تشديد على توحيد القرار الأمني والعسكري في المحافظات المحررة

TT

تشديد على توحيد القرار الأمني والعسكري في المحافظات المحررة

شددت الحكومة اليمنية أمس، في اجتماع استثنائي بمدينة عدن، على ضرورة استكمال تحرير المناطق التي ما زالت واقعة تحت سيطرة ميليشيا الانقلاب الحوثي، كما أكدت ضرورة توحيد القرارين الأمني والعسكري في المحافظات المحررة تحت مظلة وزارتي الداخلية والدفاع.
وناقش الاجتماع الحكومي الذي حضره محافظو أبين وعدن ولحج والضالع مجمل الأوضاع الأمنية والخدمية في المحافظات الأربع. وأكد ضرورة مضاعفة الجهود لاستتباب الأمن فيها ورفع مستوى الحيطة والحذر تحسبا لأي أعمال «إرهابية» تقلق سكينة المجتمع. وأشاد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر بالانتصارات التي يحققها الجيش الوطني في جبهات الساحل الغربي وعلى مشارف صنعاء في جبهة نهم لإنهاء الانقلاب على الشرعية الدستورية وإيقاف التمدد الإيراني في المنطقة.
ودانت الحكومة مسلسل الاغتيالات الذي طال في عدن عددا من أئمة المساجد وعناصر الجيش والأمن في الأشهر الماضية. وشدد على ملاحقة منفذي هذه العمليات التي كان آخرها أول من أمس عندما اغتال مسلحان مجهولان إمام مسجد الثوار في مديرية المعلا شوقي كمادي.
وشدد الاجتماع على ضرورة استكمال تحرير المناطق اليمنية من قبضة الميليشيات الحوثية. وأكد بحسب ما أوردته وكالة «سبأ» الحكومية، «ضرورة توحيد القرار العسكري والأمني، من خلال دمج جميع الوحدات العسكرية والأمنية تحت مظلتي وزارة الداخلية والدفاع».
ويشير التأكيد الحكومي على توحيد القرارين الأمني والعسكري إلى الازدواجية القائمة في القرار بين القوات الموالية للحكومة وبعض التشكيلات الأمنية والعسكرية التابعة للفصائل الجنوبية المعارضة في عدن وفي بعض المحافظات الأخرى المحررة.
واتخذ الاجتماع الحكومي قرارا يمنع تنفيذ أي مداهمات أمنية ما لم تستند إلى معلومات حقيقية وتحريات دقيقة وأخذ إذن مسبق من النيابة العامة، في حين استمع إلى تقرير مفصل من وزير الداخلية اللواء أحمد الميسري حول الوضع الأمني في العاصمة المؤقتة عدن.
وكانت المدينة شهدت مواجهات دامية نهاية الشهر الماضي بين ألوية الحماية الرئاسية الموالية للحكومة وقوات تابعة لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» قبل أن يتدخل التحالف العربي لحسم التصعيد العسكري بين الطرفين وإعادة الهدوء إلى المدينة بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات التي أدت إلى شل الحركة، وتسببت في مقتل وجرح نحو 300 شخص من المدنيين والعسكريين.
وأفادت وكالة «سبأ»، بأن المحافظين الأربعة الذين حضروا الاجتماع قدموا «جملة من القضايا المتعلقة بالجوانب الأمنية والخدمية في المحافظات الأربع، ومدى تقدم العمل في مختلف المجالات والمشاريع التنموية»، وأكدوا أنهم «يرفضون جميع دعوات العنف والفوضى ووقوفهم الدائم إلى جانب الشرعية».
على صعيد منفصل، داهمت قوات «النخبة الحضرمية» أمس، مواقع لتنظيم القاعدة في محافظة حضرموت (شرق) وأدت العملية إلى مقتل وجرح عدد من المتشددين الذين كانت القوات أجبرتهم على الفرار من مدن رئيسية في المحافظة بمساندة التحالف العربي قبل أكثر من عام.
وأفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، بأن قوات «النخبة» الحضرمية هاجمت مواقع التنظيم في منطقة وادي «عمد»، وخاضت اشتباكات معهم انتهت بطردهم من المنطقة وقتل عدد منهم وجرح آخرين.
ومن وقت لآخر يشن عناصر التنظيم في اليمن الذي ترى فيه واشنطن أخطر فرع لـ«القاعدة» في العالم، هجمات تستهدف الحواجز الأمنية والعسكرية، إلى جانب تنفيذ عمليات اغتيال تطال الجنود والضباط والمسؤولين المحليين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.