مصر: إحالة أوراق 10 متهمين بالإرهاب للمفتي تمهيداً لإعدامهم

TT

مصر: إحالة أوراق 10 متهمين بالإرهاب للمفتي تمهيداً لإعدامهم

قررت محكمة جنايات الجيزة، أمس، إحالة أوراق عشرة «إرهابيين» إلى مفتي مصر لأخذ الرأي الشرعي في إصدار حكم بإعدامهم بعد إدانتهم بتأسيس جماعة غير قانونية والتخطيط لشن هجمات. وحددت المحكمة جلسة في 10 مارس (آذار) المقبل للنطق بالحكم على المتهمين العشرة وخمسة آخرين يحاكمون في القضية نفسها. وكانت القضية تشمل 16 متهماً، لكن توفي أحدهم أثناء المحاكمة.
وقالت تحقيقات النيابة العامة: إن «المتهمين كوّنوا خلال الفترة من 2013 وحتى مارس 2015 جماعة غير قانونية بهدف الاعتداء على مؤسسات الدولة واستهداف المسيحيين والاعتداء على القوات المسلحة». واتهمتهم أيضاً بإمداد الجماعة بالأموال والأسلحة وحيازة أسلحة نارية وذخيرة ومفرقعات وتصنيع متفجرات. وفي حال صدور أحكام بالإعدام والحبس في القضية، سيكون بمقدور المتهمين الطعن عليها أمام محكمة النقض وهي أعلى محكمة مدنية في البلاد.
إلى ذلك، قررت النيابة العامة بالسويس تجديد حبس أعضاء «خلية داعش» المضبوطة بالسويس 45 يوماً على ذمة التحقيقات؛ لاتهامهم بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية. وكان جهاز الأمن الوطني بالسويس قبض على أعضاء الخلية وضبط بحوزتهم مستندات ووثائق تؤكد انضمامهم إلى تنظيم داعش والاستعداد لتنفيذ عمليات إرهابية.
إلى ذلك، قضت محكمة مصرية، أمس، بمعاقبة 15 مسلماً بالسجن سنة مع إيقاف التنفيذ لتورطهم في اعتداء على منزل يصلي فيه مسيحيون بمحافظة الجيزة القريبة من القاهرة، وتغريم مسيحي مبلغاً قدره 360 ألف جنيه (نحو 20500 دولار)، بعد إدانته بالشروع في تحويل منزله إلى كنيسة بشكل غير قانوني. وكانت النيابة العامة قد وجهت للمتهمين تهم إثارة الفتنة الطائفية والإضرار بالوحدة الوطنية والتجمهر، واستعراض القوة وإتلاف ممتلكات خاصة.
وقالت مطرانية أطفيح بالجيزة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي: إن مئات من المسلمين هاجموا المبنى ودمروا محتوياته بعد أن اعتدوا بالضرب على المسيحيين الموجودين فيه.
وقتل في مايو (أيار) الماضي، 28 قبطياً وأصيب 24 آخرون في هجوم مسلح على حافلة كانت تقلهم خلال ذهابهم في رحلة دينية إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة بالمنيا على الطريق الصحراوية الغربية. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الاستهداف. وسبق أن تبنى «داعش» تفجير الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2016؛ ما أوقع 28 قتيلاً.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».