أول اجتماع أمني في عدن يتعهد تعويض قتلى المواجهات

المؤسسات الحكومية والمدارس استأنفت نشاطها

جانب من الاجتماع الأمني الذي عقد برئاسة وزير الداخلية اليمني في عدن أمس (سبأ)
جانب من الاجتماع الأمني الذي عقد برئاسة وزير الداخلية اليمني في عدن أمس (سبأ)
TT

أول اجتماع أمني في عدن يتعهد تعويض قتلى المواجهات

جانب من الاجتماع الأمني الذي عقد برئاسة وزير الداخلية اليمني في عدن أمس (سبأ)
جانب من الاجتماع الأمني الذي عقد برئاسة وزير الداخلية اليمني في عدن أمس (سبأ)

استأنفت المؤسسات الحكومية والمدارس أمس، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أعمالها في شكل اعتيادي تجاوزت معه المدينة آثار القلق الذي تسببت فيه الأزمة المسلحة التي اندلعت الأسبوع الماضي، قبل أن يتدخل التحالف بقيادة السعودية لإطفاء فتيلها وإعادة الاستقرار إلى المدينة.
وعقد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، أول اجتماع له بالقيادات الأمنية في المدينة بعد عودة الهدوء إليها، وأمر بصرف مليوني ريال (الدولار= نحو 450 ريالاً) لأسرة كل قتيل من رجال الأمن سقط خلال المواجهات إضافة إلى التكفل بعلاج الجرحى.
وجاء استئناف نشاط المؤسسات بناء على توجيه سابق لرئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، الموجود مع عدد كبير من وزرائه في المدينة للإشراف على عملية تطبيع الأوضاع، ومعالجة الآثار التي نجمت عن المواجهات المسلحة والتي أوقعت 28 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، طبقاً لإحصاء حكومي.
وفتحت المدارس أبوابها أمام آلاف التلاميذ الذين توجهوا إليها بعد انقطاع دام نحو أسبوع، في حين عادت مختلف المؤسسات الخاصة للعمل بما فيها المصارف والمحلات التجارية، وسادت في الشوارع الرئيسية للمدينة الحركة المرورية المعتادة.
وتطرق الاجتماع الذي عقده الميسري بحضور نائبه علي ناصر لخشع، إلى ما رافق الأحداث التي شهدتها عدن من إخلال بالأمن العام والسكينة العامة للمجتمع، وأفادت وكالة «سبأ» الحكومية بأن الاجتماع أشاد «بتصدي وإفشال القوات المسلحة والأجهزة الأمنية للفتنة، وثمن الموقف الحازم للأشقاء في التحالف، الذي أكد على التمسك وحماية الشرعية الدستورية».
وأعلن وزير الداخلية اليمني اعتماد مبلغ مليوني ريال لأسر من وصفهم بـ«شهداء الواجب في الدفاع عن الشرعية» وكذا تكفل الوزارة بعلاج الجرحى، كما أعرب عن الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، نظير موقفه الداعم للشرعية الدستورية وعدم السماح لمن يحاول النيل منها من تحقيق مراده.
وشدد الوزير اليمني على ضرورة تكاتف جهود الجميع في وزارة الداخلية لتثبيت الأمن والاستقرار في ربوع عدن وجميع المحافظات المحررة، وقال إن «على الجميع السير في تنفيذ الخطة التي أعدت لعام 2018، بكل جد وفاعلية، لتتمكن الوزارة من استعادة دورها الكامل في الجانب الأمني».
وطلب الميسري من وكلائه في الوزارة «إعداد تقرير تقييمي للأحداث التي شهدتها عدن، ورفع التقرير إليه لاتخاذ الإجراءات القانونية الأمنية، تعزيزاً لمبدأ الثواب والعقاب»، بحسب ما أوردته وكالة «سبأ».
في غضون ذلك، أفادت مصادر مصرفية يمنية بوصول دفعة جديدة من العملية اليمنية المطبوعة في روسيا الاتحادية بناء على طلب الحكومة، إلى ميناء عدن أمس، في سياق المعالجات التي لجأ إليها البنك المركزي لمواجهة شح السيولة النقدية الناجم عن استيلاء ميليشيات الحوثي الانقلابية على الاحتياطي النقدي للبنك واستنزاف المخزون لديه من العملة المحلية.
وقدرت المصادر أن الشحنة الجديدة الواصلة من العملة تبلغ نحو 30 مليار ريال يمني، وقالت إنه تم نقلها من الميناء إلى مبنى البنك المركزي تحت حراسة مشددة، حيث يرجح أنها ستصرف رواتب لمنتسبي الجيش وموظفي القطاع الحكومي المدني تنفيذاً لتوجيه بن دغر الأخير.
إلى ذلك، أمر رئيس الحكومة اليمنية باستكمال صرف مستحقات الطلبة اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج، وتداول الناشطون اليمنيون صوراً من التوجيه الحكومي إلى الملحقيات الثقافية في السفارات اليمنية بصرف المستحقات طبقاً للكشوف المعتمدة من وزارة المالية والتحذير من أي خصم أو اقتطاع منها.
وأدى التصعيد الاحتجاجي الذي دعا إليه «المجلس الانتقالي الجنوبي» قبل أسبوع، إلى تطور الخلاف مع الحكومة الشرعية وتحوله إلى مواجهات مسلحة بين ألوية الحماية الرئاسية من جهة، وقوات أخرى موالية للمجلس الذي ينتقد الحكومة ويطالب بإقالتها من جهة أخرى.
وأفضت الجهود الحاسمة للتحالف الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية في اليمن إلى إنهاء التوتر ونزع فتيل الأزمة المسلحة وإعادة الهدوء إلى المدينة، بعد أيام عاصفة من الرعب الذي خيم على سكانها.
وشهد سعر صرف العملة اليمنية تدهوراً جديداً بالتزامن مع المواجهات، إلا أنه عاد ليستقر نسبياً عند مستوى أفضل عقب التهدئة، وكان خادم الحرمين الشريفين أمر بوديعة قدرها مليارا دولار لدى البنك المركزي قبل اندلاع أزمة عدن، لإنقاذ العملة اليمنية من الانهيار الشامل بعد انخفاضها المتسارع وصولاً إلى نحو 530 ريالاً مقابل الدولار الواحد.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.