الحكومة المغربية تفتح الباب أمام المواطنين لتقديم شكاواهم ضد الفساد والرشوة

حذرت من توظيفها للوشايات الكاذبة.. وهددت بمتابعة أصحابها

ويأتي سياق إعداد هذا المشروع بعد الارتقاء بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها إلى مؤسسة دستورية، حيث سيجري إلغاء العمل بالهيئة المركزية للوقاية من الرشوة المعمول بها قبل دستور 2011.
ويأتي سياق إعداد هذا المشروع بعد الارتقاء بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها إلى مؤسسة دستورية، حيث سيجري إلغاء العمل بالهيئة المركزية للوقاية من الرشوة المعمول بها قبل دستور 2011.
TT

الحكومة المغربية تفتح الباب أمام المواطنين لتقديم شكاواهم ضد الفساد والرشوة

ويأتي سياق إعداد هذا المشروع بعد الارتقاء بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها إلى مؤسسة دستورية، حيث سيجري إلغاء العمل بالهيئة المركزية للوقاية من الرشوة المعمول بها قبل دستور 2011.
ويأتي سياق إعداد هذا المشروع بعد الارتقاء بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها إلى مؤسسة دستورية، حيث سيجري إلغاء العمل بالهيئة المركزية للوقاية من الرشوة المعمول بها قبل دستور 2011.

تعتزم الحكومة المغربية تضييق الخناق على الفساد المالي في القطاعين العام والخاص، عبر فتح المجال أمام المواطنين لتقديم شكاواهم ضد الأشخاص أو الجهات التي تتهمها باستعمال الرشوة واستغلال النفوذ ونهب المال العام.

وأعدت الحكومة مشروع قانون يتعلق بتنظيم الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، وفتح الباب على مصراعيه أمام المواطنين والمسؤولين بتقديم شكاواهم للهيئة متى توفرت لهم معطيات مؤكدة ومضبوطة حول وقوع حالات فساد يتعين تبليغها إلى رئيس الهيئة.

وحذر المشروع الحكومي من توظيف الشكاوى للتبليغ عن وشايات كاذبة، وهدد بمتابعة أصحابها وفق الجرائم التي يحددها القانون الجنائي. كما حدد الشروط الواجب توفرها في شكاوى المواطنين ضد الفساد لقبولها من طرف الهيئة، مشددا على ضرورة إيداعها لدى الهيئة بصيغة مكتوبة ومذيلة بتوقيع للمشتكي، وتحمل معطيات مستفيضة حول صاحب الشكوى.

وتجنبا لادعاءات بالفساد غير موثقة، شدد المشروع على إرفاق الشكوى بالحجج والمستندات التي تثبت وجوده في القطاع العام أو الخاص، مع تحديد الشكاية للجهة أو الجهات، أو الشخص أو الأشخاص المتهمين بارتكاب الفساد.

وسمح المشروع للهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها باللجوء مباشرة للنيابة العامة في الحالات المستعجلة، التي تتوفر فيها على دلائل قاطعة بارتكاب جرائم الفساد المالي.

وتتألف الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها من رئاسة، ومجلس الهيئة، ومرصد خاص، يتابع مختلف مظاهر الفساد في الإدارات العمومية، ووفق المشروع القانون يعين العاهل المغربي الملك محمد السادس بمرسوم ملكي رئيس الهيئة وأمينها العام، وأربعة من أعضاء مجلس الهيئة، كما منح المشروع رئيس الحكومة حق تعيين أربعة أعضاء، فيما خول لرئيسي مجلسي البرلمان سلطة تعيين عضوين لكل واحد منهما.

ومنع المشروع إمكانية الجمع بين عضوية مجلس الهيئة والعضوية في مجلسي البرلمان أو المحكمة الدستورية أو العضوية في مجالس الحكامة أو ممارسة أي مهمة انتخابية.

وخول مشروع القانون للهيئة إبداء الرأي بشأن مشاريع القوانين والمراسيم ومقترحات القوانين المتعلقة بالوقاية من الفساد ومكافحته قبل عرضها على مسطرة المصادقة، وتمتيعها بصلاحيات ممارسة تحرياتها وتحقيقاتها من دون مواجهتها بالسر المهني، أو الامتناع عن التعاون معها. كما فرض على مسؤولي الإدارات العمومية موافاة الهيئة الوطنية بمآل آرائها وتوصياتها ومقترحاتها، وتعليل عدم الأخذ بها عند الاقتضاء.

وكلف مشروع القانون الهيئة بالمبادرة والتنسيق والإشراف وضمان تتبع تنفيذ سياسات محاربة الفساد، وتلقي ونشر المعلومات في المجال، والمساهمة في تخليق الحياة العامة، وكذا تلقي التبليغات والشكاوى والمعلومات المتعلقة بحالات الفساد ودراستها، والتأكد من حقيقة الأفعال التي تتضمنها وفق المسطرة المنصوص عليها.

وجعل المشروع من اختصاص الهيئة القيام بإجراء عمليات الرصد أو التحري اللازم بالنسبة للأشخاص الذاتيين أو المعنويين أو المؤسسات المعنية من أجل التأكد من حقيقة الوقائع والأفعال التي تصل إلى علمها. كما ألزم الهيئة بإعداد ورفع تقرير سنوي خاص إلى رئيس الحكومة، قصد اتخاذ التدابير اللازمة لمنع كل سلوك إداري قد يعرقل اضطلاع الهيئة الوطنية بمهامها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.