«هيئة التفاوض» المعارضة تبحث الانتقال السياسي ومخرجات «سوتشي»

نصر الحريري رئيس الهيئة.
نصر الحريري رئيس الهيئة.
TT

«هيئة التفاوض» المعارضة تبحث الانتقال السياسي ومخرجات «سوتشي»

نصر الحريري رئيس الهيئة.
نصر الحريري رئيس الهيئة.

عقدت «هيئة التفاوض السورية» المعارضة، أمس (السبت)، اجتماعها الدوري في العاصمة السعودية، الرياض، برئاسة نصر الحريري رئيس الهيئة، وبحضور كامل أعضاء الهيئة. وحسب الدكتور يحيى العريضي المتحدث الرسمي باسم الهيئة، فإن الاجتماع ناقش التطورات الميدانية، ومستجدات العملية السياسية، ومسار المفاوضات الجارية تحت مظلة الأمم المتحدة، ومخرجات مؤتمر سوتشي، ومدى توافقها مع توصيات «جنيف 1» والقرار الدولي 2254.
وأضاف العريضي لـ«الشرق الأوسط»، أن الاجتماع ناقش إعطاء الصلاحيات الكاملة للمبعوث الدولي، لتشكيل اللجنة الدستورية. كما تضمن جدول أعمال الاجتماع العديد من النقاط المهمة التي تتناول التصعيد العسكري للنظام في مختلف مناطق سوريا وبشكل خاص الغوطة الشرقية وإدلب وريفها، واستخدام النظام السوري الأسلحة المحرَّمة دولياً، وما ترتب على ذلك من تفاقم الوضع الميداني الذي أصبح كارثة إنسانية تستدعي وقفة دولية لوضع حد لتجاوزات النظام المستمرة وخروجه على قرارات المجتمع الدولي في ظل دعم حلفائه. كما سيناقش أعضاء الهيئة الوضع الداخلي للجان الهيئة، والتنسيق بين مكونات الهيئة، وكذلك الجهود المبذولة في التواصل مع الداخل بكل أطيافه للوصول إلى رؤية موحدة تساعد الهيئة في تحقيق طموحات الشعب السوري من العملية السياسية.
وناقش أعضاء الهيئة ضمن جدول الأعمال أيضاً إقرار النظام الداخلي للهيئة، وتطوير عمل اللجان، ومناقشة التقارير المرفوعة منها، وكذلك التحضيرات لجولات المفاوضات المقبلة على ضوء تقييم نتائج الجولات السابقة.
وبيّن العريضي أن الاجتماع بحث التطورات الميدانية في الغوطة وإدلب، والدور الروسي الذي أكد أنه يتمثل في إنقاذ النظام السوري بالشق العسكري والسياسي، موضحاً أنه لا توجد نقاط اختلاف جدية حدثت في الاجتماع، على أن يتم استكمال الاجتماع اليوم (الأحد). وأضاف: «نأمل أن يضع كل أطراف الهيئة معاناة الشعب السوري أولاً، وأن يكون الولاء الأساسي لسوريا لا لأي جهة أخرى». وحول التطورات السياسية ما بعد مؤتمر سوتشي قال العريضي إن هناك مخرجات المؤتمر وُضعت بيد الأمم المتحدة، وهذا أمر مهم، وكل ما حدث في سوتشي عبارة عن جمهرة ليست معبّرة عن الشعب السوري الذي يطمح لمستقبل أكبر.
يشار إلى أن الهيئة منذ تأسيسها في نهاية العام الماضي بعد اجتماع «الرياض 2» الموسع للمعارضة السورية، دأبت على التواصل والتنسيق مع الدول الفاعلة في الملف السوري لتنشيط العملية السياسية، والوصول إلى تحرك دولي فعال، بدعم من المجموعة العربية لوقف نزيف الدم السوري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.