محمد المنيع: حان الوقت لتطبيق الاحتراف في كرة اليد السعودية

رئيس اتحاد اللعبة أكد أن بلوغ الدور الثاني في كأس العالم هدف رئيسي

جانب من فرحة اللاعبين السعوديين بانتصاراتهم وتأهلهم لكأس العالم («الشرق الأوسط»)  -  محمد المنيع... أحد الكفاءات السعودية الرياضية الشابة في كرة اليد
جانب من فرحة اللاعبين السعوديين بانتصاراتهم وتأهلهم لكأس العالم («الشرق الأوسط») - محمد المنيع... أحد الكفاءات السعودية الرياضية الشابة في كرة اليد
TT

محمد المنيع: حان الوقت لتطبيق الاحتراف في كرة اليد السعودية

جانب من فرحة اللاعبين السعوديين بانتصاراتهم وتأهلهم لكأس العالم («الشرق الأوسط»)  -  محمد المنيع... أحد الكفاءات السعودية الرياضية الشابة في كرة اليد
جانب من فرحة اللاعبين السعوديين بانتصاراتهم وتأهلهم لكأس العالم («الشرق الأوسط») - محمد المنيع... أحد الكفاءات السعودية الرياضية الشابة في كرة اليد

كشف محمد المنيع، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة اليد، عن أنه حان الوقت لتطبيق الاحتراف بالنسبة للاعب المواطن؛ وذلك كي يتمكن من منافسة اللاعب العالمي، ومواكبة الأخضر لمنتخبات العالم الكبرى في ظل أنه يملك الإمكانات اللازمة التي جعلته يتأهل لكأس العالم لكرة اليد للمرة التاسعة في تاريخه، وآخرها قبل أيام.
وقدم المنيع تهانيه وتبريكاته إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ بمناسبة تأهل المنتخب السعودي لكرة اليد إلى كأس العالم، معتبراً ذلك إنجازاً كبيراً للعبة وللرياضة السعودية، مهدياً الإنجاز إلى الجماهير السعودية، التي وصفها بالشريك الأساسي في النجاحات التي تحققت لكرة اليد في البلاد.
وقال: أقدم الشكر والعرفان للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة؛ على دعمه المتواصل وتقديمه مكافآت مالية للاعبي الأخضر الذين قدموا صورة مشرفة في هذه البطولة.
«الشرق الأوسط» التقت رئيس اتحاد كرة اليد السعودي؛ فكان الحوار التالي:
> ماذا تقول عن تأهل الأخضر السعودي إلى مونديال اليد؟
- لا شك أن هذا الإنجاز جاء بتوفيق الله... ثم بدعم واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين، التي دائماً توفر جميع الإمكانات للرياضة السعودية، كما شاهدنا الدعم المتواصل من قِبل المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، والمسؤولين في الهيئة الذين يقفون معنا في كل صغيرة وكبيرة، وعلى اتصال دائم بالمنتخب، وهذا ليس بمستغرب عليهم، وكذلك العمل الدؤوب من قِبل العاملين في اتحاد كرة اليد، وهذا العمل نعده من سنوات، ولا ينسب هذا النجاح لشخص أو اتحاد، بل الجميع كان شريكاً في هذا الإنجاز؛ وهذا دليل أن كرة اليد السعودية واجهة مشرفة للرياضة السعودية، والتأهل للمرة التاسعة للنهائيات من عام 1996 وحتى الآن يؤكد أننا - ولله الحمد - نسير في الطريق الصحيحة.
> متى شعرت شخصياً بأن المنتخب السعودي سيتأهل للنهائيات رغم قوة البطولة المؤهلة لكأس العالم؟
- حقيقة، كان لدي ثقة كبيرة في اللاعبين والمستوى الذي قدموه في الأدوار التمهيدية أو الرئيسية؛ فالروح القتالية والانضباط وتطبيق تعليمات الجهازين الفني والإداري كان لها دور كبير في تحقيق نتائج مميزة، حتى أن معنويات اللاعبين تغيرت بعد تغير الجهاز الفني، وقد اجتمعت باللاعبين خلال معسكرنا في صربيا، ورأيت أن المستويات التي يقدمها اللاعبون في تصاعد مستمر، وللأمانة عندما فزنا على إيران الذي يلعب في صفوفه لاعبون محترفون في أوروبا شعرت ولمست أن المنتخب في طريقه للتأهل، وهذا ما حصل - ولله الحمد - حيث واصل اللاعبون تألقهم في مباراة عمان، وحققنا الفوز والتأهل رسمياً، وأكدنا أحقيتنا بتصدر المجموعة بعد الفوز على كوريا الجنوبية.
> كيف رأيت الفوز المستحق على المنتخب الكوري وتصدّر الأخضر مجموعته بالعلامة الكاملة؟
- بكل تأكيد كانت مباراة سريعة وقوية، خصوصاً من جانب المنتخب السعودي الذي قدم أجمل مباراة له فنياً وتكتيكياً، وكان جميع اللاعبين نجوماً، وبخاصة الحارس العملاق محمد آل سالم الذي حصل على جائزة أفضل لاعب. وللتاريخ فقط، المنتخب السعودي هو الفريق الوحيد الذي هزم كوريا على أرضه وبين جماهيره في تاريخ البطولات الآسيوية.
> كيف رأيتم البطولة الآسيوية بشكل عام؟
- لا أخفي عليكم أن الخطوة الأولى هي التأهل للمونديال، لكن الطموح لم يتوقف حينها؛ إذ كنا نسعى إلى تحقيق نتائج إيجابية، وهو ما حدث بتأهلنا لنصف نهائي البطولة الآسيوية قبل أن نخسر من البحرين في دور الأربعة.
> كان هناك تفاعل رسمي كبير بعد تأهل المنتخب السعودي لكرة اليد إلى كأس العالم؟
- في الحقيقة، لا أنسى الدعم الكبير الذي قدمه المستشار تركي آل الشيخ؛ فبعد المباراة وبتوجيه منه تم صرف مكافأة 50 ألف ريال لكل لاعب، ولا أخفي عليك، تلقيت اتصالات يومية من الأمير عبد العزيز بن تركي، نائب رئيس الهيئة، وعبد الإله الدلاك، وكيل الهيئة العامة للرياضة، ورجا الله السلمي، وكيل الهيئة العامة للرياضة للإعلام، وهذا التواصل اليومي كان له الأثر على نفسيات جميع أفراد البعثة.
> كيف سيكون الاستعداد لمونديال ألمانيا المقبل؟
- حقيقة، هدفنا الرئيسي في بطولة كأس العالم هو تجاوز الدور الأول الذي لم نحققه في البطولات الماضية، وهذا ليس لسوء المنتخب وإنما للفارق الفني، وأنت تتحدث عن منتخبات تملك العناصر التي تتميز بالمهارة والتكوين الجسماني، ولك أن تتخيل أن جميع لاعبي المنتخب التونسي محترفون في أوروبا، أيضاً المنتخب المصري هو الآخر لديه لاعبون محترفون، واللاعب السعودي حتى يصل إلى هذا المستوى علينا تطبيق الاحتراف الخارجي وأيضاً الداخلي.
> ومتى تطبقون هذه الخطوة، وأقصد الاحتراف الخارجي؟
- إذا أردنا أن نطبق الاحتراف الخارجي عليك أن تطبق الاحتراف الداخلي، حيث يتفرغ اللاعب بشكل كامل للعبة، وحالياً لم نشاهد تجربة احترافية قوية تساعد اللاعب على الارتقاء بمستواه، وحتى تطبق الاحتراف بالشكل الصحيح لا بد من توفر عاملين، المهاري والتكوين الجسماني، وإذا تحدثنا في هذا الجانب عن دول الخليج نجده أقل بكثير من أوروبا، وبالتالي إيجاد فرصة للاحتراف الخارجي تكاد تكون صعبة إلا إذا توفر العاملان المهاري والجسماني.
> ماذا ينقص اللاعب السعودي في تلك الفترة؟
- أتمنى النظر في مشكلات اللاعبين، حيث يعانون من عملهم في القطاع الخاص، فتجد اللاعب ينتهي عمله الخامسة مساءً، وتجده يتجه مباشرة للتدريب دون أخذ قسط من الراحة، وبطبيعة الحال هذا الشيء سينعكس على أدائه وتطوير مستواه المهاري والبدني، وضغط العمل سيؤثر سلباً على اللاعب مهما كان مستواه وإعداده، وحقيقة لدينا لاعب من أفضل اللاعبين وهو مجتبي آل سالم ابتعد عن مزاولة اللعبة ولم يلتحق بالمنتخب بسبب عمله، وكان شرطه الوحيد للعودة هو إيجاد فرصة عمل في القطاع الحكومي، وحقيقة أنا أناشد القطاع الخاص أن يجد وظائف لهؤلاء اللاعبين الذين يخدمون الوطن ويرفعون اسم المملكة ويدعمونهم حتى يكونوا في أفضل حالاتهم.
> وماذا عن البرنامج الإعدادي استعداداً للمونديال؟
- حتى هذه اللحظة لم نبحث البرنامج، وفور وصولنا للعاصمة الرياض سيكون هنالك مكاتبات ومخاطبات للمشاركة في الكثير من الدورات الدولية، وسنحرص على مقابلة منتخبات قوية نستفيد منها في الإمكانات والخبرات، وكذلك ننتظر القرعة لمعرفة منتخبات مجموعتنا أيضاً، ومن ضمن البرنامج سنشارك في دورة ألعاب الآسيوية في جاكرتا.
> ماذا عن استمرارية المدرب الإسباني فرناندو؛ كونه مدرباً مؤقتاً بعد استعانتكم به من نادي مضر؟
- لم نتخذ قراراً في ذلك، وبعد العودة للرياض سنقوم بدراسة التقارير الفنية، وللأمانة هو مدرب كفء، وحقق نتائج مميزة، واللاعبون تفاعلوا وانسجموا معه بعكس المدرب السابق الكرواتي ليناد الذي كان متقلباً في برنامجه، وعدم استقراره على التشكيلة؛ وهذا ما جعلنا نقيله ونشكر نادي مضر على هذه المبادرة والتعاون في سبيل خدمة منتخب الوطن.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».