سواء بالكلمات عن طريق الشعر والهدايا والزهور، عُرف قدماء المصريين بأنهم شعب محبٌ للرومانسية، مولع بالطبيعة، يجيد التعبير عن مشاعره الجياشة للمحبوب.
ورصدت دراسة مصرية حديثة، صدرت بمناسبة احتفالات المصريين بعيد الحب في شهر فبراير (شباط) من كل عام، أن مصر القديمة، جعلت للحب مواسم، يبوح فيها المحبون بمشاعرهم تجاه من يحبون، وتجاه أزواجهم وزوجاتهم، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وقالت الدراسة الصادرة عن مركز الأقصر لدراسات وحقوق المرأة، بحزب الشعب الجمهوري: إن جدران المقابر، التي تعرف بمقابر النبلاء في غرب مدينة الأقصر، تمتلئ بعشرات اللوحات الفنية، التي رسمها فنانو مصر القديمة، لتؤرخ وتوثق لتفاصيل من أعظم قصص العشق في التاريخ.
وتحكي كيف أجادت كل أطياف المجتمع الفرعوني في التعبير عن الحب، وكيف كانت تميل إلى الرومانسية، وإلى لقاء الأحبة وسط الطبيعة الساحرة، على ضفاف نهر النيل الخالد، قبيل آلاف السنين.
وتشير الدراسة إلى خروج المواطنين البسطاء من شعب مصر القديمة، مثل العمال وصائدي الأسماك وغيرهم من الحرفيين، في أيام محددة في العام، فيما يعرف بمواسم الحب، فيصطحبون زوجاتهم في رحلات للصيد ورحلات للتنزه يكونون فيها أكثر قرباً من المحبوب، وأكثر قدرة عن التعبير عن مشاعرهم.
وكانت هناك مواسم سنوية لأولئك الذين لم يكونوا قد تزوجوا، يستطيع فيها كل منهم التعبير عن حبه وعشقه للآخر، فيما كان يعرف بمواسم الخطبة والزواج.
وتعتبر أعياد «بوباسطة» من مواسم الحب في مصر القديمة، ومناسبة للتعبير عن مشاعر الحب، وإتمام مراسم الخطبة والزواج، حيث كان يتجمع فيها مئات الآلاف من كل أطياف الشعب في مصر القديمة.
وكانت أعياد «الأوبت» بمثابة موسم للحب والزواج، وأعياد مدن أبيدوس، حيث يحج إليها الآلاف، وأعياد مدينتي دندرة وإدفو، حيث موسم انتقال الربة حتحور من دندرة إلى مدينة إدفو للقاء زوجها حورس.
وكان لقاء الزوج الإله، والزوجة الربة، مناسبة لإقامة أعياد واحتفالات ضخمة، يخرج فيها الناس للساحات والمعابد، وجانبي نهر النيل للاحتفال والتعارف والزواج.
ومن أشهر تلك الاحتفالات، الاحتفال بانتقال الإله آمون من معبده في الكرنك، للقاء زوجته «موت» في معبد الأقصر، وانتقال الربة حتحور للقاء زوجها في معبد إدفو. وكان الاثنان ينتقلان لقضاء شهر عسل بصحبة المحبوب، ومن هنا صارت المناسبتان، من مواسم الحب والخطبة والزواج لدى قدماء المصريين.
ومن المعروف أن مصر القديمة، اشتهرت بالكثير من قصص الحب التاريخية، التي ربطت بين قلوب المحبين، دون النظر لمكانة كلٍ منهم، فلم يكن الحب يعرف حدوداً للطبقات الاجتماعية، مثل ارتباط الملك أمنحتب الثالث، وهو من أعظم ملوك مصر القديمة، بقصة حب مع امرأة من عامة الشعب، هي الملكة «تي» التي تزوج بها وشاركته في مقاليد الحكم بالبلاد.
وهناك المهندس «سننموت»، ابن مدينة أرمنت، في جنوب الأقصر، والذي ارتبط بقصة حب مع الملكة حتشبسوت، ومنحته حالة العشق التي ربطت قلبه بحتشبسوت، حالة إبداعية تجذب أنظار علماء الهندسة والعمارة حتى اليوم؛ إذ أقام «سننموت» أعظم معبد لمعشوقته حتشبسوت، هو معبد الدير البحري، المنحوت في صخور جبل القرنة، غرب مدينة الأقصر، ويعد من أجمل المعابد الفرعونية.
وهناك قصص الحب الشهيرة التي جمعت بين زوجين تجري في عروقهما الدماء الملكية، مثل الملكة نفرتاري، وزوجها الملك رمسيس الثاني، الذي شيد لها واحدة من أروع المقابر الفرعونية، في منطقة وادي الملكات غرب الأقصر، بجانب المعبد الذي شيده لها بجوار معبده الشهير في مدينة أبو سمبل، جنوبي أسوان.
قدماء المصريين عبّروا عن الحب بالشعر والهدايا والزهور
رومانسيون أجادوا الإفصاح عن مشاعرهم
قدماء المصريين عبّروا عن الحب بالشعر والهدايا والزهور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة