تونس: رئاستا الحكومة وهيئة الانتخابات تواجهان تهديدات بإضراب الموظفين عن العمل

TT

تونس: رئاستا الحكومة وهيئة الانتخابات تواجهان تهديدات بإضراب الموظفين عن العمل

تواجه رئاسة الحكومة التونسية ورئاسة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات موجة احتجاجات داخلية وتهديدات بتنفيذ إضرابات عن العمل نتيجة توتر العلاقات مع الأطراف النقابية. وفي وقت تدخل الاتحاد العام التونسي للشغل (كبرى نقابات العمال في تونس) لفض اعتصام بالمقر الرئيسي لهيئة الانتخابات، واصل موظفون وأعوان في رئاسة الحكومة تهديداتهم بالدخول في إضراب عن العمل يوم الخميس المقبل.
وفي هذا الشأن، قال أيمن الديماسي ممثل النّقابة الأساسية لأعوان وإطارات رئاسة الحكومة، في تصريح إعلامي، إن الطرف الإداري برئاسة الحكومة يرفض التحاور، وهو ما اعتبرته النقابة مساً بحق العمل النقابي الذي يكفله الدّستور التونسي. وأكد الديماسي أن من بين المطالب التي يرفض الطرف الإداري مناقشتها تشكيل لجان إصلاح قطاعية تكون النقابة شريكاً فاعلاً فيها، وهدفها إصلاح مختلف المجالات الإدارية، وضرورة مراجعة التسميات في الخطط الوظيفية، بالإضافة إلى تسوية «الوضعية المزرية» للعمال من الناحيتين الاجتماعية والمادية.
وفيما يتعلق بمطالب إطارات وأعوان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أكد عادل البرينصي عضو الهيئة لـ«الشرق الأوسط» أن المفاوضات ستعقد بين أعضاء الهيئة الانتخابات والاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) يومي الأربعاء والخميس. وأشار إلى اقتناع الطرفين بضرورة فتح قنوات الحوار للمحافظة على المسار الانتخابي وإجراء الانتخابات البلدية المبرمجة في السادس من مايو (أيار) المقبل «في موعدها المحدد». وقال البرينصي إن هيئة الانتخابات تدعو «الجميع إلى تغليب مصلحة الهيئة على المصالح الشخصية والعمل على إنجاح الانتخابات البلدية والمسار الديمقراطي ككل».
وفي انتظار عقد جلسة تفاوضية بين هيئة الانتخابات وممثلين عن اتحاد الشغل، اتفق الطرفان مبدئياً على إرجاع ثلاثة أعوان تم طردهم من العمل. وتعهد محمد التليلي المنصري، رئيس هيئة الانتخابات، بتفعيل الفصل 123 من النظام الأساسي الصادر في سبتمبر (أيلول) 2016 الذي يقضي بإدماج كل الأعوان المباشرين في الهيئة المستقلة للانتخابات من 2011 إلى سبتمبر 2016.
وكان عدد من إطارات وأعوان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات دخلوا في اعتصام مفتوح بالمقر المركزي للهيئة منذ يوم 30 يناير (كانون الثاني) الماضي، للمطالبة بالتراجع عن طرد ثلاثة موظفين من الإدارة المركزية، وتسوية وضع جميع أعوان وإطارات الهيئة، وحذف صفة «متربص» من شهادات العمل وبطاقات خلاص الأجور، والإسراع بانتداب أعوان الخدمات.
على صعيد آخر، عبّرت المنظمة التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات (عتيد)، وهي منظمة حقوقية تونسية مستقلة، عن تخوفها من «الاستغلال السياسي» لذوي الإعاقة في تشكيل القوائم الانتخابية المتعلقة بالانتخابات البلدية في مايو المقبل. وانتقدت ليلى الشرايبي، عضوة هذه المنظمة، أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خلال المحطات الانتخابية الماضية، وقالت إنها لم تترجم القانون الانتخابي ودليل الانتخابات إلى لغة «برايل» (كي يتمكن الضرير من الاطلاع على فحواهما)، ولم تعمل على تنفيذ تسجيلات صوتية أو تلفزيونية تحمل لغة الإشارات الخاصة بأصحاب الإعاقة.
وتأتي هذه الانتقادات على ضوء إلزام القانون الانتخابي كل القوائم الانتخابية المرشحة لخوض الانتخابات البلدية المقبلة سواء أكانت ممثلة لأحزاب سياسية أو ائتلافية أو مستقلة بضرورة ترشح شخص حامل للإعاقة ضمن المرشحين.
وتجد الأحزاب السياسية، خاصة التي مارست الحكم منذ سنة 2011 صعوبات في إقناع أصحاب الإعاقة بالانضمام إلى قوائمها، نتيجة اتهام المعوقين للأحزاب بعدم توفير مرافقين لهم خلال السنوات الماضية وعدم ترجمة البرامج الانتخابية استجابة لخصوصيات تلك الفئة الاجتماعية. واعتبر عدد من القيادات السياسية شرط مشاركة معاق من بين عشرة مرشحين في القائمة الانتخابية «شرطاً تعجيزياً» غايته انتخابية ستستفيد منه الأحزاب الكبرى على حساب الأحزاب الصغيرة المحدودة الانتشار والإمكانيات.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».