المشهد: جوائز بريطانية

> جائزة بريطانية تُعدّ واحدة من أهم المناسبات النقدية حول العالم وأكثرها مدعاة للاحترام ولكنها لا تعرف كثيراً من الرواج الإعلامي... ليس أن سواها من المناسبات التي يقوم خلالها النقاد المنتمون نجحت في إثارة الاهتمام الكبير حول العالم لكن هذه المناسبة لها تاريخ طويل حرص فيه المنتمون إليها على التصويت لصالح ما هو جيد حتى وإن اختلفت الآراء الفردية حول مستوى أو تقدير هذه الجودة.
> إنها جائزة جمعية «لندن فيلم سيركل» التي أشعر حين ضُمّ صوتي لأصوات زملائي فيها بحسن الانتماء إلى جسد مسؤول ضم ولا يزال بعض أفضل أفلام النقد السينمائي في أوروبا كافة، وربما حول العالم.
> في الثامن والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي أقامت حفلتها السنوية في أحد فنادق العاصمة الكبيرة ووزعت فيها جوائزها لسينمائيي وأفلام العام 2017 بناءً على تصويت النقاد المنتمين إليها ولم يكن مفاجئاً فوز «ثلاث لوحات خارج إيبيع... ميسوري» بجائزة أفضل فيلم، وهو العمل الذي دخل الترشيحات في سبعة أقسام وخرج فائزاً بثلاثة.
> لجانب أفضل فيلم فاز المخرج مارتن مكدوناف بجائزة أفضل سيناريو وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى الأميركية فرنسيس مكدورمند... جائزة أفضل ممثل رجالي رئيسي ذهبت إلى تيموثي شالامت عن «نادني باسمك» بينما ذهبت جائزة أفضل مخرج لشون بايكر عن «مشروع فلوريدا» وهو مثل مكدوناف سينمائي بريطاني قرر وأنجز فيلماً تقع أحداثه في الولايات المتحدة.
> فيلم المخرج راوول بَك «أنا لست زنجيَّك» (I Am Not Your Negro) نال جائزة أفضل فيلم تسجيلي، وهو الذي تغافلت عنه ترشيحات الأوسكار، كما عن عدد لا بأس به من الأفلام التسجيلية الجيدة الأخرى.‬
> لا يمكن إلا احترام تلك الاختيارات، وهناك جوائز أخرى يتم تقديمها في قاعة الفندق تليها سهرة في بعض قاعاته، حتى ولو اختلف الناقد حول بعضها. لكن اللافت أن نتائج الجمعية النقدية البريطانية إذ تؤم صفحات مجلات الصناعة الثلاث «فاراياتي» و«ذ هوليوود ريبورتر» و«سكرين» تخفق في إثارة الاهتمام الذي تستحقه. وهي ليست الوحيدة في ذلك فجوائز الجمعيات النقدية في نيويورك وباريس وروما وتورنتو ولوس أنجليس وسواها هي أيضاً مصنَّفة كما لو كانت تحصيلاً حاصلاً في موسم تتولاه المؤسسات الكبيرة وحدها.