كشف المهندس فيصل بافرط، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه السعودية، أن الهيئة تعمل على أن يكون قطاع الترفيه في المملكة نقطة جذب سياحي، في الوقت الذي شهدت فيه بعض الفعاليات نسبة 20 في المائة حضوراً من الدول المجاورة.
وبين بافرط أنه تم تخصيص فعاليات في المنطقة الشرقية من البلاد لجذب السياح الخليجيين لقربها من دولهم، موضحاً أن الهيئة تأخذ ذلك بعين الاعتبار عند التجهيز لتلك الفعاليات، متوقعاً نمو عدد الفعاليات خلال العام الحالي عما شهده عام 2017، الذي نظمت خلاله ما يقارب 2200 فعالية في مختلف مناطق البلاد.
وأشار الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» في القمة العالمية للحكومات، إلى أنه منذ منتصف عام 2016 وبداية عام 2017 كان التركيز على وضع الاستراتيجيات في كل القطاعات الفرعية للترفيه، عبر تغير مفهوم الترفيه في المجتمع السعودي الذي كان ينحصر على المطاعم والتسوق، في الوقت الذي توجه فيه الفرد في البلاد إلى مبادرات وفعاليات أكثر من ذلك.
وقال إن «الفعاليات لا تقتصر على الفعاليات الحية والمسارح، بل ستتعدى إلى وجود مدن الملاهي والمسارح والرياضات والألعاب الإلكترونية، لكون فروع الترفيه كثيرة، حيث بدأ تفعيل هذه الاستراتيجيات من خلال ما يلاحظ من زيادة وتيرة تنظيم الفعاليات»، مشيراً إلى زيادة أعداد المسرحيات والمهرجانات.
وأوضح بافرط: «حاولنا ألا نركز على شيء واحد فقط، بل أن تكون الفعاليات بشكل أعم، عبر خطة عمل أسفرت عن تنفيذ مبادرات بشكل سريع، فيما سيتم العمل على فعاليات ومبادرات بشكل أكبر كمدن الملاهي، والتي تأخذ من 3 إلى 4 سنوات».
وكشف المهندس بافرط أنه خلال 10 أيام سيتم الإعلان عن فعاليات العام الحالي 2018، إضافة إلى القطاعات التي سيتم التركيز عليها، موضحاً أن أبرز التحديات التي تواجهها الهيئة تتمثل في كيفية مواكبة ومواءمة تطلعات الجمهور كون تطلعاتهم دائماً ما تكون أعلى مما يتم تقديمه، فيما يتضمن التحدي الثاني كيفية تقديم فعاليات بمستوى عالمي وبشكل جيد وتتوافق مع العادات والتقاليد في البلاد.
وحول تقبل المجتمع فعاليات الهيئة، قال الرئيس التنفيذي لهيئة الترفيه السعودية: «في البداية لم يكن هناك حماس حيال الفعاليات، ولكن وجدنا نسبة كبيرة من المجتمع في الوقت الحالي لديهم تفاعل بشكل كبير، حتى وصل الأمر إلى أن كثيراً من الأفراد يشجعون الفعاليات ويشجعون أداء الهيئة، في حين وجدنا في آخر إحصائية أن نسبة كبيرة جداً من المجتمع تؤيد هيئة الترفيه».
وعن المؤسسات والشركات المحلية التي تعمل مع الهيئة على الفعاليات ومدى نجاح تنفيذها للفعاليات، قال المهندس بافرط: «نحن راضون عن أداء تلك المؤسسات عطفاً على عمرها، ونطمح لتحسين أدائها، كون بدايتهم انطلقت منذ سنة ونصف السنة، فيما نرغب أن تتنافس تلك المؤسسات والشركات إقليمياً وعالمياً».
وحول الجدل الذي صاحب بعض الفعاليات التي تم تنظيمها خلال الفترة الماضية، قال: «هناك خلط عند بعض الأفراد بوضع كامل اللوم على هيئة الترفيه، والهيئة في النهاية هي جهاز منظم ومشرع، أي شخص يتقدم للهيئة وهو مستوفٍ للأوراق ولا يوجد عليه أي ملاحظات أو جدل على الفعالية التي يقدمها يتم الترخيص له، وقد يحدث شيء في الفعالية نفسها، فيقع وقتها اللوم على هيئة الترفيه ولا يلام منظم الفعالية، مع أن الهيئة ليست منظمة للفعاليات».
وكان بافرط قد شارك في جلسة خلال الدورة الثانية للحوار العالمي للسعادة، المنتدى البارز المصاحب لفعاليات الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات، حيث شدد على أهمية أن توجه الدول إلى إنشاء هيئات تعنى بصياغة سياسات السعادة، معتبراً أن الحوار العالمي للسعادة يتخذ أهمية خاصة عندما يعقد في الإمارات التي كانت سباقة في استحداث منصب وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة.
وقال إن الهيئة العامة للترفيه جزء من رؤية المملكة 2030 التي ترتكز على 3 محاور رئيسية، هي: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ودولة طموحة. كما أوضح أن الهيئة تراعي 3 أبعاد رئيسية في عملها، أولها تعزيز مكانة السعودية الدينية لدى العالم الإسلامي، وأهمية تنويع قطاعاتها الاقتصادية، وأن تكون حلقة وصل بين القارات الثلاث؛ آسيا وأفريقيا وأوروبا.
أما عن أهداف الهيئة الاستراتيجية فيما يتعلق بالداخل السعودي، فقال: «نهدف إلى بناء قطاع ترفيهي يناسب كل الفئات ومستويات الدخل، بحيث لا يبقى الترفيه مقتصراً على الأغنياء فقط، كما نهدف إلى بناء قطاع ترفيهي شامل من الفنون والثقافة والرياضة وغيرها للارتقاء بجودة حياة السعوديين وتنمية ثقافتهم ومواهبهم ورعايتها، إلى جانب تعزيز العلاقات بين فئات السعوديين في إطار اجتماعي فاعل». كما تحدث بافرط عن خطة الهيئة «الهادفة إلى زيادة عدد الفعاليات السنوية، بحيث تصبح بمعدل فعالية واحدة في الأسبوع على الأقل».
وأشار بافرط إلى الدور الاقتصادي الكبير الذي سيلعبه قطاع الترفيه في البلاد على المدى البعيد، خصوصاً في تحويل أموال السعوديين الذين يسافرون للخارج بقصد الترفيه إلى الداخل ليتم استثمارها والاستفادة من عائداتها في تنشيط الاقتصاد وتوسيع الفرص للوظائف، وقال: «إننا نسعى لأن تكون المملكة على خريطة الترفيه العالمي، وأن يستقطب هذا القطاع مزيداً من الزوار والاستثمارات في كل عام».
وفي معرض رده على أسئلة الحضور، شدد بافرط على دور الهيئة في تهيئة المناخ للشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع الترفيه، وعلى أهمية هذه الشركات في تعزيز بنية الاقتصاد السعودي. وأكد أن الهيئة قد أنهت غالبية التحضيرات لافتتاح صالات السينما في السعودية، وأن الافتتاح سيتم هذا العام، وأنه يتوقع أن يمثل حدث افتتاح السينما نقلة نوعية في مسيرة الترفيه السعودية.
ونوه بافرط بأن الهيئة تراعي مستوى الجهوزية الثقافية لدى الجمهور السعودي عند إقرارها للعروض الترفيهية، مشيراً إلى خصوصية المجتمع السعودي في هذه الناحية، ومؤكداً أهمية العمل باستمرار من أجل تغيير المفاهيم السائدة لصالح الفعاليات الترفيهية والتثقيفية والرياضية مع الاحتفاظ بالقيم الأصيلة التي شكلت جوهر الثقافة السعودية.
الرئيس التنفيذي لهيئة الترفيه السعودية: نعمل على تحويل القطاع لنقطة جذب سياحي
أكد لـ«الشرق الأوسط» تنظيم 2200 فعالية خلال العام الماضي
الرئيس التنفيذي لهيئة الترفيه السعودية: نعمل على تحويل القطاع لنقطة جذب سياحي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة