تمكن فريق بحثي مصري من التوصل إلى تقنية جديدة يمكن من خلالها مضاعفة مركب نباتي فعّال يستخدم في إنتاج عقار يعمل على تحسين عمل الذاكرة والإدراك. والمركب هو «باكوسيد إيه»، A bacoside، ويوجد في نبات «البراهمي»، ونجح الباحثون في زيادته 100 مرة، مما يبشر بآمال لتسريع علاج مرض ألزهايمر.
وتشتهر الهند بزراعة هذا النبات، الذي يعد محصولها القومي، ويستخدم هناك منذ التسعينات في تصنيع دواء يعالج ألزهايمر، لأن «باكوسيد إيه» يؤدي نفس وظيفة المركبات الأخرى الموجودة في الأدوية الشهيرة في علاج هذا المرض.
ويوجد هذا النبات على نطاق ضيق جدا في مصر بمنطقة سيناء، وهو ما دعا فريقا مكونا من 4 باحثين إلى العمل على محاولة خلق نوع من الاهتمام به، وإدخاله ضمن أولويات التنمية بتلك المنطقة.
ويقول الدكتور سعد رمزي، الباحث الرئيسي بالدراسة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الباحثين تمكنوا خلال 5 سنوات، من زيادة المادة الفعالة في علاج ألزهايمر بهذا النبات عبر استخدام 4 طرق، حتى وصلوا إلى مائة ضعف فوق المعدلات الطبيعية، ونشرت هذه النتائج في بحثين منفصلين بدورية «Journal of basic and applied scientific research» الأميركية في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين.
وتعمل المادة الفعالة بهذا النبات على وقف عمل الإنزيم الموجود لدى كبار السن الذي يُدمر الناقل العصبي المسؤول عن نقل الإشارات من المخ إلى باقي أعضاء الجسم، ويؤدي اكتشاف وجود هذا الإنزيم في المرحلة الأولى من المرض إلى إمكانية السيطرة عليه وعلاجه، بينما يصبح علاجه صعبا في المرحلتين الثانية والثالثة.
وأثبتت دراسات عدة في مجال العقاقير هذه الفائدة لمركب «باكوسيد إيه» الموجود في «البراهمي»، ولكن الجديد الذي عمل عليه الفريق البحثي هو زيادة المادة الفعالة.
وتقول الدكتورة غادة حجازي، رئيسة وحدة زراعة الأنسجة في «مركز بحوث الصحراء» ومن الباحثين الرئيسيين في الدراسة، لـ«الشرق الأوسط» إن «الطريقة الأولى اعتمدت على استخراج المادة الفعالة من الأفرع التي تم إنتاجها بتقنيات زراعة الأنسجة، واعتمدت الثانية على استخراجها من (كالس) النبات (كتلة خلايا غير منتظمة الشكل تنشأ من الخلايا المولدة للنباتات بسبب الجروح)، بينما وضع (الكالس) في الطريقة الثالثة داخل بيئة سائلة تحتوي على مركبات محفزة مثل (الكيتوزان)، واستُخدمت في الطريقة الرابعة تقنية (مزارع الشعيرات الجذرية)، وهي التي تسببت في زيادة المادة الفعالة».
وبينما يبلغ حجم المادة الفعالة في النبات الطبيعي 1.3 ميكروغرام لكل غرام واحد من الوزن الجاف، تضاعف هذا الرقم بمعدل 28.9 في الطريقة الأولى، ثم 10.51 و30.76 في الثانية والثالثة على التوالي، وأخيرا مائة ضعف في الرابعة.
وتعزو حجازي الزيادة الكبيرة في الطريقة الرابعة على غيرها من التقنيات، إلى أن «المادة الفعالة توجد بكميات أكبر في الجذور، وساعدت هذه التقنية على مضاعفتها». وتقول إن نتائج هذه الدراسة «عظّمت من الجدوى الاقتصادية لهذا النبات (البراهمي) الذي يسمى باللاتينية «باكوبا منيره»، Bacopa monnieri، بزيادة المادة الفعالة المستخرجة منه». وتضيف أن الفريق البحثي يتواصل مع بعض الشركات لعرض الفكرة عليها من أجل تحويل هذا الجهد البحثي إلى عمل تطبيقي، لا سيما أنها المرة الأولى في مصر التي تجرى فيها أبحاث على هذا النبات الذي لا يعرف كثيرون عنه شيئاً، وكان هذا هو السبب الأساسي الذي دفعهم للعمل عليه.
دراسات واعدة على نبات في سيناء لعلاج ألزهايمر
باحثون مصريون ينجحون في مضاعفة المادة الفعالة به مائة مرة
دراسات واعدة على نبات في سيناء لعلاج ألزهايمر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة