تحالف يقوده إخوان مصر يدعو لـ«انتفاضة كبرى» في الذكرى الأولى لعزل مرسي

نشطاء يتظاهرون الثلاثاء المقبل في محيط «التحرير» احتفالا بميلاد البرادعي

تحالف يقوده إخوان مصر يدعو لـ«انتفاضة كبرى» في الذكرى الأولى لعزل مرسي
TT

تحالف يقوده إخوان مصر يدعو لـ«انتفاضة كبرى» في الذكرى الأولى لعزل مرسي

تحالف يقوده إخوان مصر يدعو لـ«انتفاضة كبرى» في الذكرى الأولى لعزل مرسي

دعا تحالف تقوده جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى ما سماه «انتفاضة كبرى» ضد حكم الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي، في الذكرى الأولى لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للجماعة، لكن مجدي قرقر القيادي في التحالف قال لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «من غير الواقعي افتراض أن تلك الانتفاضة قادرة على إحداث تغيير في البلاد». وتأتي الدعوة في وقت تستعد فيه قوى شبابية للتظاهر بالقرب من ميدان التحرير في احتفالهم بميلاد الدكتور محمد البرادعي الذي يعتبرونه ملهما لثورتهم في 25 يناير (كانون الثاني) قبل ثلاث سنوات.
وفاز السيسي بالانتخابات الرئاسية التي جرت أواخر الشهر الماضي، بنسبة تجاوزت 96 في المائة، مما عزز شرعية توافق الجيش مع قوى سياسية ورموز دينية على عزل مرسي الذي شهدت نهاية حكمه مظاهرات حاشدة طالبته بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية بيانا أمس قال فيه إنه يتلقى أوامره من الشعب الثائر، ويعتبر الحشود (التي تظاهرت الجمعة الماضي) مقدمة ملهمة لانتفاضة الثالث من يوليو (تموز) المقبل.
وكان التحالف قد أصدر بيانا الخميس الماضي اعتمد فيه لغة أكثر حذرا تجاه التحرك الميداني عقب تولي السيسي مقاليد السلطة في البلاد. وقال مراقبون تحدثت معهم «الشرق الأوسط» أمس إن جماعة الإخوان سعت إلى توجيه رسالة إلى شركائها في التحالف بالحشد والتصعيد خلال الفترة المقبلة.
ووجه التحالف في بيانه الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه التحية لما وصفها بـ«حشود مليونية غير مسبوقة تقدمت بالثورة ميدانيا في مئات الفعاليات بأول جمعة بعد مسرحية التنصيب (في إشارة إلى احتفال البلاد بتولي السيسي السلطة رسميا)» على حد وصف البيان.
وقال القيادي في التحالف قرقر، وهو الأمين العام لحزب الاستقلال لـ«الشرق الأوسط» إنه «من غير الواقعي افتراض أن الانتفاضة التي ندعو إليها في الثالث من يوليو المقبل سوف تحدث التغيير، إننا نريد الحفاظ على الحراك الثوري، لتحقيق تراكم يسمح بالتغيير، وما نتمناه أن تحترم السلطات الدستور الذي يؤكد على الحق في التظاهر السلمي».
وتواصل جماعة الإخوان وحلفاؤها التظاهر منذ عزل مرسي الصيف الماضي، ورغم التراجع النسبي في عدد المشاركين في تلك المظاهرات فإن الجماعة أظهرت قدرة على التماسك في مواجهة الضربات الأمنية المتلاحقة، التي طالت صفوفها.
وقالت مصادر قريبة من جماعة الإخوان إن الجماعة تستعد للحشد في ذكرى عزل مرسي في محاولة للحد من تأثير مشهد تنصيب السيسي، الذي شارك فيه قادة عرب وأفارقة، وعده مراقبون تدشينا لما سمي «عودة هيبة الدولة»، بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية.
وتعتبر السلطات المصرية جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، مستندة إلى قرار حكومي صدر نهاية العام الماضي، وإلى حكم قضائي صدر في أواخر فبراير (شباط) الماضي أيضا.
ويحاكم معظم قادة الإخوان على ذمة قضايا جنائية، وصدر بحق مرشد الجماعة محمد بديع حكم غيابي بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث المنيا»، كما تستعد محكمة أخرى في محافظة القليوبية إلى إصدار حكم آخر بحقه الشهر الحالي.
ومع السعي للتأثير الميداني من خلال المظاهرات، بدأت قوى سياسية حليفة للإخوان تبني مبادرات سياسية بهدف توحيد القوى السياسية التي تحتج على سياسات النظام الحالي. وأعلنت قوى سياسية منخرطة في تحالف الإخوان انضمامها إلى مبادرة أطلقها الشهر الماضي ثلاث شخصيات سياسية بارزة، فيما سمي «إعلان القاهرة». ونشرت الصفحة الرسمية لحزب الوسط المتحالف مع الإخوان أمس ملحقا لإعلان القاهرة أطلق عليه «ميثاق الشرف الأخلاقي»، في محاولة لتفادي الانتقادات المتبادلة بين القوى الإسلامية والقوى المدنية المشاركة في ثورة 25 يناير.
ولم يعرض ميثاق الشرف على تحالف دعم الشرعية. وقال قرقر إنه «لم يطلع عليه»، مما عزز تكهنات بشأن تباين في وجهات النظر داخل التحالف الذي بدأ شباب ينتمون إلى جماعة الإخوان توجيه نقد لاذع لقادته.
وطالب ميثاق الشرف ممن سماهم «رفقاء الأمس في ثورة 25 يناير في الـ18 يوما» (التي انتهت بتخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011)، استلهام روح ميدان التحرير بعيدا عن التحيز للأفكار والجماعات والأحزاب، أو الانحباس في المواقف المسبقة. وأضاف قائلا: «من استبعد الآخرين فقد استبعد نفسه، ومن استوعب الآخرين فقد استوعب لوطنه».
وتابع: «نحن نرفض التكذيب والتخوين أو نسبة الغش وسرقة الثورة أو عقد الصفقات السرية أو عدم الشفافية أو الاستحواذ على السلطة أو المناكفة أو المكايدة السياسية أو انتهاج العنف أو تبريره، كل تلك الأمراض نرفضها، ونقاومها، ولا نسمح بها أسلوبا للتعامل بيننا».
ولا يزال من غير المعروف ما إذا كانت القوى السياسية المدنية التي تحتج على سياسات النظام الحالي يمكن أن تتحالف مجددا مع جماعة الإخوان أم لا، لكنها تواجه أيضا بحسب مراقبين ضغوطا في ظل أحكام بالسجن على مجموعة كبيرة من شباب شارك بقوة في ثورة 25 يناير، آخرهم الناشط السياسي علاء عبد الفتاح الذي صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 15 عاما لخرقه قانون التظاهر.
وبينما تسعى القوى الإسلامية في البلاد لاستعادة ثقة القوى المدنية، دعا مجموعة من شباب الثورة إلى الاحتفال بميلاد البرادعي الذي شغل منصب نائب الرئيس السابق، الثلاثاء المقبل بالقرب من ميدان التحرير تحت شعار «شكرا لمن جعلني أثور وأطلق صوتي».
ويمثل البرادعي لمعظم شباب الثورة مصدر إلهام. وشكلت عودته مطلع عام 2010 نقطة تحول في مسار التطورات السياسية والتي أفضت إلى إسقاط نظام مبارك مطلع العام التالي.
ومن غير المرجح أن تسفر التحركات السياسية والميدانية عن تغير عميق في المشهد السياسي الراهن بحسب مراقبين، خاصة في ضوء الشعبية التي يحظى بها السيسي لدى قطاعات عريضة من المصريين، لكن آخرين يعتقدون أن التوجهات الاقتصادية التي سيعتمدها السيسي خلال الفترة المقبلة ربما تحسم فرص وجود معارضة جادة لنظامه، من عدمه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.