وسط تأكيدات باستمرار عملية «غصن الزيتون» العسكرية في عفرين إلى أجل غير معلوم نفى الجيش التركي استخدام أسلحة محرمة في العملية وألقى أمس منشورات على سكان عفرين يطالبهم بالتوحد والتعاون مع القوات المشاركة في العملية ودعمها كما نفى استهدافه أي مواقع ثقافية أو تاريخية أو دينية، بينما شدد وزير الدفاع نور الدين جانيكلي على عدم سقوط أي ضحايا مدنيين في العملية التي دخلت أمس يومها الحادي عشر كما دافع الرئيس رجب طيب إردوغان عن الجيش الحر في مواجهة انتقادات للمعارضة لمشاركته في العملية لكونه يحوي «جزئيا» بعض عناصر تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الإرهابية بحسب حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة.
وفي بيان صادر عن رئاسة أركان الجيش التركي، أمس، أكد الجيش عدم استخدامه أسلحة محرمة دوليا في عملية غصن الزيتون لافتا إلى «حملة تضليل إعلامية» تستهدف إثارة الجدل حول شرعية العملية العسكرية.
وشدد البيان على أنه «يتم فقط استهداف (الإرهابيين) ومواقعهم وأسلحتهم وعرباتهم، مع الحرص الشديد على عدم إلحاق ضرر بالمدنيين والأبرياء».
وأكد البيان عدم استخدام القوات الجوية أي أسلحة محرّمة دولياً مثل قنابل النابالم والقذائف الكيميائية والبيولوجية لافتا إلى «عدم امتلاك القوات المسلحة التركية أسلحة محرمة دوليا». وذكر البيان أن المباني الدينية والثقافية والتاريخية والأثرية والمرافق العامة في المنطقة «ليست ضمن أهداف العملية إطلاقا»، نافيا تقارير إعلامية روجت أنباء غير صحيحة في هذا السياق.
واعتبر البيان أن هناك «حملة تضليل إعلامية واضحة من قبل المنظمات الإرهابية ومؤيديها لتشويه عملية غصن الزيتون وإثارة الجدل حول شرعيتها».
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، إن الجيشين التركي و«السوري الحر» لم يتسببا بسقوط ضحايا من المدنيين خلال عملية غصن الزيتون الجارية في الشمال السوري.
وأكد جانيكلي أمام جلسة للبرلمان أمس أطلع فيها النواب على معلومات حول سير العملية العسكرية، أن «غصن الزيتون» لم تلحق أضرارا بالمدنيين، رغم استخدام وحدات حماية الشعب الكردية الأهالي دروعا بشرية.
وأضاف أنه تم تحييد 649 على الأقل، من مقاتلي الوحدات الكردية منذ انطلاق العملية، فيما بلغ عدد قتلى الجيش التركي 5 جنود، والجيش السوري الحر 24 مقاتلا.
وأشار إلى أن المقاتلات التركية المشاركة في العملية استطاعت تدمير 458 هدفا للتنظيمات الإرهابية، فيما استهدفت القوات البرية 4 آلاف و370 موقعا. وواصلت القوات التركية والجيش السوري الحر عملية غصن الزيتون لليوم الحادي عشر على التوالي أمس وأعلنا سيطرتهما على قريتين جديدتين بمحيط عفرين. وقصفت المقاتلات والمدفعية التركية، مواقع عسكرية في عفرين قبالة بلدتي «ريحانلي» و«خاصا» بولاية هطاي جنوب تركيا.
وتواصل المقاتلات التركية التحليق في سماء المنطقة، فيما لا تزال أعدادٌ كبيرة من الآليات العسكرية تواصل أعمالها على الحدود مع عفرين، حيث جرى إزالة الجدار الحدودي في كثير من النقاط على خط الحدود.
وقالت مصادر عسكرية تركية إن قريتي «صاتي شاغي» و«سليمان خليل» التابعتين لبلدة «راجو» غرب عفرين تمت السيطرة عليهما، وبذلك تكون القوات التركية والجيش الحر سيطرا خلال 11 يوماً على 23 نقطة في محيط عفرين، عبارة عن 17 قرية و5 تلال استراتيجية ومزرعة.
وواصلت المقاتلات التركية استهداف مواقع للميليشيات الكردية على أطراف جبل دارماك وشوهدت أعمدة الدخان المتصاعدة من ولاية كليس، وسمعت أصوات الانفجارات.
وبالتوازي مع استمرار قصف المواقع، شهدت المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا تحركا عسكريا كثيفا.
وألقى الجيش التركي منشورات من الجو على أهالي منطقة عفرين، يدعوهم عبرها إلى التوحد ضد التنظيمات الإرهابية، ويؤكد أن عفرين ستبقى لسكانها الأصليين.
وبدأ الجيش التركي منشوراته المكتوبة باللغات العربية والتركية والكردية، بالبسملة، ودعا من خلالها سكان المنطقة إلى الكفاح المشترك ضد تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية. وجاء في المنشورات: «الإخوة سكان منطقة عفرين، حان الوقت لإنهاء ظلم وضغوط إرهابيي (داعش) والوحدات الكردية الخونة الذين يشهرون أسلحتهم بوجه الجيران ويحرقون مساجدنا، فلا تسمحوا للإرهابيين باستغلال أبنائكم أو العبث بأسركم ومستقبلكم، فقد حان الوقت لأن نقول كفى للإرهابيين، لنتحد جميعا في وجه الإرهابيين، وابتعدوا عنهم، فعفرين لأهلها، وبإذن الله سيحل الأمن والرخاء والسلام والبركة في عفرين». وأطلقت الوحدات الكردية قذيفة صاروخية أمس باتجاه ولاية كليس التركية الحدودية، سقطت في مزرعة لأشجار الزيتون بحي «شيخ محمد» في الولاية، دون أن تسفر عن إصابات. وعقب سقوطها، قصفت المدفعية التركية المتمركزة على النقاط الحدودية أهدافا للوحدات الكردية في عفرين.
ومنذ بدء عملية «غصن الزيتون» استهدفت الوحدات الكردية ولاية كليس بـ20 قذيفة، أسفرت عن مقتل شخصين أحدهما سوري والآخر تركي، وإصابة 21 آخرين.
في غضون ذلك، دافع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن الجيش السوري الحر في مواجهة انتقادات المعارضة التركية التعاون معه في العمليات في سوريا، مشيراً إلى أنه «مكوّن سوري وطني، يدافع عن بلاده ويضم جنودا من جميع الأعراق والمعتقدات».
وأضاف إردوغان، في كلمة أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي أمس، أنّ الجيش السوري الحر يشبه قوى المقاومة الشعبية التي تشكّلت في تركيا إبان عشرينات القرن الماضي، لمواجهة الجيوش الأوروبية الغازية.
وشدد إردوغان على أن عملية «غصن الزيتون» لن تتوقف حتى يتم القضاء على الإرهاب الذي يهدد حدود بلاده، ويُوفّر العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم ومواصلة مطاردة الإرهابيين والقضاء عليهم، دون الالتفات إلى الجهات التي تساندهم وتقف معهم.
إلى ذلك، وسعت السلطات التركية حملة الاعتقالات في صفوف الرافضين لعملية غصن الزيتون، وأمر الادعاء التركي أمس باعتقال 11 عضوا في نقابة الأطباء على خلفية معارضة النقابة للعملية العسكرية التركية وبدأت الشرطة في أنقرة منذ الصباح حملة لاعتقال الأطباء حيث تجري عمليات بحث واعتقال في 8 ولايات تركية. وأعلن النائب في البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، علي شاكر، اعتقال نقيب الأطباء راشد توكل وأعضاء آخرين في النقابة.يأتي ذلك بعد أن أدانت نقابة الأطباء العملية العسكرية في عفرين الأسبوع الماضي، وأطلقت دعوة «لا للحرب... السلام فورا».
واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان النقابة بالخيانة، واصفا الأطباء بأنهم «خدام الإمبريالية».
واعتقلت السلطات التركية أكثر من 300 شخص لانتقادهم العملية في عفرين منذ انطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. واتهمتهم بـ«نشر الدعاية الإرهابية» على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن عملية «غصن الزيتون» تسير بنجاح وفق المخطط له.
وقال في مقابلة تلفزيونية الليلة قبل الماضية إن «جنودنا، وعناصر الجيش السوري الحر يتقدمون على أرض آمنة، وقد تمكنوا من السيطرة على عدد من البلدات والقرى والمدن، والعملية مستمرة كما ينبغي».
وأضاف: «بعملية غصن الزيتون بتنا أقوياء في الميدان وعلى الطاولة، ففي الميدان وصلنا إلى قمة الإرهابيين، وعلى الطاولة فعلنا ما تحتمه الدبلوماسية».
ولفت إلى أنه «رغم تقدم العملية بشكل شفاف، فإن هناك تلوثا في بعض المعلومات، ومن ذلك ما ذكرته بعض الصحف الأجنبية كذبا بأن دباباتنا قصفت، وقتل عدد كبير من جنودنا، لكن هذا غير صحيح، نحن كل يوم نكشف عن أرقام القتلى في صفوف قواتنا، ومن التنظيمات الإرهابية، ونشارك ذلك مع الجمهور، ولا نخفي شيئا أبدا عن الرأي العام الدولي». وأشار إلى أن العملية أظهرت للجميع أن «تركيا جادة فيما تقول، لا سيما أننا عندما حذرنا من قبل بشن العملية خرج علينا من يسخر ويقول إن تركيا تتحدث فقط ولا تفعل، فالجميع الآن شهدوا من نحن».
وفي رد منه على سؤال حول موعد انتهاء «غصن الزيتون»، قال جاويش أوغلو: «من الصعب الآن التكهن بذلك، بسبب ظروف الميدان والأجواء المتقلبة، فهدفنا الأول إنجاح العملية، وتطهير المنطقة من الإرهابيين».
أنقرة تنفي استخدام «سلاح محرم» في عفرين... وإردوغان يدافع عن «الحر»
أنقرة تنفي استخدام «سلاح محرم» في عفرين... وإردوغان يدافع عن «الحر»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة