أزمة بري ـ باسيل تخلط الأوراق الانتخابية

تعقيدات حول الترشيحات للمقعدين المارونيين في عاليه والشوف

TT

أزمة بري ـ باسيل تخلط الأوراق الانتخابية

خطفت الأحداث الأخيرة بين «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، و«حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، وهج الانتخابات النيابية، بعد أن تريث معظم القوى السياسية والحزبية في إعلان الترشيحات وصوغ التحالفات التي اختلطت أوراقها إثر الانقسامات، فيما برزت أزمة حول المقعدين المارونيين في عاليه والشوف وهو ما دفع للبحث عن مرشحين على مسافة واحدة من جميع الأطراف.
وأشار وزير لبناني بارز، إلى أن ما حصل على خلفية تسريب فيديو لباسيل «ستكون له انعكاساته على مسار التحالفات الانتخابية، وسيعيد خلط الأوراق سياسياً وانتخابياً»، رغم أن الأمور هدأت بعد سلسلة تدخلات من مرجعيات لبنانية على خطي رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما جرى خلّف أضرارا سياسية واقتصادية وانقسامات وأجواء مذهبية وطائفية، ولكن الانتخابات لن تؤجل لجملة اعتبارات داخلية وخارجية». وتوقع الوزير أن «يعود الحراك الانتخابي خلال الأيام المقبلة على إيقاع جديد بعد هذه الأزمة».
وفي هذا السياق، قالت مصادر مواكبة، لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات والمشاورات ستستكمل بين معظم الأطراف السياسية والحزبية، خصوصاً ما يرتبط بدائرتي الشوف وعاليه، بعد سلسلة لقاءات ومشاورات جرت بين موفدي رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط؛ النائبين نعمة طعمة وأكرم شهيب، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وأكد مسؤول في «التقدمي الاشتراكي» لـ«الشرق الأوسط» أن التواصل مستمر مع معراب وسائر المرجعيات السياسية، «من منطلق أن باب الحوار مفتوح أمام الجميع وصولا إلى كل ما يؤدي لتحصين (مصالحة الجبل)، وبالتالي ليس هناك من باب موصود أمام أي طرف أو حزب أو تيار»، لافتا إلى أن الترشيحات كافة سيبتّ بها النائب جنبلاط خلال الأيام القليلة المقبلة، «أما مسألة التحالفات فهي تحتاج إلى مزيد من التشاور والاتصالات».
في غضون ذلك، ما زالت الأمور عالقة حول المقعدين المارونيين في عاليه والشوف، والتواصل بين «التيار الوطني الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«القوات اللبنانية» و«الوطنيين الأحرار» حول هذه المسألة جار على قدم وساق، ولكن الأجواء المتوفرة تؤكد أنه حتى الساعة لم تحسم الأمور أو تفضي إلى ائتلاف قد يتم التوافق عليه بين المكونات السياسية الأساسية في الجبل.
ويتم التداول في معلومات عن مرشحين مستقلين على مسافة واحدة من معظم الأطراف، خصوصا أن «البساتنة»؛ (أي عائلات البستاني التاريخية في الجبل)، دخلت على خط الترشيح بعد أن ضم النائب جنبلاط إلى لائحته الوزير السابق ناجي البستاني. وهنا يتردد أن الدكتور فريد البستاني قد يكون أيضا في حسابات الزعامات والقيادات السياسية لأنه على علاقات طيبة برئيس الجمهورية العماد عون وأيضا مع زعامات وقيادات الشوف، باعتبار أن الأمور العالقة محصورة بالمقعد الماروني، وعليه؛ يكون الحل من خلال أشخاص معتدلين ومستقلين بعدما بات النائب جورج عدوان ممثلا لـ«القوات»، ولم يحسم رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون ترشحه بعد حيث يعارض قانون الانتخاب الحالي بشدة.
وقالت مصادر مواكبة إن كل تلك الأمور «تبقي التوصل إلى ائتلاف أو تحالف دونه عقبات، لا سيما بين (الحزب التقدمي الاشتراكي) و(التيار الوطني الحر)»، رغم أن «الأسبوع الحالي سيحسم مسألة الترشيحات والتحالفات في حال حصل تقدم على خط الاتصالات التي تتم يوميا بعيدا عن الأضواء والإعلام».



لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.