قوات «غصن الزيتون» تسيطر على جبل استراتيجي في عفرين

«الوحدات» الكردية تقصف مناطق على حدود تركيا

مقاتلان يحملان العلم التركي وعلم المعارضة السورية قرب عفرين أمس (أ.ف.ب)
مقاتلان يحملان العلم التركي وعلم المعارضة السورية قرب عفرين أمس (أ.ف.ب)
TT

قوات «غصن الزيتون» تسيطر على جبل استراتيجي في عفرين

مقاتلان يحملان العلم التركي وعلم المعارضة السورية قرب عفرين أمس (أ.ف.ب)
مقاتلان يحملان العلم التركي وعلم المعارضة السورية قرب عفرين أمس (أ.ف.ب)

واصلت القوات التركية و«الجيش السوري الحر» لليوم الـ13 عملية «غصن الزيتون» في عفرين شمال سوريا، وأعلنت أمس السيطرة على جبل «درماك» الاستراتيجي، وسط تصاعد القصف من جانب «وحدات حماية الشعب» الكردية على ولايتي هطاي وكليس التركيتين الحدوديتين.
وتمكنت القوات الخاصة التركية من تطهير الجبل الذي كان يستخدم من «وحدات حماية الشعب» بحكم موقعه الاستراتيجي، لإطلاق الصواريخ على مدينة كليس التركية.
وتعرض الجبل لقصف جوي ومدفعي مكثف حتى تمكنت القوات المشاركة في العملية من السيطرة عليه.
وقصفت المدفعية وراجمات الصواريخ التركية المتمركزة في منطقتي «خاصة وكريك خان» بولاية هطاي، مواقع الوحدات الكردية في الريف الغربي لمدينة عفرين، فيما واصل الجيش التركي الدفع بمزيد من التعزيزات لقواته المنتشرة بطول الحدود. وأعلنت رئاسة هيئة أركان الجيش التركي أمس، مقتل وإصابة 823 من عناصر «وحدات حماية الشعب» منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. وذكرت هيئة الأركان التركية، في بيانها، أنه تم تحييد 12 من عناصر «وحدات حماية الشعب» وتنظيم داعش الإرهابي خلال الـ24 ساعة الأخيرة. وأشار البيان إلى تدمير المقاتلات التركية 6 مواقع للتنظيمات الإرهابية، من بينها مستودعات أسلحة ومواقع وملاجئ. وشدد البيان على الحرص الذي توليه القوات المسلحة التركية، في عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين في عملية «غصن الزيتون».
في المقابل، أصيب مدنيان جراء سقوط قذيفتين صاروخيتين على قضاء ريحانلي بولاية هطاي التركية من مواقع الوحدات الكردية في عفرين.
وفي وقت سابق أمس، سقطت 3 قذائف صاروخية على ريحانلي؛ إحداها أصابت منزلاً في حي باير، وأخرى سقطت بالقرب من سوق شعبية في حي أدا بوجيك، فيما أصابت الثالثة جدار أحد المحال التجارية. وأسفرت هذه القذائف عن مقتل المواطن التركي رفعت سينيرلي (68 عاماً)، وإصابة 7 أشخاص. في الوقت نفسه، أعلن والي كليس محمد تكين أرسلان إصابة 3 أشخاص؛ أحدهم حالته خطيرة، جراء سقوط 3 قذائف صاروخية على الولاية، من عفرين شمالي. وقال الوالي: «وقعت 3 اعتداءات صاروخية منفصلة، وأصيب 3 أشخاص أحدهم إصابته خطيرة». وفي وقت سابق سقطت إحدى القذائف في حي علي متين ديريمتكين، وأخرى على أرض خالية بالقرب من المستشفى الحكومي. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في تصريحات أمس، إنه تم إطلاق 82 قذيفة صاروخية على ولايتي هطاي وكليس في 12 يوماً، تسببت بمقتل 5 مدنيين وإصابة أكثر من 100 بجروح.
وأضاف في تعليقه على تطورات عملية «غصن الزيتون»: «هدمنا مواقعهم على رؤوسهم (في إشارة إلى الوحدات الكردية)، وسنقوم بتطهير المنطقة منهم تماماً».
وأكد يلدريم أن هدف تركيا هو تحقيق الأمن والاستقرار، قائلاً: «سنواصل مكافحة الإرهاب داخل وخارج البلاد دون توقف، حتى القضاء على الإرهابيين، وهدفنا تحقيق الأمن والاستقرار لشعبنا».
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن عملية «غصن الزيتون» ليست فقط من أجل القضاء على تهديد يستهدف تركيا، وإنما كذلك من أجل إرساء السلم والاستقرار في سوريا، وحماية حدودها ووحدة أراضيها.
وأضاف في تصريحات في مدينة أنطاليا جنوب تركيا أمس: «سنقضي على كل التهديدات التي تواجهنا، أياً كان من يقف وراءها. وسنلاحق الإرهابيين في عفرين كما نلاحقهم في الأناضول، لأن هناك تهديداً يستهدفنا في عفرين، يتمثل في (إرهابيي داعش والوحدات الكردية) الذين يعملون يداً بيد». وأشار جاويش أوغلو إلى تصريح رئيس المجلس السرياني العالمي، أمس، الذي قال فيه إن «وحدات حماية الشعب» تختطف أبناء المسيحيين السريان القاطنين شمال شرقي سوريا، وتجبرهم على الوقوف في مواجهة الجيش التركي و«الجيش السوري الحر»، وتستخدمهم دروعاً بشرية. وتساءل جاويش أوغلو: «لماذا لا يولي العالم أهمية لاستغاثة مسيحيي سوريا في الوقت الذي يتشدق فيه بحقوق الإنسان؟».
كما تساءل عن سبب عدم اهتمام العالم بالضحايا المدنيين الذين يسقطون في ولايتي هطاي وكليس بتركيا، نتيجة للصواريخ التي تطلقها «وحدات حماية الشعب» عليها من مواقعها في سوريا.
إلى ذلك، أمرت السلطات التركية أمس، باحتجاز 13 شخصاً لدعمهم نقابة الأطباء على الإنترنت، بعد أن عارضت علناً العملية العسكرية في سوريا. وأمر الادعاء العام، الاثنين الماضي، باحتجاز 11 عضواً بارزاً في نقابة الأطباء، بمن فيهم رئيسها، بعد أن انتقدت العملية العسكرية التركية في عفرين وقالت «لا للحرب»، ودعت لإحلال السلام على الفور، واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعضاءها بـ«الخونة وعملاء الإمبريالية».
وقالت الحكومة إن ما يزيد على 300 شخص احتجزوا بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي «انتقدت أو عارضت أو شوهت» حملة عفرين التي بدأت في 20 يناير الماضي.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».