في الوقت الذي خرج فيه ألوف الإسرائيليين إلى الشوارع في 20 مظاهرة متفرقة في تل أبيب وعدة بلدات أخرى، تطالب بتقديم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وجّه رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، يولي إدلشتاين، انتقادات شديدة اللهجة لنتنياهو، بلغت حد صراخه: «لقد أصيب بالجنون».
وجاءت تصريحات إدلشتاين، الذي يعتبر من أقرب المقربين لرئيس وزرائه، في جلسة مغلقة تم تسريب مضمونها بالتسجيل الصوتي وبُث في الإذاعة الإسرائيلية، أمس الأحد. وحسب قوله، فإن نتنياهو يسير على خطى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في تعامله مع الأحزاب والقيادات، ويتمادى في التصريحات المثيرة للجدل، ولا يتصرف كرئيس للحكومة.
وأضاف: «قد يكون أي تصريح لترمب أنه إذا كان يطلق النار على شخص في الجادة الخامسة، فإن ذلك يضيف الأصوات له، وعلى ما يبدو هذه التصريحات أثرت على نتنياهو».
وحسب التسجيلات المسربة، فقد أشار إدلشتاين إلى خطب رئيس الحكومة الأخيرة التي هاجم من خلالها وسائل الإعلام والشرطة والمعارضة. وقال: «قبل أسبوعين بدلا من الوقوف والتحدث كرئيس حكومة للوزراء، قرر الحديث عن الشرطة وعن حاجبي الصحافي موشي نوسباوم، وتوجيه الاتهامات بلا حساب. لقد جن جنون الرجل».
وهاجم إدلشتاين أيضا رفاق حزبه في «الليكود»، الذين يرضخون ويسكتون على نتنياهو، لدرجة القول: «سأكون سعيدا لرؤية نصف أعضاء الحزب في المنزل. أعتقد أن (الليكود) يواجه مشكلة خطيرة. هناك فصيل سأكون سعيدا جدا بأن نصفهم سيذهب إلى المنزل، وهناك مرشحون جدد لن تكونوا سعداء برؤيتهم في الكنيست. وإذا واصلنا هذا الطريق فسنكون في المعارضة، إذا لم يختاروا قائمة أخرى فسنكون في المعارضة».
وأبدى إدلشتاين مخاوفه من أضرار جراء تصريحات ترمب المؤيدة لإسرائيل، فقال: «لا يوجد عندنا حتى اليوم وزير للخارجية. عند اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، نفرح. نحسب أننا فزنا. في تلك الليلة كان علينا أن نجتمع، رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزير الخارجية ورئيس الكنيست، لنفحص ما يقف وراء ذلك».
وكان ألوف المواطنين الإسرائيليين، قد شاركوا الليلة قبل الماضية في المظاهرات الأسبوعية التي تطالب بمحاكمة نتنياهو بتهمة الفساد. فقد جرت 20 مظاهرة في عدة مواقع في أنحاء البلاد ضد الفساد السلطوي. وجرت المظاهرة الرئيسية في ساحة هبيما في تل أبيب، بقيادة إلداد يانيف. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الفاسدون إلى البيت»، و«أنا أيضا أخاف من الفساد»، و«الفساد يبدأ بالاحتلال». وسمعت خلال المظاهرة في تل أبيب، رسائل مختلفة ضد الفساد الحكومي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وضد طرد طالبي اللجوء، وضد رجل الأعمال كوبي ميمون، وضد تلويث الجو من قبل مصافي حيفا، وغير ذلك.
وفي خطابه، هاجم يانيف نتنياهو، وقال: «هرب إلى الهند، عاد من الهند وسافر إلى دافوس، عاد من دافوس، ويوم الاثنين سيسافر إلى بوتين، ومن ثم سيسافر إلى ميونيخ، وهذا ليس عبثا. إنهم يخافون منا في الشوارع؛ لأن هذا الضغط يحقق مفعوله».
وقال القائد السابق لوحدة الكوماندوس الجوي «شلداغ»، وعضو منظمة «قادة من أجل أمن إسرائيل» العميد غيورا عنبار، في المظاهرة، إن «المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، يماطل ويعرقل التحقيقات مع بيبي». وأضاف أنه «تم إضعاف حراس البوابة وسيادة القانون، من خلال سلسلة من القوانين الجديدة. لقد أصبح هناك انجراف ضد الديمقراطية، ومس بالنسيج الحساس الذي بني هنا، وبحصانة المجتمع».
وبالإضافة إلى مظاهرة تل أبيب، جرت مظاهرة في ميدان «جورين» في بيتاح تكفا، على مقربة من منزل المستشار القانوني للحكومة مندلبليت. وقاد المظاهرة هناك ميني نفتالي، مدير بيت نتنياهو سابقا. وحمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى استقالة مندلبليت.
20 مظاهرة ضد الفساد الحكومي في اسرائيل
رئيس الكنيست يتهم نتنياهو بالجنون
20 مظاهرة ضد الفساد الحكومي في اسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة