصدر ان الجيش ما زال يتحقق مما اذا كانت قواته هي المستهدفة.
وكانت قبل ساعات سقطت قذيفة مورتر سورية على قرية مجدل شمس التي يقطنها الدروز في الجولان المحتل قرب سياج أمني اسرائيلي. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر في الارواح.
وتكررت حوادث امتداد نيران الحرب الاهلية السورية الى منطقة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها الى اراضيها عام 1981 في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
وعلى الصعيد الميداني أحرز مقاتلو المعارضة السورية خلال الساعات الماضية تقدما داخل بلدة معلولا المسيحية في ريف دمشق، وسيطروا على القسم القديم منها بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ثلاثة ايام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المرصد في بريد الكتروني "سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب مقاتلة على القسم القديم من بلدة معلولا بعد اشتباكات مع القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني استمرت اياما". وأوضح ان السيطرة تمت ليلا وقد تخللتها معارك عنيفة بين الطرفين.
وذكر مصدر امني سوري في دمشق للوكالة أن مجموعات المعارضة المسلحة ألقت اطارات محشوة بالمتفجرات من التلال التي تتواجد فيها عند مرتفعات البلدة باتجاه مواقع القوات النظامية داخل البلدة، ما اضطر هذه القوات الى التراجع وتقدم مقاتلي المعارضة لوسط البدة.
واشار المرصد الى ان الاشتباكات مستمرة على الرغم من تراجع حدتها. وتمكنت المعارضة المسلحة من دخول معلولا للمرة الثانية السبت.
ويذكر ان البلدة شهدت جولة معارك في سبتمبر (ايلول)، نزح خلالها معظم السكان إثر دخول مقاتلي المعارضة الذين ما لبثوا ان خرجوا مجددا وعادت اليها قوات النظام.
وترافقت تلك الجولة مع موجة ذعر بين مسيحيي البلدة الذين قالوا ان مسلحين اطلقوا النار على الكنائس ووصفوهم بالكفار. ويأتي تجدد المعارك في معلولا وسط ضغط كبير تمارسه قوات النظام منذ أكثر من أسبوعين على مجموعات المعارضة المسلحة في منطقة القلمون التي تقع فيها معلولا.
امّا في محافظة القنيطرة (جنوب)، فتدور اشتباكات عنيفة منذ صباح اليوم على محور خان ارنبة - الصمدانية في منطقة الجولان، بحسب المرصد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.