مواقع التواصل الاجتماعي تقلق ساسة العراق... وتغويهم

«الدعوة» ألزم أعضاءه بتركها... وعلاوي اتهم «قوى مفلسة» باستهدافه

TT

مواقع التواصل الاجتماعي تقلق ساسة العراق... وتغويهم

أصدرت هيئة الانضباط الحزبي في حزب «الدعوة» الإسلامية الذي ينتمي إليه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ورئيس الوزراء حيدر العبادي «توجيها إلزاميا» لأعضائه يقضي بإغلاق أو ترك مواقع التواصل الاجتماعي التي يشرفون عليها أو يشتركون فيها.
وقال بيان أصدرته الهيئة، أمس: «لوحظ وجود عدة مجاميع «كروبات» مشتركة في شبكة التواصل الاجتماعي غير مأذونة من حزب الدعوة الإسلامية تناقش في الشؤون الخاصة للحزب، وما يتعلق بأفكاره وتنظيماته ومواقفه السياسية التي ينبغي أن تكون ضمن القنوات الحزبية الخاصة». وخلص البيان إلى أن ذلك النوع من النقاشات «يؤدي إلى تشنجات في العلاقات بين المشتركين»، وهدد الدعاة بـ«إجراءات صارمة بحق المخالفين» في حال عدم إغلاق تلك المجموعات أو الانسحاب منها فورا.
ويشير مصدر مقرب من «الدعوة» إلى أن «الإلزام» جاء على خلفية «نقاشات حادة بين الأجنحة المتصارعة داخل الحزب التي يمثلها المالكي - العبادي». ويؤكد المصدر الذي يفضّل عدم الإشارة إلى اسمه، أن «أغلب تلك المجاميع الإلكترونية التي يتواجد بها عناصر الدعوة مخترقة ويتواجد بها أشخاص من خارج الحزب الذين يقومون بدورهم بتمرير بعض المعلومات الحساسة المتعلقة بالحزب إلى وسائل إعلام أو مجاميع أخرى، لذلك صدرت الأوامر من هيئة الانضباط بإغلاقها».
وباتت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة المنصات التي تخشاها أغلب القوى السياسية العراقية من جهة، وتحظى باهتمامها من جهة أخرى، ذلك أنها تسعى إلى استثمارها في سياق الترويج والدعاية الإعلامية بهدف خدمة مصالحها السياسية، أو باتجاه النيل من خصومها السياسيين. وصارت الشخصيات والكتل السياسية تتعامل معها كوسيلة إعلام أساسية تعادل في أهميتها المنصات الإعلامية التقليدية، كالجرائد والمحطات التلفزيونية. حتى أن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي يحرص على دعوة «مدونين» يشرفون على صفحات خاصة في «فيسبوك» إلى المؤتمر الصحافي الذي يعقده يوم الثلاثاء من كل أسبوع.
ويبدو أن حملات التسقيط التي تخوضها ما بات يعرف بـ«الجيوش الإلكترونية» الممولة من أحزاب سياسية، أصابت نيرانها هذه المرة رئيس القائمة «الوطنية» إياد علاوي، بحيث اضطر مكتبه إلى إصدار بيان شديد اللهجة اتهم فيه «قوى مفلسة» لم يسمها، تقوم باستهداف «الرموز الوطنية» عن طريق بث الإشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون أدلة. وقال المكتب في بيان إن «بعض القوى المفلسة التي ارتضت أن تكون تبعاً لإرادات وأجندات دخيلة وأجهزة استخباراتية دأبت بين الحين والآخر إلى استهداف الرموز الوطنية ومحاولة النيل من مكانتها عن طريق بث الإشاعات وترويج الأكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون أدلة ووثائق وبراهين». وأضاف البيان، «مع اقتراب موعد الانتخابات تعمد تلك المواقع والصفحات المشبوهة لتصعيد هجماتها متخفية وراء أسماء وهمية لتؤكد تبعيتها وارتهانها لإرادة الخارج».
ورغم تأكيده «الطابع التسقيطي الذي يسبق الانتخابات العامة» للهجمة «الإلكترونية» التي تعرض لها نائب الرئيس إياد علاوي إلا أن نائبه في حزب «الوفاق» هاشم الحبوبي، يرى في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحملة ضد علاوي باعتباره زعيما سياسيا وشخصية عامة طبيعية في سياق التنافس غير النزيه، لكنها لن تحقق أهدافها على أي حال». ويعتقد الحبوبي أن «تجربة انتخابات 2014. التي تمكن فيها نشطاء ومدونون من المساهمة في حصول التيار المدني على 3 مقاعد لن تتكرر في هذه الدورة، مضيفا: «أعتقد أن تأثير مواقع التواصل سيتراجع هذه المرة». ويشرح ذلك قائلا: «حتى الآن لم يحدث سجلاته الانتخابية سوى نحو 50 في المائة من الناخبين، أتوقع أن أغلب النشطاء لم يحدّثوا سجلاتهم نتيجة الإحباط الذي أصابهم من العملية السياسية، وإذا لم يذهبوا إلى التصويت لأي جهة فلن يكون لهم التأثير المتوقع».
غير أن عددا غير قليل من المراقبين المحليين، يعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي سيكون لها التأثير الأبرز وغير المسبوق في الانتخابات المقبلة، ويتوقعون أن تكون تلك المنصات المكان المفضل للترويج للحملات والبرامج الانتخابية للكتل السياسية والمرشحين في الانتخابات النيابية المقررة في مايو (أيار) المقبل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.