قالت «حركة مجتمع السلم» الإسلامية الجزائرية، إن مرشح انتخابات الرئاسة سابقا بلعيد عبد العزيز «تجنى» على مؤسسها الراحل الشيخ محفوظ نحناح، عندما اتّهمه بـ«العمالة للسلطة» لانسحابه نهاية عام 1994 من اجتماعات للمعارضة في الخارج، بعد أن شارك في أول لقاءات لها تمت بالكنيسة الكاثوليكية «سانت إيجيديو» بروما.
وقال الحزب الإسلامي أمس في بيان شديد اللهجة، إن «تهجم عبد العزيز بلعيد على الشيخ محفوظ نحناح، يخفي حقدا دفينا ولكن الرجل وقع في تناقض كبير. فمن جهة يقول إن لقاءات سانت إيجيديو كانت في الأصل فكرة الشيخ، أي يعترف له بأنه هو من جمع المعارضة في الخارج، ومن جهة ثانية يقول إن انسحابه من اللقاءات كان بترتيب مع جهات في السلطة.
يشار إلى أن شخصيات وأحزابا من تيارات إسلامية ويسارية وعلمانية عقدت اجتماعاتها بالخارج آنذاك، لأن الظروف الأمنية في البلاد كانت متوترة. وكانت الجزائر دخلت في دوامة من العنف على إثر تدخل الجيش مطلع عام 1992 لإلغاء نتائج انتخابات البرلمان التي فازت بها «الجبهة الإسلامية للإنقاذ». وشارك قياديون من «الإنقاذ» في لقاءات روما، وأمين عام «جبهة التحرير الوطني» عبد الحميد مهري (توفي عام 2012)، الذي كان في المعارضة آنذاك.
وذكر «مجتمع السلم» أن بلعيد «التمس الأعذار لحزبه (جبهة التحرير التي كان ينتمي إليها يومها)، ولأساتذته في الصراع الشديد الذي وقع بينهم في تلك المرحلة. وفي الوقت الذي يتزلف فيه للمسؤولين في تلك الفترة، تجده يبني اتهامه في حق الشيخ محفوظ على ظنون وأوهام».
ويرأس بلعيد حزبا معارضا يسمى «جبهة المستقبل»، وكان قد انتقد في مقابلة مع صحيفة محلية مواقف نحناح من الأزمة التي خلفها إلغاء نتائج الانتخابات، وعده «محسوبا على النظام» وأنه كان «عين المخابرات داخل المعارضة».
يشار إلى أن اجتماعات «سانت إيجيديو»، بحثت مخرجا للأزمة الأمنية. وقد اعترضت عليها السلطات آنذاك بشدة، وفضّلت حل «جبهة الإنقاذ» بقرار قضائي في منتصف 2012. وكانت نهاية 1991 قد شهدت سجن قادة هذا الحزب. وخرجت من عباءة «الإنقاذ» تنظيمات مسلحة متطرفة، شنت حربا على الحكومة وخلّفت أكثر من مائة ألف قتيل.
وقال «مجتمع السلم» إن محفوظ نحناح «كان يريد أن يقنع المعارضة والسلطة بأن التوافق بينهما، لا يمكن إلا بحضور الطرفين حول طاولة الحوار، ولم يحضر الجولة الثانية من الاجتماع، لأنه شعر بأن الرأي الغالب في المعارضة لا يرحب بالحوار». وأضاف: «أصبحت رؤية الحركة بقيادة الشيخ محفوظ نحناح، فيما بعد، العمل من أجل العودة إلى المسار الانتخابي، وهذا الذي تحقق، كما هو الذي عادت إليه جماعة سانت إيجيديو كلها في سنة 1997، بمناسبة الانتخابات التشريعية التي شاركت فيها المعارضة، بعد أن كانت قاطعت انتخابات الرئاسة عام 1995».
حزب جزائري ينتقد مرشحاً رئاسياً «تجنّى» على زعيمه التاريخي
حزب جزائري ينتقد مرشحاً رئاسياً «تجنّى» على زعيمه التاريخي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة