استمراراً لأعمال القمع الحوثية، نفذت الميليشيات الانقلابية في صنعاء، أمس، حملة اختطافات جديدة في عدد من أحياء العاصمة، وسط تصاعد مخاوف الجماعة من تعرض قياداتها لهجمات مباغتة وعمليات اغتيال من قبل المناهضين لوجودها، بخاصة بعد قرارها الأخير بفرض جرعة جديدة على أسعار الوقود.
وأفاد سكان ومصادر أمنية مناهضة لميليشيا الحوثي في صنعاء بأن الجماعة شنت حملة اعتقالات جديدة في صفوف المواطنين شملت عدداً من أحياء العاصمة، حيث خطفت عدداً من أئمة المساجد والناشطين في حي سواد حنش القريب من جامعة صنعاء وحي هبرة.
وقالت المصادر إن قوات حوثية داهمت أمس منزل لاعب المنتخب اليمني للكاراتيه علاء الشدادي في حي هبرة، وقامت باعتقاله وترويع أسرته دون إبداء أي سبب لتصرفهم، وقالت إن المسلحين اختطفوا الشدادي البالغ من العمر 18 عاماً إلى مكان مجهول.
وتقول وسائل إعلام موالية للميليشيات إن تحركات أجهزتها الأمنية المكثفة تأتي في سياق البحث عن عناصر اغتالوا قبل أيام نجل أحد القيادات الكبيرة في الجماعة، وتزعم أن عملية التحري قادت إلى إلقاء القبض على عدد من المطلوبين، في حين لا يزال البحث جارياً عن خلايا مسلحة أخرى تخطط لتعكير صفو الأمن في العاصمة، على حد قولها.
وكانت الجماعة الموالية لإيران اتخذت قراراً قبل يومين يقضي برفع سعر الوقود رسمياً إلى 7 آلاف ريال يمني لكل 20 لتراً من مادتي البنزين والديزل، وهو تقريباً السعر السائد نفسه في السوق السوداء، وبررت الجماعة هذا القرار بأن هناك تغيراً، على حد زعمها، في ظروف شراء واستيراد المشتقات النفطية.
الناشطون اليمنيون على شبكات التواصل الاجتماعي لم يتركوا الزيادة الحوثية للأسعار تمر من دون تعليقات لاذعة، حيث استدلوا باتخاذ الحوثيين من ارتفاع بسيط في سعر الوقود عام 2014 ذريعة لاقتحام صنعاء، والانقلاب على السلطة الشرعية، لتأتي الآن وتفرض زيادة في السعر تبلغ ثمانية أضعاف الزيادة التي ثارت عليها.
ويتهم الناشطون، الميليشيات، بأنها تحاول تكديس الأموال من خلال رفع أسعار الوقود رسمياً، لتمويل جبهات القتال وشراء الولاءات والإثراء الفاحش بين قياداتها.
وباتت الجماعة في الآونة الأخيرة تعاني مأزقاً ميدانياً صعباً بسبب التقدم المستمر لقوات الجيش اليمني المدعوم من تحالف دعم الشرعية في اليمن بمختلف الجبهات، بما فيها الجبهات التي تطوق محافظة صعدة، حيث المعقل الرئيس للميليشيات.
وتواردت أنباء في الأيام الأخيرة عن فرار العشرات من مسلحي الحوثي، وأغلبهم صغار السن، من جبهة الساحل الغربي، وعودتهم إلى قراهم، في ظل الانهيار الذي تشهده صفوف الجماعة في هذه الجبهة.
وعممت الجماعة الانقلابية على المصارف المحلية أمراً لتجميد أرصدة وحسابات 49 شخصاً من أقارب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في مسعى للاستيلاء على أي أموال تخصهم لدى هذه البنوك، بعد أن كانت صادرت كل ممتلكاتهم من منازل ومجوهرات وسيارات وعقارات ومقتنيات أخرى عقب مقتله في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وعقد محافظ الميليشيات في تعز عبده الجندي أمس اجتماعاً للوجهاء والشخصيات الاجتماعية في سياق محاولة الجماعة حشد المزيد من المقاتلين لإسناد جبهتها في تعز، إثر الضربات الكبيرة التي تلقتها خلال الأسبوع الأخير على يد قوات الجيش الوطني و«التحالف».
حملة خطف انقلابية جديدة بعد رفع أسعار الوقود في صنعاء
حملة خطف انقلابية جديدة بعد رفع أسعار الوقود في صنعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة