شدد اللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت اليمنية، على أن حضرموت لا تخفي أي سجون سرية لدول التحالف العربي، مشيراً إلى أن مؤسسات حقوقية توجهت إلى السجن المركزي واطلعت على ما يتمتع به المساجين من حقوق حتى موعد تقديمهم للعدالة، وأشادت بهذه الجهود رداً على ما يتناقله مغرضون وحاقدون عن موضوع السجون السرية.
وتحدث البحسني في حوار مع «الشرق الأوسط» عن ملامح المرحلة المقبلة التي رفعت شعار التنمية وتعزيز الأمن والاستقرار الذي تتميز به حضرموت عن غيرها من المحافظات اليمنية، كاشفاً عن قرب الإعلان عن إنشاء صندوق لدعم الشباب. وأكد افتتاح وإعادة تشغيل المطار في النصف الأول من العام الحالي كحد أقصى، بعد تلقيه الضوء الأخضر من قيادة التحالف العربي، مشيراً إلى أنه تلقى وعوداً كثيرة وصادقة من رؤوس أموال حضرمية في الخارج وشخصيات تجارية عربية وشركات بالقدوم قريباً إلى حضرموت للاستثمار.
وفي مجال مكافحة الفساد، كشف البحسني عن إحالة بعض الفاسدين للقضاء ونيابة الأموال العامة. وتابع: «من يثبت عليه الفساد سنضربه بيد من حديد ولن نرحم أحداً، ورصدنا فساداً في مؤسسات حكومية وأوقفنا مديرين عموميين وأحلناهم للقضاء ونيابة الأموال العامة لتتم محاسبتهم».
ولفت إلى أنه وجّه بسرعة إعادة تشغيل المحاكم والنيابات، معتبراً أن وضع حضرموت الصحي أفضل بكثير ولديها عدد من المشاريع لتطوير القطاع الصحي سترى النور قريباً، كما أنها بصدد تشكيل مجلس طبي لمعالجة الكثير من الاختلالات والأخطاء ومن ضمنها الأخطاء الطبية. وفيما يلي نص الحوار
- ضمن تصريحاتكم، أعلنتم عام 2018 عاماً للتنمية ولتمكين الشباب، بماذا تبشرون أهل حضرموت في هذا الشأن خصوصاً قطاع الشباب؟
- نعم ونحن نؤكد تصريحاتنا أن عام 2018 هو عام تمكين الشباب والتنمية، وبدأنا رسم الخطوط العريضة في هذا الاتجاه، ففي مجال التنمية لدينا برنامج لمشاريع سيتم تدشينها خلال هذا العام، وسنمولها بما لدينا من إيرادات من محافظة حضرموت وبدعم الأشقاء في التحالف العربي الذين كانوا دائماً إلى جانبنا في مواجهة القوى الظلامية الإرهابية والانقلابية.
وسنعلن بعد أيام عن إنشاء صندوق لدعم الشباب يتضمن مجلس إدارة يضم شباباً لهم مكانتهم في المجتمع، وستمول السلطة هذا الصندوق برأس مال محترم، وسنقدم فكرة الصندوق لجهات مانحة عربية ودولية للحصول على دعم لتوسيع نشاطاته.
وفي هذا الاتجاه أنصح شباب حضرموت من الآن بالتفكير في مشاريع جماعية في مختلف القطاعات لتقديمها لإدارة الصندوق.
- في ظل أجواء الأمن والاستقرار الذي تتميز به حضرموت هل تلقيتم وعوداً بالاستثمار من رؤوس أموال من الخارج؟
- نعم دون شك تلقينا وعوداً كثيرة وصادقة من رؤوس أموال حضرمية في الخارج وشخصيات تجارية عربية وشركات بالقدوم قريباً إلى حضرموت للاستثمار، وفتح المجال واسعاً أمام فرص عمل متنوعة، وهذا يأتي في إطار توفير الفرص للشباب وتمكينهم والقضاء على أوقات الفراغ والبطالة، إلى جانب أننا نتوجه في إطار العام 2018 لتمكين الشباب بمنحهم الفرصة لقيادة المؤسسات والمرافق الحكومية. وسنطعّم تلك المؤسسات بقيادات شابة لها حضورها في المجتمع وسنكون إلى جانبهم وداعمين لهم للنجاح وتطوير الأداء في المؤسسات التي ستوكل قيادتها لهم.
- تحدثتم سابقاً عن منح الشباب فرصة للرقابة على أداء مؤسسات حكومية خصوصاً التي يوجد فيها فساد بحسب الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة؟
- نعم أعلنا عن ذلك لكنه وبكل صراحة لم يتم بشكل واسع بل بدأناه بشكل محدود في بعض الإدارات الحكومية لضبط الأداء ومستوى الالتزام والانضباط بتسيير العمل في تلك المرافق التي تلقينا فيها شكاوى فساد وتسيب وإهدار للمال، وتم تسلم تقارير من الشباب ورفعها للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للنظر فيها، وأثبتناها وتمت إحالة بعض الفاسدين للقضاء ونيابة الأموال العامة.
- في الحديث عن الفساد أعلنتم كذلك أنكم ستواجهون الفساد ضمن النقاط الـ16 في برنامجكم، حتى الآن ما الذي تحقق؟
- ملف الفساد كبير وشائك ويحتاج لجهود كبيرة جدا لرصد الفساد ومحاسبة الفاسدين وتغييرهم، وفي هذا الإطار تم التوجيه للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للقيام بدوره ومتابعة أي مؤسسات يثبت فسادها، ومن يثبت عليه الفساد سنضرب بيد من حديد ولن نرحم أحداً، وبالفعل رصدنا فساداً في مؤسسات حكومية وأوقفنا مديرين عموميين وأحلناهم للقضاء ونيابة الأموال العامة لتتم محاسبتهم، ودون شك هذه الإجراءات ستردع كل من تسول له نفسه الاستمرار في الفساد.
- ملف القضاء بتشعباته وصعوباته يشكو المواطنون أنكم لم تفعّلوه بشكل كامل؟
- ملف القضاء كان أحد الملفات الشائكة التي لم تتحرك منذ تحرير مدينة المكلا من قبضة «القاعدة» إلى نهاية عام 2017 ونحن نعترف بذلك، لكننا وجهنا بسرعة العمل من خلال إعادة تشغيل المحاكم والنيابات، وبإمكانكم الآن أن تزوروا المؤسسات القضائية وتطلعوا على نشاطها وجهودها في حلحلة قضايا مؤجلة والنظر في مختلف القضايا أمامها حالياً، إلى جانب جهودنا في تجهيز السجن المركزي بكامل احتياجاته. وتوجهت مؤسسات حقوقية إلى السجن واطلعت على ما يقدم للمساجين من حقوق مكفولة لهم في الغذاء والراحة وحسن التعامل حتى موعد تقديمهم للعدالة، وأشادت بهذه الجهود رداً على ما يتناقله بعض المغرضين والحاقدين على حضرموت من أن هناك سجونا سرية لدول التحالف في حضرموت وهذا محض افتراء. نعمل مع الأشقاء في التحالف العربي بشكل واضح وشفاف ونرد على مثل هذه الادعاءات التي تريد النيل من حضرموت وأمنها واستقرارها وسمعتها أمام العالم الذي أشاد بحربها ضد الإرهاب وتجربتها الفريدة في تحرير المكلا بشكل سريع، وفق خطة عسكرية وأمنية أعادت الحياة إلى طبيعتها وأطلقت عجلة التنمية من جديد وجنّبت حضرموت وأهلها الحرب والدمار الذي كان متوقعا في هكذا ظروف وصراعات.
- هل تم تطهير مدن الساحل من قوى الإرهاب بعد تحرير المكلا في 24 من أبريل (نيسان) 2016؟
- لا شك أن مدن ساحل حضرموت وفي مقدمتها العاصمة المكلا تم تطهيرها من عناصر «القاعدة» في أبريل 2016 في عملية نوعية أشاد بها العالم، تم فيها دحر تلك القوى المارقة بجهود التحالف العربي مسنوداً بقوات النخبة الحضرمية التي تم تدريبها على مدى أشهر، وبفضل الله تم ذلك، وأصبحت حضرموت المحافظة النموذجية التي يحسدها الجميع على الأمن والاستقرار الذي تتميز به عن غيرها من محافظات البلاد، وعيون الأجهزة الأمنية مفتوحة ومراقبة لأي تحركات، إذ كشفنا بعض البؤر في عدد من المواقع وتعاملت معها الأجهزة الأمنية وقوات النخبة الحضرمية بكفاءة، وتم قتل الكثير من الإرهابيين وأسر آخرين، وآخرها كانت عملية نوعية في مديريــة دوعـن شمال شرقي حضــرموت بتاريخ 25 يناير (كانون الثاني) 2018 أسـفرت عـن مقتـل إرهابيين اثنيـن وإلقـاء القبـض علـى قيـادي آخر فـي التنظيـم الإرهابـي بعـد رصـد تحـركـات مشـبوهـة لتـلك العناصـر وضـبطهـا بكمـين محكـم مـن قبـل قـوات النخبـة، وبعـد رفضـهم تسـليم أنفسـهم اشـتبكت معهم قـوات النخبـة الحضـرمية المرابطـة فـي مديريـة دوعـن.
وبهذا فإننا في قيـادة المنطقة العسـكرية الثانيـة نؤكد أن حضرموت مسـتمرة فـي مكافحـة الإرهاب وتحقيـق الأمـان والاستقــرار، وتعزيـز قـدرات الأجهـزة الأمنيـة بكـل الوسـائل والأجهـزة الحديثـة لمحاربـة الإرهاب وتجفيـف منابعـه واجتثاثـه، علاوة على أننا نشيد بمـا يبديـه المواطنـون مـن شجاعـة فـي التعـاون والإبـلاغ عـن التحركـات المشبوهـة للإرهابييـن.
- القطاع الصحي أحد الملفات التي يشكو الناس صعوباته وتراجع الأداء الصحي هل من جهود في هذا الملف؟
- الاهتمام بالقطاع الصحي يعد أولوية من أولويات السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، وجاء في برنامجي بعد التعيين، ومن خلاله نهدف لإيجاد تنمية صحية ومواجهة الكثير من الأمراض والعلل التي تفشت في حضرموت في ظل الوضع الصعب الذي تعيشه البلاد منذ 5 سنوات، لكن أحب أن أذكّر المواطنين أننا في حالة حرب والتهديدات لا تزال موجودة والوضع يحتاج إلى صبر وتحد، ورغم ذلك نسعى لتقديم ما نستطيع، والقطاع الصحي أحد الملفات الكبيرة والشائكة التي تحتاج لدعم بالمليارات وجلب أفضل الكوادر الصحية المحلية والعالمية، وذلك لن يتأتى في ظل هذه الظروف الصعبة.
دعونا نكون واضحين ولا نزايد على أنفسنا، هناك محافظات أخرى يموت الناس فيها كل يوم لعدم توفر أبسط الإمكانات الطبية، لكن وضعنا أفضل بكثير ولدينا عدد من المشاريع لتطوير القطاع الصحي سترى النور قريباً، كما أننا بصدد تشكيل مجلس طبي لمعالجة الكثير من الاختلالات والأخطاء ومن ضمنها الأخطاء الطبية.
محافظ حضرموت لـ {الشرق الأوسط}: لا سجون سرية لدينا... وتشغيل المطار قريباً
أكد إحالة فاسدين في مؤسسات حكومية للقضاء... وكشف عن إنشاء صندوق لدعم الشباب
محافظ حضرموت لـ {الشرق الأوسط}: لا سجون سرية لدينا... وتشغيل المطار قريباً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة