طموحات الفتح تتزايد... والجبال يتوعد الاتفاق

بعد غياب 70 يوماً عن الانتصارات... «نموذجي الأحساء» يعود برباعية في شباك القادسية

جانب من مواجهة فريقي الفتح والقادسية أول من أمس - فرحة فتحاوية تكررت 4 مرات خلال مواجهته القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)
جانب من مواجهة فريقي الفتح والقادسية أول من أمس - فرحة فتحاوية تكررت 4 مرات خلال مواجهته القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

طموحات الفتح تتزايد... والجبال يتوعد الاتفاق

جانب من مواجهة فريقي الفتح والقادسية أول من أمس - فرحة فتحاوية تكررت 4 مرات خلال مواجهته القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)
جانب من مواجهة فريقي الفتح والقادسية أول من أمس - فرحة فتحاوية تكررت 4 مرات خلال مواجهته القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)

احتاج فريق الفتح الأول لكرة القدم 70 يوماً و8 مباريات لينجح بطل نسخة الدوري السعودي للمحترفين قبل 5 أعوام في استعادة نشوة الانتصارات في الدوري بنسخته الحالية، التي غاب عنها طويلاً قبل أن يعود بقوة ويسجل 4 أهداف في شباك مضيفه القادسية في الجولة الـ19.
هذا الفوز الذي يعتبر من أغلى الانتصارات التي حققها الفريق هذا الموسم نقطياً، كون المباراة كانت مفترق طرق لما تمثله للفتحاويين، ومعنوياً للاعبين كذلك كونه جاء أمام القادسية، وبرباعية، وبثمن مادياً مجزٍ، حيث قدم عضو الشرف البارز أحمد الراشد مبلغ 10 آلاف لكل لاعب بعد نهاية المباراة مباشرة.
نبأ الغياب الطويل عن تذوق الانتصارات للفتح كان مؤلماً جداً لهذا الفريق الذي ظل رمزاً للأندية المكافحة فعلاً، التي صنعت المعجزات في زمن الاحتراف، الذي كان له الأثر الواضح في تصنيف الأندية بكونها منافسة أو ساعية فقط للوجود في المنطقة الدافئة، بعيداً عن شبح الهبوط للأولى.
الفوز الذي جاء بعد سلسلة من المباريات التي أخفق فيها الفريق في تحقيق أي فوز، نصفها على أرضه، جعلت الفتحاويين يقلقون بشدة على فريقهم الذي كانت الأماني كبيرة في أن يستعيد مجده مع تولي المدرب التونسي الخبير فتحي الجبال المسؤولية الفنية مجدداً منذ بداية الموسم، حيث تركت له مساحة كافية لاختيار اللاعبين المحلين والأجانب، وتجهيز الفريق بمعسكر خارجي من أجل أن يبتعد عن سيناريو الموسم الماضي الذي جعله في حسابات الهبوط لدوري الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الأولى حتى الجولة الأخيرة من الدوري.
ودخل لاعبوا الفتح مباراتهم الأخيرة ضد القادسية مدعمين بحضور شرفي قد يكون الأكبر هذا الموسم، حيث بلغ أعضاء الشرف الحاضرين أكثر من 12 عضواً شرفياً داعماً، يتقدمهم الرئيس السابق أحمد الراشد الذي يرتبط بعلاقة ود وثقة كبيرة بينه وبين اللاعبين، خصوصاً أنه كان المشرف على لعبة كرة القدم في عهد الإنجازات، التي بدأت بصعود الفريق لدوري المحترفين، ثم بعدها بثلاثة مواسم تحقيق الإنجاز الإعجازي، بحصد بطولة الدوري السعودي للمحترفين، وأتبعه بحصد أول كأس سوبر سعودي.
الحضور الشرفي كان له المفعول الإيجابي مبكراً، حيث دخل اللاعبون مباراة القادسية وسط تصفيق حار من الشرفيين دوى في أرجاء الملعب، في ظل الحضور الجماهيري الضعيف الذي لم يتجاوز 500 مشجع للفريقين.
وتحظى مباريات الفتح مع القادسية بأهمية خاصة، خصوصاً في المواسم الأخيرة، حيث شهد الموسم الماضي أزمة كبيرة تدخلت فيها عدة جهات، وصعد جانب منها للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، متمثلة بقيام نادي القادسية بالتوقيع مع اللاعب البرازيلي ايلتون جوزيه، بعد أن رفض إكمال عقده مع الفتح نتيجة خلافات مالية، وغادر إلى أحد الأندية القطرية التي بدورها تنازلت عنه لصالح القادسية بطريقة ما يعرف بـ«كوبري».
هذه القضية التي حسمت قبل أسابيع فقط بشكل نهائي لصالح اللاعب، الذي سينال مبلغاً مالياً من ناديه السابق، فيما كان القادسية قد استفاد من اللاعب نفسه في الموسم الماضي، بعد أن أبعد لعدة مباريات نتيجة اجتهادات من لجنة الاحتراف السابقة، نقضتها جهات أخرى مختصة في القانون.
ومع أن هذه القضية انتهت بشكل لا يحتمل الرجوع لها قطعيا، فإن آثارها لا تزال باقية، وهو ما جعل بعض الفتحاويين يعلق على النتيجة الأخيرة بكون أيلتون لم يفد القادسية ضد الفتح من الناحية الفنية، كون الفريق الفتحاوي تفوق في المواجهات المباشرة بين الفريقين منذ هذه القضية، وآخرها ما حصل الاثنين الماضي، حيث شوهد ايلتون فقط وهو يصافح بحرارة عدداً من أصدقائه السابقين في الفتح دون أثر فني في أرض الملعب.
ورغم أن لاعبي الفتح تفننوا في تسجيل الأهداف في مرمى القادسية، خصوصاً في النصف ساعة الأولى، التي شهدت تسجيل 3 أهداف، فإن هناك فرصة تاريخية ضاعت، وقد لا تتكرر مجدداً، وهي رد النتيجة نفسها التي فاز بها القادسية على الفتح في الأحساء بخماسية قبل 5 سنوات أيضاً، حيث أضاع حارس الفتح علي المزيدي ركلة جزاء بعد الهدف الرابع، بعد أن تقدم لها وتصدى لها نظيره فيصل مسرحي، ليمنع خصمهم من رد الدين السابق.
كل هذه الأحداث في المباراة الأخيرة يمكن اعتبارها من الجوانب الإيجابية التي جعلت مدرب الفتح يبدي ثقة أكبر في أن فريقه سيكون أفضل في المباريات المتبقية له في بطولة الدوري، بداية من مباراة الاتفاق السبت المقبل.
وقال الجبال بعد نهاية المباراة الأخيرة لـ«الشرق الأوسط»: «كنا بحاجة فعلاً لمثل هذا الفوز الذي يعد من أغلى الانتصارات، في توقيته على الأقل، عملنا كثيراً في فترات التوقف، وأحس اللاعبون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وقد وعدوا بتقديم الأفضل، وهذا ما حصل، والأهم ألا يتوقف المشوار عند هذا الحد».
وأضاف: «اعتمدت طريقة تناسب المباراة، وكان لزاماً عليّ أن أعمل على استغلال النشوة الكبيرة التي كان عليها لاعبو فريق القادسية، بعد الفوز الذي تحقق على الهلال الأسبوع الماضي، وإقصائهم حامل اللقب من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وفعلاً حققنا المراد من المباراة، حيث السيطرة على منتصف الملعب، وامتلاك زمام المبادرة والتسجيل».
وبيّن الجبال أن المباراة المقبلة ضد الاتفاق لا تقل أهمية عن المباراة الماضية، فالحصاد يجب أن يستمر حتى يحقق الفريق مركزاً لائقاً به في جدول الترتيب.
ومن الواضح من حديث الجبال أن الطموحات الفتحاوية هي عدم الابتعاد عن المركز السادس أو السابع كحد أقصى، لعدم تفويت الفرصة مجدداً بالمشاركة في النسخة بعد المقبلة في دوري أبطال آسيا، في حال استمرت الظروف التي منعت غالبية الأندية التي حصدت مراكز متقدمة في الموسم الماضي من المشاركة في النسخة القارية المقبلة، وانحصرت المشاركة فقط بفريقي الهلال والأهلي.
ويحتل الفتح حالياً المركز الثامن، برصيد 22 نقطة، إلا أنه ليس بعيداً عن صاحب المركز الخامس سوى بنقاط معدودة، ويمكن الوصول له بجولة واحدة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».